صاروخ لكوريا الشمالية يمر فوق اليابان ويستنفر البلاد.. الحكومة طالبت مواطنيها بالاحتماء
أطلقت كوريا الشمالية، الثلاثاء 4 أكتوبر/تشرين الأول 2022، صاروخاً باليستياً فوق اليابان لأول مرة منذ خمس سنوات، ما دفع السلطات اليابانية إلى تحذير السكان وتعليق عمليات القطارات في شمال البلاد مؤقتاً.
الصاروخ الكوري الشمالي حلّق فوق أراضي اليابان، وتجاوزها قبل أن يسقط في المحيط الهادي، ما دفع الحكومة اليابانية إلى مطالبة مواطنيها بالاحتماء.
أشارت اليابان إلى أنها لم تتخذ أي خطوات لإسقاط الصاروخ، وقال وزير الدفاع، ياسوكازو هامادا، إن اليابان لن تستبعد أي خيارات، ومنها قدرات الهجوم المضاد، لأنها تتطلع إلى تعزيز دفاعاتها في مواجهة عمليات إطلاق الصواريخ المتكررة من جانب كوريا الشمالية.
من جهته، قال المتحدث باسم الحكومة اليابانية، هيروكازو ماتسونو، في مؤتمر صحفي، إن “سلسلة الإجراءات التي تقوم بها كوريا الشمالية، ومن بينها إطلاقها المتكرر للصواريخ الباليستية، تهدد سلام وأمن اليابان والمنطقة والمجتمع الدولي، وتشكل تحدياً خطيراَ للمجتمع الدولي بأسره، بما في ذلك اليابان”.
بحسب مسؤولين في طوكيو وسول (عاصمة كوريا الجنوبية) فإن الصاروخ قطع ما بين 4500 و4600 كيلومتر، وحلق على ارتفاع حده الأقصى 1000 كيلومتر.
في غضون ذلك، ذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية (إن.إتش.كيه)، أن الاختبار دفع شركة شرق اليابان للسكك الحديدية إلى تعليق عمليات القطارات في المناطق الشمالية، وقال ماتسونو إنه لم ترد تقارير عن أضرار للطائرات أو السفن جراء الصاروخ.
بدوره، قال كيم دونج يوب، الضابط السابق في البحرية الكورية الجنوبية، إن تفاصيل الرحلة الأولية تشير إلى أن الصاروخ ربما كان صاروخ هواسونغ-12 الباليستي المتوسط المدى، الذي كشفت عنه كوريا الشمالية في عام 2017 ضمن تهديداتها بضرب القواعد العسكرية الأمريكية في “جوام”.
كذلك لفتت هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية إلى أنه صاروخ باليستي متوسط المدى على ما يبدو وأُطلق من مقاطعة جاجانح في كوريا الشمالية.
كانت كوريا الشمالية قد استخدمت تلك المقاطعة لإطلاق العديد من التجارب الأخيرة، ومنها عدة صواريخ زعمت أنها “أسرع من الصوت”.
على إثر التجربة الصاروخية، قالت كوريا الجنوبية أيضاً إنها ستعزز جيشها وستزيد تعاونها مع الحلفاء، ووصف رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول الاختبار بأنه “طائش”، وقال إن جيش بلاده وحلفاءها والمجتمع الدولي سيردون عليه بحسم.
بدوره وصف رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا تصرفات كوريا الشمالية بأنها “همجية”، وقال إن الحكومة ستواصل جمع المعلومات وتحليلها.
من جانبها، قالت الولايات المتحدة إنها تستنكر بشدة قرار كوريا الشمالية “الخطير والمتهور” بإطلاق صاروخ باليستي طويل المدى فوق اليابان.
المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون، اعتبرت في بيان أن إطلاق الصاروخ الكوري “يزعزع الاستقرار ويظهر تجاهل كوريا الشمالية الصارخ لقرارات مجلس الأمن الدولي ومعايير السلامة الدولية”.
خامس عملية إطلاق للصواريخ
كان هذا أول صاروخ كوري يتبع مثل هذا المسار منذ عام 2017، وقالت طوكيو إن مساره البالغ 4600 كيلومتر، وربما كان أطول مسافة تُقطع في اختبارات كوريا الشمالية، التي غالباً ما تكون على ارتفاع كبير لتجنب التحليق فوق الدول المجاورة.
كذلك فإن هذه هي خامس عملية إطلاق تقدم عليها بيونغ يانغ خلال عشرة أيام، وسط استعراض الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية عضلاتهما العسكرية.
الدولتان أجرتا الأسبوع الماضي تدريبات ثلاثية مضادة للغواصات مع القوات البحرية اليابانية، تضمنت حاملة طائرات أمريكية، والتي توقفت في كوريا الجنوبية لأول مرة منذ عام 2017.
أنكيت باندا من مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي ومقرها الولايات المتحدة، قال إن إطلاق صاروخ لمسافة طويلة يسمح لعلماء كوريا الشمالية باختبار الصواريخ في ظل ظروف أكثر واقعية.
فيما قال محللون إن سلسلة تجارب الصواريخ التي تجريها كوريا الشمالية تساعد في جعل المزيد من أسلحتها جاهزة للعمل، وفي تطوير قدرات جديدة، وتبعث برسالة مفادها أن التطوير حق سيادي.
يُشار إلى أن برامج الأسلحة النووية والصاروخية لكوريا الشمالية محظورة بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي التي فرضت عقوبات على بيونغ يانغ.
اقرأ ايضاً:“اللعنة عليك يا ماسك”! مؤسس “تسلا” يغضب رئيسي أوكرانيا وليتوانيا بخطة اقترحها لإنهاء الحرب مع روسيا