بكين “تتأهب” لغزو تايوان.. البحرية الأمريكية رصدت تدريبات صينية “سرية” وحشداً عسكرياً كبيراً
قال موقع news.com.au الأسترالي في تقرير نشره الأحد 2 أكتوبر/تشرين الأول 2022 إن الاستعراضات البراقة التي تنفذها الصين وتعرض فيها طائراتها المقاتلة وسفنها الحربية حول تايوان تبدو أقرب إلى الدعاية من التطبيق العملي.
لكن التطبيق العملي السري لإعداد العبارات ذات الاستخدامات المدنية وتهيئتها من أجل استخدامها في الحرب، يوضح أن بكين تأخذ مسألة غزو تايوان على محمل الجد، فعلى مدى شهور كان المحللون العسكريون الدوليون يربطون الأمور ببعضها.
إذ إن عبارات نقل السيارات التجارية الصينية ذات التحميل الأفقي، تعد هائلة وضخمة. وقد أظهرت الصين من جانبها كذلك اتجاهاً غربياً تجاه التخلي عن طرقها، وتباطأت في تدريبات الهجوم لتأمين رأس الشاطئ، التي ينفذها جيش التحرير الشعبي الصيني.
استعدادات صينية ضد تايوان
حيث تظهر صورة ساتلية لشركة Maxar Technologies، نشرها معهد البحرية الأمريكية، إحدى هذه الناقلات المدنية بمؤخرة منحدرة في المياه، بينما يأتي خلفها العديد من الدبابات “البرمائية”. وعلى الشاطئ القريب، كان هناك صف من المدرعات البرمائية المستعدة للمشاركة في التدريبات.
من جانبه، أبلغ المحلل توم شوغارت موقع USNI News أنه حدد هوية العبارة التجارية، وهي العبارة Bo Hai Heng Tong، وهي عبارة وسفينة شحن ذات تحميل أفقي تبلغ حمولتها 15 ألف طن. كانت العبارة بعيدة بأكثر من 1500 كيلومتر عن طريقها الاعتيادي في بحر بوهاي، وكانت هذه العبارة إحدى 7 عبارات مدنية مماثلة تشارك في المناورات الحربية.
عند استخدامها معاً، فإن هذه السفن تشكل تهديداً هائلاً باحتمالية الغزو، نظراً إلى أن كل عبارة منها تستطيع حمل حمولة تبلغ ثلاثة أضعاف حمولة منصة الإنزال والنقل البرمائي الأمريكي المماثلة سان أنطونيو التابعة للبحرية الأمريكية، التي بنيت لهذه الأغراض العسكرية.
يقول شوغارت إن سفن الهجوم البرمائي أو منصات الهجوم البرمائي التي تستطيع العمل لأسابيع أو شهور في المياه تشغل مساحات كبيرة في المياه. ويضيف: “تلك مساحة ضائعة كبيرة إذا كان كل ما تفعله هو خوض رحلة سريعة عبر المضيق”.
زيارة بيلوسي إلى تايوان
خلال الجلبة التي أحاطت بزيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان في وقت سابق هذا العام، استعرضت الصين قدرات عسكرية هائلة لجيشها.
لكن كان هناك ثلاث عبارات تجارية تتحرك في الخلفية بهدوء بعيداً عن مسارها، من أجل دعم هذه المناورات العسكرية. والآن قد عُرف السبب، إذ إن قدرات نقل القوات الخاصة بجيش التحرير الشعبي تعد صغيرة على نحو غير متوقع، برغم أنها آخذة في النمو بسرعة.
كذلك فقد دُشنت أول سفينة هجومية برمائية من سفن Type 075 خلال العام الماضي. وينتظر أن تنطلق سفينتان منها قريباً.
لكن هذه السفن، وشبيهاتها من سفن الهجوم البرمائية الأصغر، تعد قليلة على أن تحمل عدداً كافياً من القوات والدبابات التي تستلزمها السيطرة على شواطئ تايوان ذات الدفاعات الحصينة.
أما الافتقار إلى هذه القدرات فكان يستخدم دائماً في الجدال القائل بأن تايوان آمنة من الغزو، في الوقت الراهن.
قدرات فائقة للسفن الصينية
من جهة أخرى، نشر أستاذ الدراسات البحرية لدى كلية الحرب البحرية، كونور كينيدي، دراسةً بالتعاون مع مؤسسة جايمس تاون الأمريكية في العام الماضي تحذر من التهديد الذي تشكله العبارات.
في هذا السياق، نشر شوغارت تغريدة تقول: “بالنسبة للمشككين في قدرات السفن التجارية الصينية على حمل المدرعات الثقيلة، فيمكنهم إلقاء نظرة على عدد الدبابات الحربية الصينية الرئيسية (طراز 96)، المصطفة معاً على متن إحدى السفن التجارية في تلك الصورة”.
ما يميز أي سفينة هجوم برمائية عن سفن التحميل الأفقي التجارية هي قدرتها على إبقاء مؤخرتها مفتوحة أثناء وجودها في المياه. يتيح هذا لكل وسائل النقل، بدءاً من القوارب الصغيرة والحوامات ووصولاً إلى سفن الإنزال والدبابات البرمائية، النزول منها والعودة إليها من البحر متى شاءت.
في حين أشار كينيدي إلى أن سفن التحميل الأفقي الصينية الجديدة عززت أرصفة التحميل الخاصة بها كي تستخدم استخدامات تتجاوز الاستخدامات المدنية.
جاء أول دليل على استخداماتها العسكرية في عام 2020 عندما شوهدت العبارة Bang Chui Dao ذات الحمولة 15 ألف طن، وسط تدريب على تنفيذ هجوم على الشاطئ نفذه جيش التحرير الشعبي الصيني. تحمل هذه العبارة عادة 1200 راكب، وتملك كذلك 825 متراً مربعاً يمكن استخدامها لتحميل السيارات.
دبابات القتال الرئيسية في الجيش الصيني
كذلك يقول كينيدي إن العبارة Bang Chui Dao ذات التحميل الأفقي قادرة على حمل ما يصل إلى 50 مركبة هجومية برمائية، وهو عدد كافٍ لكتيبة مشاة ميكانيكية. ويضيف أن هناك حوالي 62 عبارة صينية تجارية يمكن تهيئتها لأغراض عسكرية مماثلة.
من جهة أخرى، أظهرت قناة CCTV7 الصينية الحكومية عبارة تجارية أخرى ذات تحميل أفقي، وهي العبارة Zhong Hua Fu Zing، وكانت دبابات القتال الرئيسية تشغل مساحتها البالغة 20 ألف متر مربع. لكن الفيديو حُذف لاحقاً.
يمكن أن تستخدم هذه السفينة الهائلة بالأحرى للمشاركة في نقل موجة ثانية من القوات الهجومية، لإيصال الدبابات البرية مباشرة إلى أي رصيف أو شاطئ يُستولى عليه.
اقرأ ايضاً:“إزفيستيا”: ما الذي ينتظر روسيا؟