اسـ.ـتهداف قاعدة خراب الجير الأمريكية في سوريا.. لماذا وقع خيار الاسـ.ـتهداف عليها؟
في الوقت الذي تؤكد فيه الإدارة الأمريكية عبر قراراتها عن نيتها بالحفاظ على وجودها في سوريا وتمكيّنه أكثر، ترتفع وتيرة الاستهدافات للقواعد الأمريكية في سوريا، حيث تم خلال الأسابيع الأخيرة الفائتة استهداف تلك القواعد عدة مرات، وحذّر مسؤولون أمريكيون حينها من تصاعد وتيرة الاستهداف للقوات الأمريكية في سوريا، داعيين الإدارة الأمريكية إلى إعادة صياغة سياستها تجاه سوريا وتحديد مهام قواتها هناك بشكل أكبر.
الاستهداف الأخير للقواعد الأمريكية في سوريا كان في 8 تشرين الأول الجاري، حيث تم استهداف قاعدة خراب الجير في حقل رميلان النفطي شرقي سوريا، للمرة الثانية خلال أقل من عام، حيث تشير صحيفة “الأخبار” اللبنانية إلى أن هذه القاعدة حولتها الولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً إلى مخزن للأسلحة والأموال لكونها الأكثر أماناً، وتحتفظ بالسيطرة عليها منذ عشرة أعوام، حيث لفتت الصحيفة إلى أن هذا الاستهداف حصل بهدف إيصال رسائل إلى الأميركيين، بأن قواتهم لن تكون في مأْمن من صواريخها.
وأضافت “الأخبار”: أن أهمية القاعدة تبرز في كونها نقطة ارتباط رئيسة لقوات “التحالف الدولي” المتواجدة في كلّ من سوريا والعراق، حيث يتم عبرها نقل أرتال الأسلحة والمعدّات، وتأمين عمليات نهب النفط والقمح، فضلاً عن تَحوّلها إلى مطار عسكري للأمريكيين، بعد تأهيل مدارج داخله، ليكون قادراً على استقبال أنواع من طائرات الشحن ونقل الجنود، وبالتالي تخفيف عمليات النقل البرّي، مشيرةً إلى أن الأمريكيين يستولون على المطار الزراعي في قرية خراب الجير، في المنطقة الواقعة بين اليعربية ورميلان، بعدما حولوه إلى قاعدة أساسية لهم في سوريا، ليقوموا لاحقاً بتأهيله كمهبط لمروحيات، ومن ثمّ توسيع مدارجه بالتدريج، وصولاً إلى إتمام جاهزيّته لاستقبال طائرات الشحن.
هذا الاستهداف بشكل خاص جاء بعد أيام من تحركات أمريكية عديدة على الساحة السورية، وأكدت واشنطن خلالها أنها ستحافظ على وجودها العسكري في سوريا، ففي 9 تشرين الأول الجاري أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أنه يستثني سوريا والعراق من قرار وقّعه يتعلق بتقييد شروط استهداف قائمة من الدول بغارات جوية وبطائرات مسيّرة أو عمليات قوات الكوماندوز الخاصة، ليتم بعد هذا الاستثناء تنفيذ غارتين جوتين أمريكيتين بمسيّرات في سماء سوريا، تسببتا بوقوع ضحايا مدنيين، إلى جانب تحركات عسكرية متعلقة بإعادة ترتيب القيادات في التنف جنوبي سوريا، وإنشاء قواعد عسكرية جديدة، بالإضافة إلى وصول تعزيزات عسكرية كانت الأولى من نوعها، حيث أعلنت “غرفة عمليات العزم الصلب” التابعة لـ”التحالف الدولي” بقيادة واشنطن بهبوط أول طائرة شحن عسكرية من طراز C-17 تابعة للقوات الجويّة الأمريكية، محمّلة بـ” إمدادات حيوية إلى سوريا”، وقال قائد الغرفة: أنه “للمرة الأولى يمكن لقوات التحالف أن تنتشر في أيّ مكان وفي أيّ وقت؛ لتمكين شركائنا الذين يحافظون على ضمان أمن المنطقة”.
في الوقت الذي تستمر فيه القوات الأمريكية بتمكين وجودها العسكري في سوريا، يعبر خبراء أمريكيون عن تخوّفهم من المخاطر المحيطة بالعسكريين الأمريكيين في سوريا، حيث قال كريستوفر الخوري، الذي عمل مستشاراً لسياسة العراق وسوريا مع مكتب تابع لـ”التحالف الدولي” في هذا الصدد: “كل يوم يمر يزيد من المخاطر التي تتعرّض لها القوات الأمريكية ويضعف الموقف التفاوضي للولايات المتحدة فيما يتعلق بالمكاسب التي يمكن الحصول عليها من الدولة السورية وروسيا”.
وفي السياق نفسه نشرت صحيفة “فورين أفرز” الأمريكية تقريراً أشارت خلاله إلى أن “يمكن احتواء تهديد التنظيم دون تعريّض القوات الأمريكية للأذى، وذلك من خلال تنفيذ عمليات بطائرات دون طيار، وغارات جوية”، لافتاً إلى أنه “حتى مع تراجع نشاط تنظيم داعش، فإن المخاطر تتزايد على القوات الأمريكية التي تتشكل بعضها من العلاقات المتوترة مع روسيا”.
أثر برس