أكد الخبير والمستشار بالإنتاج الحيواني عبد الرحمن قرنفلة أن 85% من مربي الأبقار هم من أفقر الفقراء في سوريا. وهم يمثّلون 80% من مجمل المربين بالبلاد.
وبيّن قرنفلة أن المربين يتميزون بصغر حجم الحيازة من الأبقار، أي يملكون بين بقرة واحدة و10 أبقار فقط. مشيراً إلى أن الثروة البقرية كان لها نصيباً كبيراً من تداعيات الأزمة. مما أدى إلى انحسار أعدادها وتدهور إنتاجها بفعل عوامل متداخلة.
ووفق بيانات وزارة الزراعة، بلغ عدد الأبقار في عام 2020، حوالي 693627 رأساً منها 513543 رأساً من البقر الحلوب بلغ إنتاجها 1309870 طن من الحليب. بينما كانت أعدادها عام 2011، حوالي 831962 رأساً منها 611037 كان إنتاجها من الحليب 1701995 طناً.
التقارير
وتشير بعض التقارير إلى انخفاض أعداد القطيع البقري السوري لحوالي 45% عما كان عليه قبل الأزمة.
وأكد الخبير أن هناك حزمة من الصعوبات تعترض سبيل تنمية وتطوير إنتاج الأبقار من الحليب. أبرزها نقص الأعلاف وانتشار مجموعة كبيرة من الأمراض لاسيما الهضمية بين الأبقار. بسبب ضعف الرعاية والمتابعة الصحية. إضافةً إلى تواضع خدمات الإرشاد الزراعي بمجالات تربية وإدارة قطعان الأبقار.
ولفت قرنفلة إلى أن 90% من إنتاج الحليب لا يزال يتم تسويقه دون ضمانات صحية. حيث نستهلك نسبة كبيرة من المادة دون خضوعها لعمليات تصنيعية تضمن تعقيمها رغم ما يحمل ذلك من مخاطر صحية كبيرة على صحة المستهلكين.
تجميع وتبريد الحليب
وذكر أن هناك افتقاراً بعدد مراكز تجميع وتبريد الحليب. إضافةً إلى عدم توفر وسائل نقل حديثة مبردة كافية لنقل الحليب من الحقول إلى المصانع ومناطق الاستهلاك. وانعدام جمعيات تسويق الحليب.
الخبير دعا إلى وضع مهنة تربية الأبقار وإنتاجها في إطار قانوني تنظيمي. على هيئة اتحاد نوعي يربط بين أعضائها ويقوم على خدمة تطويرها وتنمية إنتاجها ورعاية مصالح المنتجين وتنظيم العلاقة بينهم وبين الجهات التسويقية والتصنيعية من جهة. وبينهم وبين موردي الأعلاف والمواد الأولية ومستلزمات الإنتاج من جهة ثانية.
تهريب الحليب
وحول تهريب الحليب السوري إلى لبنان قال قرنفلة إن «بعض أصحاب المصانع في لبنان يشكون من دخول نحو 40 طن حليب يومياً من سوريا. لكنها كميات أقلّ جودة من المنتجة محلياً. لأن معظمها كميات مرفوضة من مصانع الأجبان والألبان في سوريا».
وتابع أن ما سبق يدل على وجود أقنية يتسرب من خلالها الحليب السوري الخام الطازج إلى خارج البلاد. مما يشكل نزيفاً لثروة وطنية كان يمكن زيادة قيمتها المضافة عبر إدخالها في قنوات تصنيع مختلفة ثم تصديرها.داعياً الجهات المعنية إلى مراقبة الحدود لمتابعة الموضوع وقمعه أو تنظيمه ليمر عبر الطرق النظامية للتصدير.
مبررات السعي للاستيراد
تؤكد جهات حكومية أن مبررات السعي لاستيراد أبقار “الفريزيان” تتمثل في الحصول على عروق صافية. حيث إن استيراد أبقار أجنبية يساهم بشكل كبير بتعويض النقص في سوق الألبان بشكل عام. حيث يتراوح إنتاج البقرة الواحدة من 30 إلى 40 كيلو يومياً. بينما يبلغ إنتاج الأبقار المحلية نحو 10 كيلو تقريباً.
وشدد الخبير على ضرورة توفير قاعدة علفية واسعة، وتحسين الرعاية الصحية والخدمات البيطرية. وتطوير طرق التسويق من خلال إحداث مراكز لتجميع الحليب في مناطق الإنتاج، وتوفير وسائل نقل مبردة. وإعادة النظر بتوزيع مصانع الألبان لتكون أقرب ما يمكن من مناطق الإنتاج.
ودعا إلى تشجيع إقامة شركات كبيرة متكاملة لتربية الأبقار وتصنيع منتجاتها، وتوجيه المزيد من الاستثمارات لهذا القطاع الحيوي.
اقرأ أيضا: خطأ توقيت قرار التصدير يشعل أسعار زيت الزيتون