تتوالى شحنات الأسلحة الغربية بالوصول الى أوكرانيا منذ بداية الهجوم الروسي عليها نهاية فبراير/شباط الماضي. ومع استمرار طلب كييف المزيد منها كما ونوعا، لا تنقطع روسيا عن الشكوى من أن الغرب يستخدم جارتها كساحة حرب ضدها ويمدها بمختلف أنواع الأسلحة المتطورة.
ومع إعلان موسكو بشكل شبه يومي عن استهداف شحنات وكميات من الأسلحة التي تمتلكها أوكرانيا لا تزال تدعو الغرب إلى وقف إمداد كييف بالأسلحة إن كان يريد بالفعل إنهاء الحرب.
ووصل حد شكوى روسيا من الأسلحة التي تحصل عليها كييف إلى تسمية وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو 4 منها خلال كلمته في افتتاح مؤتمر موسكو للأمن الدولي في موسكو الثلاثاء.
وتشير تقديرات الاستخبارات البريطانية وتقارير إعلامية وعسكرية أن هجوم روسيا على أوكرانيا انكسرت حدته وبدأ التباطؤ تارة والتراجع تارة أخرى بفضل الأسلحة التي باتت تمتلكها كييف.
وقال شويغو في كلمته إن الغرب شرع بداية بإمداد كييف بصواريخ جافلين المضادة للدبابات ومن ثم المسيرات، وانتقل بعدها إلى راجمات صواريخ هيمارس ومدافع هاوتزر، مع تأكيده عمل بلاده على تدميرها جميعا.
فما تلك الأسلحة الأربعة ومقدراتها؟ وهل لها الفضل بالفعل في صد ثاني أقوى جيش بالعالم الذي يمتلك صناعات عسكرية متطورة في مختلف صنوف الأسلحة التقليدية منها وغير التقليدية؟
صواريخ جافلين
مع بداية هجوم روسيا على أوكرانيا أعلنت الولايات المتحدة أنها قدمت كميات من صواريخ جافلين للجيش الأوكراني ودربت عناصره على استخدامها.
وجافلين هو صاروخ أميركي محمول وموجه ومضاد للدروع يتبع آلية تدعى “أطلق وانس” أي أنه يتتبع الهدف بمفرده بعد الإطلاق، وتقوم شركتا رايثيون ولوكهيد مارتن الشهيرتان بتصنيعه للجيش الأميركي. ودخل الصاروخ الخدمة عام 1996، ويزن مع وحدة الإطلاق 22.3 كيلوغراما أما وحدة الإطلاق وحدها فتزن 6.4 كيلوغرامات. ويبلغ مدى الإطلاق الفعال من 75 مترا إلى 2500 متر، أما أقصى مدى إطلاق فهو 4750 مترا.
وتوجد طريقتان للصاروخ في القضاء على الهدف، الأولى عندما يكون الهدف مكشوفا أمامه فيطير باتجاهه مباشرة، أما الثانية فعندما يكون الهدف وراء حاجز عندها يطير الصاروخ إلى ارتفاع مناسب (أقصى ارتفاع 160 مترا) لتجاوز الحاجز ثم ينزل ساقطا على الهدف.
الطائرات المسيرة
مع بداية الحرب عليها، لجأت كييف إلى تركيا للحصول على أعداد من مسيرتها الشهيرة “بيرقدار تي بي 2” التي كانت لها تجارب ودور كبير في الحروب الأخيرة في كل من إقليم ناغورني قره باغ وسوريا وليبيا.
ومسيرة “بيرقدار تي بي 2” من إنتاج شركة “بايكار” التركية، وهي شركة تعمل في مجال الدفاع والطيران منذ عام 1984، وتعد أحد مصنعي الطائرات غير المأهولة في العالم.
ووقعت الشركة التي بدأت تصدير أول مسيرة محلية عام 2012، عقودا مع 21 دولة لبيع طائرات “بيرقدار تي بي 2″، كما تعمل على إنتاج عدد من الطرازات الأخرى في مقدمتها “أقينجي” وهي طائرات كبيرة تحتوي على 100 حاسوب، بخلاف “بيرقدار تي بي 2″، التي تحتوي على 40 حاسوبا.
وينشر الجيش الأوكراني منذ بداية الحرب مقاطع لاستهداف طائراته المسيرة مواقع تابعة للجيش الروسي وعربات ودبابات وتجمعات لجنوده في عدد من المدن، خاصة في محيط العاصمة كييف التي تراجعت موسكو عن الهجوم عليها بسبب الضربات التي تلقتها قواتها على أطراف المدينة، وفق خبراء عسكريين.
ودشن عدد من المتطوعين في عدد من الدول الأوروبية حملات تبرع عديدة لشراء طائرات مسيرة من طراز بيرقدار لتزويد الجيش الأوكراني بها.
ويطلق على الطائرات المسيرة تسمية “القاتل الصامت” كونها تتحرك دون صوت مرتفع وتفاجئ العدو بقصفه دون سابق إنذار.
منظومات هيمارس
“هيمارس إم 142” (HIMARS M142) راجمة صواريخ أميركية تم تطويرها أواخر السبعينيات من القرن الماضي، لكنها لم تدخل الخدمة فعليا مع الجيش الأميركي وسلاح مشاة البحرية إلا عام 2005.
وفي 23 يونيو/حزيران 2022، وصلت أول دفعة من صواريخ هيمارس إلى أوكرانيا لاستخدامها في الجبهة بمنطقة دونباس شرقي البلاد.
تصنف منظومة “هيمارس” على أنها وحدة سلاح متنقلة يمكنها إطلاق صواريخ عدة دقيقة التوجيه في وقت متزامن.
وتحمل الراجمة الواحدة 6 صواريخ موجهة بواسطة نظام تحديد المواقع العالمي “جي بي إس” (GPS) بمدى يقارب ضعف مدافع الهاوتزر “إم 777” (M777)، التي يمكن إعادة تحميلها في غضون دقيقة بطاقم صغير فقط.
وهي مزودة بجراب كبير قادر على حمل صاروخ تكتيكي من نوع “إيه تي إيه سي إم إس” (ATACMS) يبلغ مداه 300 كيلومتر.
والنسخة الجديدة للمنظومة الصاروخية “هيمارس 60” (HIMARS 60) التي تم إرسالها إلى كييف تتميز بكونها أخف وزنا وأكثر رشاقة، ومثبتة على عجلات تسهل نقلها دون عناء.
وتوفر منظومة الراجمات الحماية ضد نيران الأسلحة الصغيرة وشظايا قذائف المدفعية وانفجارات الألغام والأجهزة المتفجرة المرتجلة.
مدافع هاوتزر
مدفع هاوتزر M198 عيار 155 ملم، التي وصلت للقوات الأوكرانية، هي قطعة مدفعية ميدانية متنقلة يمكن سحبها وجرها بسهولة. وزاد الإقبال مؤخرا على هذه المدافع المحمولة على شاحنات متحركة، بدلا من أنظمة المدفعية التقليدية التي تعتمد على شاسيهات مجنزرة، حيث إنها أقل تكلفة في الإنتاج، إضافة إلى قدرتها على أداء المهام نفسها.
وهاوتزر مدفع قصير يوضع في زاوية هبوط شديدة الانحدار، ويستخدم لإطلاق النار من خلال مسارات عالية نسبيا. ويمكن للمدفع إطلاق ما يصل إلى 4 دفعات في الدقيقة الواحدة.
وتتميز مدافع هاوتزر التي قدمتها واشنطن لكييف بأنها من النوع الأخف وزنا مع عدم التضحية بمداه أو دقته، وهو ما يُسهل من نشره ونقله في مواقع مختلفة ومتغيرة.
وقد جهزت واشنطن هذا المدفع كذلك بنظام تحديد المواقع العالمي GPS مما يسمح له بتحديد مواقع الأهداف بسهولة ودقة.
وتحولت هذه المدافع النارية التقليدية، المدعومة بالمعلومات الاستخبارية الأميركية، إضافة إلى صور الطائرات المسيرة، إلى أداة استهداف دقيق لأهدافها في مواجهات على جبهة طويلة تمتد لأكثر من 500 كيلومتر بإقليم دونباس.
المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية + ويكيبيديا
اقرأ أيضا: تهديد أوروبي بتدمير الجيش الروسي