الخميس , مايو 16 2024
شام تايمز
قصّة الطفل وشجرة التفاح.. واحدة من أكثر العبر المفيدة في الحياة

قصّة الطفل وشجرة التفاح.. واحدة من أكثر العبر المفيدة في الحياة

قصّة الطفل وشجرة التفاح.. واحدة من أكثر العبر المفيدة في الحياة

شام تايمز

هناك قصص معروفة يتداولها الناس بينهم عبر أجيالٍ عديدة، لوضوح العبر والعظات فيها والتي من الممكن أن تلعب دوراً في تنمية فكر الطفل، سوف نطرح قصّة الطفل وشجرة التفاح في هذا المقال مع إضافة الحكم المستخرجة من القصّة:

شام تايمز

القسم الأول
يُحكي أنه في يوم من الأيام كانت هناك شجرة تفاحٍ كبيرة فارعة الأغصان، مُمتلئة الثمر، قويّة الجذع والأغصان، وبجانب الشّجرة كان هناك طفلٌ قريب منها، يلعب ويلهو، ويتسلّق على أغصانها، ويأكل من ثمارها، وإذا تعب من اللّعب نام تحتها مستظلاً بظلالها وأغصانها الكبيرة، وكان هذا بشكلٍ يومي.

مرّت الأيّام وكبُر الطّفل وانشغل عن الشّجرة فتوقف عن الذّهاب إليها، ولكنّه عاد يوماً إليها وهو حزين، فطلبت منه الشجرة اللعب معها، فقال الولد: أنا لم أعد صغيراً وإني بحاجةٍ لبعض النقودِ كي أشتري بعض الحاجيّات، فقالت له أنا لا يوجد معي نقود؛ ولكن خُذ ثمر التّفاح من أغصاني، وقم ببيعه، واستخدم الأرباح لتشتري ما تريده، فجمع الولد كل ثمارها وأخذها وهو سعيد وغادرها ولم يعد، فباتت الشّجرة حزينة.

القسم الثاني
بعد أعوامٍ عاد الطفل، وكالعادة قالت له الشجرة تعال والعب معي، فقال لها لقد أصبحت رجلاً كبيراً، ولديّ عائلة أنا مسؤول عنها، وأحتاج لبناء بيت، هل تستطيعين مساعدتي؟، فقالت له أنا لا أملك بيتاً ولكن بإمكانك أن تأخذ من أغصاني كما تشاء لتبني بيتك، ففعل الرجل وأخذ الأغصان وغادر وهو مسرور.

تمرّ الأيام والسنوات والشجرة وحيدة حزينة على الطفل الذي كبر وأصبح رجلاً ولم يعد يلتقي بها، وفجأة جاءها في يوم صيفٍ حار جداً فسعدت الشجرة بقدومه وقالت له العب معي، فقال لقد كبرت كثيراً وأصبحت عجوزاً وأريد أن أرتاح من عناء الدُنيا وأن أعيش فترة استرخاء، أريد أن أبحر بعيداً عن الناس ولكني لا أملك مركباً أبحر به.

القسم الثالث
فقالت له الشجرة: خُذ من جذعي واصنع مركباً، فأخذ من جذعها وصنع المركب وذهب عنها ولم يعد لسنين طويلة؛ وبعد كل هذه السنين عاد الرجل للشجرة، وقد اعتادت عليه أنه يعود ليطلب شيئاً منها فسابقته بالقول: “آسفة ولكني أصبحت كبيرة جداً ولا أملك شيئا لأمنحك إياه”، قالت له لا يوجد تفاح لتأكل أو لتبيع فقال لها: “لا داعي فليس لدي الأسنان لأقضمها”.

تابعت الشجرة حديثها فقالت له لم يعد لديّ جذع حتّى تلعب وتتسلّق عليه، فقال لا حاجة لي به فقد أصبحت كهلاً عجوزاً لا أستطيع القيام بذلك، فحزنت الشجرة كثيراً؛ لأنّها لا تملك ما تعطيه فهي شبه ميتة؛ جذورها أصبحت ضعيفة، فرد عليها العجوز قائلاً: كل ما أحتاجه وأريده الآن هو أن أرتاح من هذه السنين، أحتاج مكاناً للراحة فقط، فقالت له الشجرة هذه جذوري وهي ما تبقى لدي يمكنك الجلوس وأخذ قسط من الراحة بجانبي، اجلس واستلقِ هنا كما تشاء.

الحكمة المستفادة من القصّة
يجب تقدير كل النّعم التي يمنحها لنا الله، كنعمة الوالدين، ونعمة الصحة، ونعمة جمال الطبيعة وعطائها، وعلينا المحافظة على هذه النعم باستمرار. حيث شبّه الكاتب الشجرة بالأم التي تبقى ترعى طفلها حتى يكبر، وتُفني حياتها كلّها في توفير احتياجاته وتقدم له كل ما يحتاجه كل لما لجأ إليها، حتى تنفذ كل طاقاتها وتُصبح غير قادرة على العطاء، فيكبر هذا الطفل ويُصبح شاباً ثم رجلاً ثم عجوزاً كهلاً ولم يدرك قيمة والديه إلا عندما فقد كل شيء، واحتاج للراحة فيلجأ إليهم من جديد لأنه يعلم أن الوالدين هم مصدر الرّاحة.

اقرأ ايضاً:مشهد يحبس الأنفاس: مناورة مخيفة من طيار للسيطرة على الطائرة أثناء هبوطها (فيديو)

شام تايمز
شام تايمز