تجييش الشارع شمالي سوريا.. رسائل إلى أنقرة
تشهد مناطق الجماعات المسلحة، في سوريا، عملية تجييش للشارع، خدمةً لمصالح تدعمها في صراعاتها، وبحثاً عن تحقيق مكاسب مالية، ولضمان استمرار نفوذها وسيطرتها.
وبعد 11 عاماً، عادت اليوم شعارات رفعت في بداية الحرب السورية لتتصدّر المشهد، تُوظَّف خِدمةً لانقسامات المسلحين فيما بينهم من إدلب إلى أعزاز.
بدأت الفصائل تأكل بعضها، وبدأت في توظيف ما تعلمته سابقاً من أجل مهاجمة دمشق والإضرار بصورتها، وكسب الاستعطاف الدولي، وتأييد الدول التي كانت داعمة لها.
وتوظف هذه الوسائل، اليوم، بشكل جلي بين الفصائل التي انقسمت إلى قسمين: الأول في مناطق درع الفرات والتي تتخذ من أعزاز مركزاً، والقسم الثاني في محفظة إدلب.
وفي هذا الإطار، رفع أنصارُ الجولاني و”هيئة تحرير الشام” في إدلب شعارات توحيد الجُغرافيا، بحثاً عن “إمارةٍ” يريدون حدودَها من البحرِ المتوسط إلى الفُرات، فيما وظفت الشعارات والبيانات في خدمتها المرأة وخصوصيتها في المنطقة، ولعبت فيها العشائر دور المحرّك إلى جانب استخدام الدين وسيلةً وأداةً للتكفير والتمجيد.
المجموعات المسلحة تستخدم الشارع في صراع النفوذ والسيطرة شمال #سوريا.. ما تبعات ذلك؟ وأي رسائل إلى #تركيا؟#التحليلية#الميادين @rh_albasha pic.twitter.com/cm6U6wBkOR
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) October 23, 2022
وقد قابل ذلك، بيانات مضادة لعشائر منطقة درع الفرات، ما يعكس انقسام الشارع وعمق الشّرخ في مناطق سيطرة الجماعات المسلحةِ شمال غربِ سوريا، في منطقة تبحث فيها كل فئة عن مكاسبها المالية ومصادر تمويلها.
وبدأ توظيف الشارع للضغط على تركيا تحديداً، إذ أنّ المظاهرات التي خرجت من مناطق درع الفرات، والتي انطلقت من معبر باب السلامة، أرادت أن توصل رسالة إلى أنقرة.
الجولاني أراد أيضاً من خلال استخدام أهالي إدلب إيصال رسالة للأتراك بأنّهم “لا يوافقون على إبقاء المنطقة مجزّأة”.
وتعتبر هذه المظاهرات، استكمالاً للصراع العسكري الذي عاشته المنطقة الأسبوعين الماضيين. لكن وفي ظل العارك المتنقلة، فإن الكفة الآن للشارع، من خلال استخدام صوت المدنيين لتحقيق مزيد من المكاسب، أو أقلها الحفاظ على تلك التي حققت. ولضمان استمرار “شرعية صراع”، يبحث فيه كل فصيل عن وسائل لضمان استمرار أسباب بقائه.
الميادين