الجمعة , نوفمبر 22 2024
هرب من أكثر السجون مراقبةً في أمريكا، لكنّ امرأة تسبّبت في القبض عليه مرةً أخرى!

هرب من أكثر السجون مراقبةً في أمريكا، لكنّ امرأة تسبّبت في القبض عليه مرةً أخرى!

هرب من أكثر السجون مراقبةً في أمريكا، لكنّ امرأة تسبّبت في القبض عليه مرةً أخرى!

آدامز كوانتي، ابن أحد أشهر تجار المخدرات بالولايات المتحدة، عاش حياته داخل بيئة محاطة بالمخاطر وخارجة عن القانون، تعلَّم السرقة في سن مبكرة، وكانت أولى محاولاته لبيع المخدرات في سن 14.

استمر الحال على ما هو عليه إلى سن الـ33، حين أمسكت الشرطة الأمريكية بـ”كوانتي” وبحوزته قرابة 20 كيلوغراماً من المخدرات، ليدخل بسببها إلى السجن سنة 2005، وحكم عليه بـ40 سنةً سجناً.

حراسة مستمرة والهروب مستحيل

في طريقه إلى السجن عرف “كوانتي” أن هذه ستكون المرة الأخيرة التي من الممكن أن يَرى الخارج، لهذا أصبح يدقق في الطريق وأسوار السجن وعدد الشرطة في الطريق.

تقوم الشرطة بغلق عيون المجرمين لعدم معرفة الطريق داخل السجن، لكن تمكن “كوانتي” من معرفة عدد الأبواب التي تقوده إلى زنزانته، وذلك من خلال صافرات الإنذار التي تعمل في كل مرة تفتح فيها الأبواب.

يعتبر سجن “ألتون” بالولايات المتحدة من بين أشد السجون حراسة، كما يضم أخطر المساجين، والذين حاولوا الهروب أكثر من مرة، عند دخوله الزنزانة قضى “كوانتي الأسبوع الأول وهو يكتشفها.

كانت الزنزانة عبارة عن غرفة صغيرة تضم كاميرا مراقبة تعمل 24 ساعة، وكانت الشرطة تقوم بدورة على المساجين كل نصف ساعة، للتأكد من وجودهم داخل زنازينهم، وأنّهم يتبعون النظام.

حسب فيلم أنتجته “ناشيونال جيوغرافيك” عن قصة هروب “كوانتي” كان هذا الأخير يجلس في زنزانته، يتأمل ما حوله، حتى بدأ يشم رائحة المطر التي تتساقط على التربة، لينتبه “كوانتي” إلى فتحة التهوية الصغيرة في سقف الغرفة، كان هذا بصيص الأمل الذي أعاد له فكرة الهروب من السجن.

كانت الصعوبة التي تواجه كوانتي هي كيف يصل إلى سقف الغرفة دون لفت انتباه حراس كاميرا المراقبة الموجودة بالغرفة، كان المكان الوحيد الذي لا تستطيع الكاميرا التقاطه هو الموجود بالحمام، أي تحتها مباشرة.

حاول كوانتي معرفة المادة المصنوع منها سقف الزنزانة، ليكتشف أنها من شرائح الحديد، أي يلزمه فقط منشار صغير ليستطيع قطعه، لهذا التجأ كوانتي إلى أحد أصدقائه عند وقت الزيارة، وحاول إخباره بأنه بحاجة إلى أداة حادة لكي يستطيع الهرب.

كانت الخطة أن يضع صديقه المنشار الصغير بداخل غلاف كتاب، وأن يرسله إلى سجين آخر يجلس في الزنزانة المقابلة لزنزانته، لكي لا يُفضح سره في حال اكتشف الأمر.

“الكتاب” وبداية خطة الهروب

بعد بضعة أسابيع وصل الكتاب إلى السجين الذي اقترحه كوانتي، ولحسن حظه لم يكتشف أحد المنشار الصغير بداخله، لم يقم كوانتي بأي رد فعل أو طلب للكتاب لمدة أسبوع، ثم طلبه من السجين المجاور له، وتأكد من وجود المنشار بداخله.

حاول كوانتي خدش السقف، إلا أن صوت الاحتكاك الناتج عن العملية كان مرتفعاً، وهنا بدأ كوانتي يفقد الأمل في الهروب، وجلس يفكر في حل للمشكل؛ إذ أقدم على خلق شجار بين المساجين، وفي بعض الأحيان يطلب من أحد الغناء لكي تشب حالة من الفوضى تسمح له بقطع شريحة الحديد.

حسب الموقع الأمريكي “Bayview” تمكّن كوانتي من إحداث ثقب صغير في السقف، مكّنه من إدخال المنشار بعد 3 أسابيع من العمل، استمر كوانتي على نفس المنوال حتى تمكَّن في النهاية من قطع مكان في السقف، وهنا كانت المفاجأة.

بعدما تمكّن كونتي من إحداث فتحة في السقف، انصدم بوجود سقف آخر من الأسمنت، عكس ما كان يتوقع أنه سيجد الحرية بعده، أثناء محاولته الصعود لاكتشاف هل هناك منفذ قريب سمع جرس الإنذار الناتج عن الباب الأول.

نزل كوانتي بسرعة، لكنه لم يحسن إعادة السقف بشكل جيد، لحسن حظه لم يلاحظ الشرطي الفتحة الموجودة بداخل الزنزانة، بعد بضع ساعات عاد كوانتي لاستكشاف سقف الغرفة، لينتبه إلى فتحة تهوية مطلة على الشارع.

خطأ بسيط دمّر أذكى هروب في أمريكا

بعدما وصل كوانتي إلى فتحة التهوية أصبح يراقب بشكل يومي تحركات الشرطة وأعدادهم، لكن دائماً كان يتساءل عمن سيقوم بمساعدته في الهروب دون معرفة من الشرطة.

خلال محادثته للمساجين سمع كوانتي من بعضهم عن ركن تعارف موجود في إحدى الصحف، فقرر مراسلة فتاة منهم، وأخبرها أنه في السجن، وأنه سيخرج قريباً، لكن لم يخبرها عن خطته للهروب، كانت الأمور تجري لصالحه حتى قامت البنت بالقدوم إلى السجن، ما جعل خطته تتغير.

لم يكن أمام كوانتي خيار غيرها، فقد كان في كل يوم يقطع مكاناً في فتحة التهوية المطلة على الخارج لكي يتمكن من الهروب، وفي كل مرة يسمع صافرة الباب الأول يعود إلى الغرفة ويخفي الشق الموجود في السقف بمحلول مصنوع من الصابون ومعجون الأسنان.

بعد شهر من قدوم الفتاة قرّر كوانتي الهرب في اليوم الذي أخبر فيه الفتاة، قام بوضع دمية صنعها من الإسفنج العازل الذي وجده في سقف الغرفة في فراشه، بعدما تمكن من خلق نقاش بين المساجين، الذين بدورهم يجعلون الشرطة لا تدقق في كل الكاميرات، بل تقتصر على التي بها مشاكل.

على الساعة الثانية عشرة من منتصف الليل شاهدت الفتاة رجلاً يقوم بالهرب من السجن، لتكتشف أنه كوانتي، لم تسمح له بدايةً بالركوب في سيارتها، لكنه ظلّ يتوسل إليها إلى أن قبِلت، وطلب منها اصطحابه إلى أحد الفنادق والذهاب إلى منزلها.

كما أخبرها أن الشرطة ستأتي إلى بيتها فور اكتشاف هروبه، وأخبرها أن تعترف بأنها بالفعل أخذته من أمام السجن، لكنها لم تكن تعرف أنه يهرب منه، وطلب منها ألا تخبرهم بمكانه الحالي.

بالفعل داهمت الشرطة منزل الفتاة صباح اليوم المقبل، واعترفت الفتاة بما أخبرها به كوانتي، لكن مع التحقيقات المتواصلة دلّت الفتاة الشرطة على مكانه، لتتمكن بعد بضع ساعات من إلقاء القبض عليه داخل الفندق، لتفشل أذكى خطة للهروب من أكثر السجون الأمريكية مراقبة.

 

اقرأ ايضاً:لماذا يرتدي الطلاب قبعة وعباءة سوداوين عند التخرُّج؟