قررت الولايات المتحدة إخراج أقوى رأس حربي نووي من الخدمة في ترسانتها، والتخلي عن خطط إطلاق صاروخ كروز نووي من البحر.
وجرى تأكيد هذا الأمر في النسخة الجديدة من استراتيجية الدفاع الوطني الأمريكية التي أصدرها البنتاغون يوم الخميس.
وتقول الوثيقة الجديدة بهذا الشأن: “سترفع قنبلة الجاذبية B83-1 من التسليح بسبب الحدود المتزايدة على إمكانياتها وزيادة تكاليف الصيانة. على المدى القصير، سوف نستخدم وسائط (أخرى) متوفرة حاليا يمكنها تشكيل تهديد للأهداف المحصنة والموجود في الأعماق الكبيرة. وعملا على حوار مع الشركاء في الشؤون البينية، ومع مراعاة المفاهيم الحالية، ستطور وزارة الدفاع الأمريكية وسيلة جديدة دائمة لإصابة هذه الأهداف بشكل أكثر فعالية. بالإضافة إلى ذلك، سنلغي برنامج (إنتاج) صاروخ كروز نووي يُطلق من البحر”.
الإدارة الوطنية للسلامة النووية بوزارة الطاقة الأمريكية كانت أعلنت عن خطط للتخلص من القنبلة النووية الحرارية B83-1 قبل ست سنوات على الأقل.
وكما أشار إرنست مونيز، الذي كان وزيرا للطاقة الأمريكي في ذلك الوقت، فإن هذا كان “آخر سلاح من فئة ميغا طن في الترسانة النووية الأمريكية”. وتصل قوة القنبلة B83-1 إلى 1.2 ميغا طن. للمقارنة: كانت قوة القنبلتين الذريتين اللتين أسقطتهما الولايات المتحدة عام 1945 على هيروشيما وناغازاكي حوالي 15 و25 كيلو طن على التوالي.
إضافة إلى ذلك، عدّت وزارة الدفاع الأمريكية أن خطط إنشاء صاروخ كروز نووي يطلق من البحر زائدة عن الحاجة. وتؤكد هذه الاستراتيجية على أنه “لم تعد هناك حاجة إليها” في ضوء عدد من الأسلحة النووية الأخرى المتاحة والتي تقوم واشنطن بتطويرها.
ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح كيف سيكون رد فعل الكونغرس الأمريكي على هذا القرار، خاصة إذا ما سيطرت عليه المعارضة المتمثلة في الحزب الجمهوري في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس المقبلة في نوفمبر.
وأشارت مؤخرا الإدارة الأمريكية الحالية، برئاسة الديموقراطي جو بايدن، إلى نيتها التخلي عن برنامج إنتاج الصاروخ المذكور، إلا أن عددا من القادة العسكريين الأمريكيين، بمن فيهم رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأمريكية الجنرال مارك ميلي، أعرب علنا في السابق عن دعمه لاستمرار العمل بهذا البرنامج.
وأعرب وزير الدفاع الأمريكي الحالي لويد أوستن، في تعليقه على خطط إلغاء البرنامج يوم الخميس، عن ثقته في أن هذا القرار لا يرسل أي إشارة إلى روسيا، والتي يمكن اعتبارها مظهرا من مظاهر ضعف واشنطن، مشيرا إلى أن موسكو تدرك ماهية الترسانة النووية الأمريكية.
المصدر: تاس
اقرأ أيضا: «جيش سوريا الحرة»: قوات احتياط أميركية جنوباً