كشف لاجئ سوري عن حجم المعاناة التي تعرض إليها في رحلة لجوئه من بلده نحو هولندا خاصة مرورا بتركيا، حيث يواجه الآن مصيرا مجهولا في “القارة العجوز”.
ووصل”بيهس”، وهو من مدينة الرقة والبالغ من العمر 18 عاما، حديثا إلى هولندا عبر رحلة شاقة ومتعبة من سوريا إلى تركيا، ومن ثم إلى بلغاريا وصربيا وهنغاريا والنمسا وألمانيا، هربا من ظروف بلده الصعبة وسط انسداد الأفق في ظل حالة اللااستقرار السياسي والاقتصادي.
ويروي بيهس تفاصيل رحلته التي استغرقت شهرين من التعب والمعاناة لقناة black box على موقع “يوتيوب”، حيث تعرض للضرب من قبل شرطة الحدود التركية، واصفا الرحلة بـ”غير السهلة” على الإطلاق.
ويقول بيهس: “كنت أدرس الطب البيطري في مدينة حماة، لكن الظروف الصعبة في البلد دفعتني للتفكير بالهجرة لأبني مستقبلي بعيدا عنها”.
وكانت أول خطوة بالنسبة إليه التواصل مع شبكة من المهربين الذين قادوه في البداية إلى تركيا نقطة العبور الأولى نحو “الحلم الأوروبي”.
ويضيف بيهس: “العبور إلى تركيا كان صعبا للغاية، والصعوبة تتشكل تحديدا في شرطة الحدود والدوريات المكثفة التي تراقب حركة الهجرة”.
ولم تحظَ محاولة بيهس الأولى بالنجاح حيث تفطنت لهم الشرطة.
وتمكن بيهس في المحاولة الثانية من العبور رفقة مجموعة من المهاجرين، حيث تنقلت بهم سيارة المهرب إلى إسطنبول، حيث مكثوا فيها ثلاثة أيام، ليتم فيما بعد الاتفاق مع المهربين لمساعدتهم على عبور الحدود نحو بلغاريا.
ويضيف: “بقينا نمشي ساعات طويلة للوصول إلى الحدود، سيارة المهرب رفضت أن تعبر بنا”.
وتابع: “كانت هناك أسلاك شائكة وكاميرات مراقبة، وقد أمسكت بنا الشرطة غير أنني تمكنت من الفرار والعودة إلى الجانب التركي”.
وأكد أنه “كان عليه العودة وعبور طريق آخر برا حتى ينجح في عبور الحدود البلغارية”.
وتواصل بيهس مرة أخرى مع أحد المهربين الذين أرسلوا والمجموعة التي ترافقه المتكونة من 18 شخصا سيارات أجرة حتى تنقلهم إلى الحدود.
ومع وصولهم إلى الغابات بقي بيهس ورفاقه يمشون طيلة ثلاثة أيام، إلى أن تمكنوا من الوصول للنقطة المتفق عليها مع المهرب.
ويشير إلى أن” الشرطة قبضت عليهم مع دخولهم الحدود البلغارية، لتحملهم في البداية إلى الحجر الصحي ثم إلى الكامب”.
وأردف: “تواصلت بالكامب مع أهلي لطمأنتهم، ثم عدت للتواصل مع المهربين لأجل مغادرة بلغاريا نحو صربيا”.
ونجح بيهس بالفعل في عبور صربيا هذه المرة بسهولة، ومنها توجه ومجموعة المهاجرين إلى الحدود الهنغارية، حيث أمسكت بهم الشرطة وأخذتهم نحو الكامب.
ويشرح أنه” بعد ثلاثة أيام من وصوله للكامب تواصل مع المهربين لمساعدته في التسلل إلى النمسا”.
ويلفت: “كانت هناك أسلاك شائكة وقد عبرناها عن طريق السلالم، ثم نقلتنا سيارة المهرب لداخل هنغاريا، ومنها أرسل لنا المهرب سيارة أخرى لنقلنا إلى النمسا.”
وأمسكت بهم الشرطة في النمسا، لكن بعد عملية الفرز وجد بيهس نفسه في ألمانيا التي مكث فيها أسبوعا إلى أن نجح مرة أخرى عبر المهربين في دخول هولندا.
اقرأ أيضا: واشنطن تستأنف وساطتها: الحوار الكردي بوّابةً لهيكلة المعارضة