الأحد , مايو 19 2024
شام تايمز
قصة البادي أظلم

قصة مثل.. “البادي أظلم”

قصة البادي أظلم

شام تايمز

يقال ..وقعت هذه القصة في زمن الخلافة العباسية حينما ذهبت امرأتان للقاضي ابن أبي ليلي ، وهو قاض كبير في زمن المنصور ، يختصمان في أمر ما ، فلما دخلا عليه ، سألهما أن يبدأ ، فقالت إحداهما :أيها القاضي هذه المرأة التي معي ، إنها عمتي ، وأقول لها يا أمي فهي من ربتني بعد أن مات أبي ، وكان لي ابن عم تقدم لخطبتي ، وبعد أن زوجتني له ، ورأت من خلقه وحسن معاملته لي الكثير ، أرادت أن تزوجه ابنتها

شام تايمز

فبعد ثلاث سنوات فقط من زواجي به ، عرضت عليه أن تزوجه ابنتها ، ولكن بشرط أن يوكلها في أمري وقد فعل ، فبعد أن تم الزواج جاءت إلي وقالت : لقد تزوج زوجك ابنتي ووكلني في أمرك وأنت طالق ! ، وهكذا أيها القاضي أصبحت مطلقة بين عشية وضحاها ، بعد أن كنت أحيا في سعادة وسلام

فلما عاد زوج عمتي وكان رجلًا كثيرًا الغياب ، ورأى أنني قد كبرت وتزوجت وطلقت ، عرضت عليه الزواج مني ، فوافق ، ولكني اشترطت عليه أن يوكلني في أمر عمتي ، وقد فعل ، فبعد أن تم الزواج ، أخبرت عمتي أني تزوجت زوجها ، ووكلت في أمرها وهي طالق

فوقف القاضي مذهولًا من كيد المرأتان ، فقالت العمة : أجلس يا شيخ ، فالقصة لم تبدأ بعد ، فأكملت الابنة قصتها قائلة : لقد عشت مع طليق عمتي فترة فلما مات أل لي ورثه ، فنازعتني عمتي على ورث زوجي ، وهي لا تقرب له بصلة ، فقد طلقتها منه

ولما اختصمنا جلس زوجي الأول وزوج ابنتها ليحكم بيننا ، فلما وقع بصره على وجهي حن إلى ما كان بيننا ، فعرضت عليه الزواج والعودة إلى ما كان ولكن شريطة أن يوكلني في أمر زوجته ، فلما تم الزواج ذهبت إليها ، وأخبرتها أني عدت إلى زوجي وقد وكلني في أمرها وهي طالق

وهنا لم يملك القاضي نفسه مما فعلته تلك المرأة ردًا على ما حل به من عمتها وابنتها ، وتعجب من عظمة كيدها ، وقال لهم أنا لا أدري أين القضية ؟ فقالت العمة : أليس من الحرام أن تأخذ هي زوجي وزوج ابنتي وميراثنا ، ونحن لا نأخذ شيئًا

فقال القاضي : أنا لا أرى في الأمر حرامًا ، امرأة تزوجت ومات زوجها ، فردت إلى زوجها ووكلها في أمر زواجه ، وهذا ليس من الحرام ، وبعد ذلك ذهب القاضي ابن ابي ليلي إلى الخليفة المنصور وقص عليه قصة المرأتان

فضحك المنصور حتى دبدب بقدميه على الأرض من فرط الضحك على ما فعلته المرأتان ببعضهما ، وقال البادي أظلم ، فمن حفر حفرة لأخيه وقع فيها ، وهذه العمة لم تقع في حفرة بل وقعت في البحر ، وأخذ يضحك على دهاء الزوجة وتدابير القدر

اقرأ أيضا: أحبها فحنَّطها.. طبيب نمساوي عاش مع جثمان مريضته 7 سنوات!

شام تايمز
شام تايمز