أي دور تلعبه شركات السلاح في الانتخابات النصفية الأميركية؟
أعلنت بعض أكبر شركات السلاح في الولايات المتحدة وحول العالم، في الأيام التي أعقبت أحداث الهجوم على الكابيتول، في 6 كانون الثاني/يناير 2021، أنها ستتوقف مؤقتاً، وتُعيد تقييم تبرعاتها السياسية.
وأثار التعليق الشامل لجميع التبرعات السياسية والمراجعات المرتبطة بها احتمال أن يخسر 147 جمهورياً الذين صوتوا ضد التصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية، تبرعات الحملة الانتخابية.
ولكن بحلول نيسان/أبريل 2021، استأنف أكبر خمسة مقاولين للسلاح التبرعات لكل من الديمقراطيين، إضافة إلى الجمهوريين الـ 147 الذين صوّتوا ضد التصديق على الانتخابات.
ووجد تحليل “Defense News” لبيانات لجنة الانتخابات الفيدرالية لدورة انتخابات 2022، أنّ أكبر خمس شركات دفاعية Lockheed Martin و Raytheon Technologies و Boeing و Northrop Grumman و General Dynamics ساهمت بما يقرب من 2 مليون دولار للجمهوريين الذين صوتوا ضد التصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية 2020.
إنّ أنماط التبرع من الشركات الخمس الكبرى تفضل بشكل كبير المشرعين الذين يجلسون في لجان القوات المسلحة ولجان الاعتمادات الدفاعية. واستمر ستة من الجمهوريين الذين صوتوا ضد الانتخابات، وقادوا حزبهم في لجان ولجان الدفاع ذات الصلة.
وقال شون ماكفيت، الأستاذ المساعد في الأمن القومي في جامعة “سيراكيوز” وشخص بارز في “المجلس الأطلسي”: “هذا هو العمل المعتاد”، مضيفاً أنّ “شراء النفوذ هو طريقة مجربة عبر الزمن لتوليد أعمال لشركة صناعية عسكرية. إنه سر مكشوف، وشكل من أشكال الفساد في الأساس”.
النائب الجمهوري كين كالفيرت من كاليفورنيا، والعضو البارز في اللجنة الفرعية لتخصيصات الدفاع، تلقى ما لا يقل عن 70 ألف دولار من الشركات الخمس حتى الآن في هذه الدورة الانتخابية. وجمع 3.8 مليون دولار حتى الآن في هذه الدورة في سباق تنافسي إلى حدّ ما.
وساهمت شركة Raytheon Technologies – ثاني أكبر شركة، بإيرادات دفاعية بلغت 41.9 مليار دولار في عام 2021 – بما لا يقل عن 374000 دولار من التبرعات حتى آب/أغسطس 2022 مقابل 65 جمهورياً صوتوا ضد التصديق على الانتخابات الرئاسية.
وبعد 6 كانون الثاني/يناير، قال المتحدث باسم الشركة كريس جونسون، إنّها أوقفت المساهمات مؤقتاً “للتفكير في البيئة الحالية”، لكنه رفض التعليق على تبرعاته اللاحقة.
وقدمت شركة Raytheon ما لا يقل عن 2.6 مليون دولار من التبرعات الانتخابية حتى الآن في هذه الدورة الانتخابية.
ومع اقتراب موعد انتخابات نصف الولاية، بعد أسبوع، من المرجّح أن يرتفع هذا الرقم بشكل كبير، بمجرد أن تنشر لجنة الانتخابات الفيدرالية، مساهمات إضافية لشهري أيلول/سبتمبر وتشرين الأول/أكتوبر.
ودخلت الولايات المتحدة، بدءاً من مطلع تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، أسبوعاً انتخابياً حاسماً لمستقبل الرئيس بايدن، يأمل الديمقراطيون أن يتمكّنوا في ختامه من كسر “موجة حمراء” موعودة من قبل خصومهم الجمهوريين في انتخابات منتصف الولاية.
وفي وقت سابق اليوم، اتّهم الرئيس الأميركي جو بايدن أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب، “بمحاولة تعطيل النظام الانتخابي”، محذّراً في خطاب متلفز من “تصاعد تطرف الجمهوريين”، قبيل انتخابات التجديد النصفي الأسبوع المقبل.
كذلك حذّر من تدمير البلاد بخطاب التشكيك في الانتخابات، قائلاً إنّ ذلك “سيمهد الطريق للفوضى”.
وأدّى الهجوم العنيف على زوج الزعيمة الديمقراطية، نانسي بيلوسي، إلى زيادة المخاوف من أن تفضي المعلومات المضللة والانقسامات السياسية العميقة إلى أعمال عنف قبل انتخابات منتصف الولاية الأميركية.
وكان ترامب قد شكّك قبل يومين في آليات الديمقراطية الأميركية، مع اقتراب الانتخابات النصفية للكونغرس، إذ أطلق ادعاءات بأنّ “الانتخابات في ولاية بنسلفانيا المتأرجحة يجري تزويرها”.
الميادين