ذاقا الأمرين.. “نيويورك تايمز” تروي قصة لجوء سوريين من أوكرانيا إلى بريطانيا
ألقت صحيفة “نيويورك تايمز” الضوء على معاناة لاجئين سوريين في بريطانيا مع القوانين المحلية الصارمة والتمييزية بعد أن اضطرّتهما الحرب الروسية في أوكرانيا إلى اللجوء مجدداً.
وقالت الصحيفة في تقرير أمس إنه في قاعة كنيسة صغيرة في شرق لندن التقى نحو عشرين شخصاً ممن فرّوا من الحرب في أوكرانيا لتناول الشاي والغداء أثناء محاولتهم التعرّف إلى أفراد مجتمعهم الجديد.
وأضافت أن من بين أولئك الأشخاص الشابين “عبد الصفوة” و”محسن حامد” وهم على عكس الآخرين، حيث كانت هذه هي المرة الثانية التي ينزحان فيها بعد وطنهم سوريا.
كان كل من “صفوة” و”حامد” طلاباً في أوكرانيا منذ عام 2011.
خلال وجودهما في أوكرانيا لم يحصل أي منهما على وضع اللاجئ الكامل، وهو ما كان سيسمح لهما بنيل الجنسية في نهاية المطاف، بل منحتهم السلطات وضع “الحماية الإنسانية” الأكثر محدودية.
لجوء جديد وتمييز
بعد الهجوم الروسي اختار كل منهما مغادرة أوكرانيا نحو بريطانيا، لكن بدون الجنسية الأوكرانية، كان عليهم للوصول إلى هدفهم التحايل على متطلبات التأشيرة، ولهذا السبب سافرا أولاً إلى أيرلندا، التي كانت تفرض قيودًا أكثر مرونة على اللاجئين من أوكرانيا، ثم عبروا الحدود المفتوحة إلى أيرلندا الشمالية، التي تُعدّ جزءاً من المملكة المتحدة.
اختار الاثنان بريطانيا ظناً منهما أنها ستوفر لهما فرصة أفضل للبدء من جديد، ولا سيما أنهما يتحدثان اللغة الإنكليزية قليلاً، ولديهما روابط عائلية هناك.
لكن رغم فرارهما من أوكرانيا تلقّيا دعماً محدوداً للغاية مقارنةً بنظرائهما الأوكرانيين الذين فرّوا من نفس الحرب.
منذ تقدّمهما بطلبات لجوء في آذار الماضي كان الشابّان يقيمان في نزل أو فنادق حيث يتم تزويدهما بالطعام ويتم منحهما 8 جنيهات أسبوعيًا، (نحو 9 دولارات) لشراء الضروريات الأساسية ودفع تكاليف النقل العام، لكنهما غير قادرين على العمل بموجب القانون.
قال السيد “صفوة”: “ما زلت لا أعرف ما إذا كان بإمكاني البقاء هنا أو لا”، متسائلاً: “كيف سيتصرفون معنا؟ هل سيعاملوننا مثل الأوكرانيين أم السوريين؟”.
وتحدث السيد حامد عن وكلاء الهجرة في وزارة الداخلية البريطانية الذين يتعاملون مع طلب لجوئه: “أخبرتهم أنه ليس لديّ مكان أعود إليه”.
غالباً ما يظل طالبو اللجوء مثل صفوة وحامد في نظام اللجوء البريطاني، في انتظار قرار بشأن المطالبات التي قد تستغرق شهورًا أو حتى سنوات لحلها.
عندما خاطبت الصحيفة وزارة الداخلية للتعليق على هذا المقال، رفضت الأخيرة الحديث في تفاصيل قضيتي السيد صفوة والسيد حامد، وقالت في بيان: “يجب على الأشخاص طلب اللجوء في أول بلد يصلون إليه، أو بالنسبة لأولئك الذين يحتاجون إلى حمايتنا، استخدام أحد طرقنا الآمنة والقانونية للوصول إلى المملكة المتحدة”.
وفرّ أكثر من سبعة ملايين شخص من أوكرانيا منذ غزو روسيا لها في شباط الماضي، وفقاً لأرقام المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وكالات