الجمعة , نوفمبر 22 2024

كيف تستغل أمريكا أزمة الطاقة في أوروبا؟

كيف تستغل أمريكا أزمة الطاقة في أوروبا؟

تخلق أمريكا وتفرض وتنفذ حزماً متتالية من العقوبات ضد روسيا، والتي تؤدي بدورها إلى ارتفاع أسعار الطاقة في أوربا، وهو ما بات يدفع عشرات الشركات الأوروبية للانتقال إلى أمريكا، حيث الضرائب الأقل، وأنظمة السلامة والبيئة، وحقوق العمال الأنسب لها، وبالتالي تحقيق أرباح أعلى بكثير بالنسبة للمستثمرين من البقاء في أوروبا التي تعاني الأمرّين بسبب أزمة الطاقة التي ستتفاقم مع دخول الشتاء.
فالولايات المتحدة لا تتعرض لأزمة طاقة كالتي تعاني منها أوروبا اليوم، إذ يمكن لأمريكا تزويد طاقتها بنفسها وهي بعيدة عن مسرح الصراع المشتعل في أوروبا.
كما أن سلاسل التوريد أقل خطورة في الولايات المتحدة منها في أوروبا، حتى باتت أسباب استمرار الشركات في أوروبا وقيامها بأي شيء باستثناء البيع للأوروبيين تقل
وتقول مجلة modern diplomacy الأوروبية، إن زعماء أوروبا تعاونوا مع قادة أمريكا لإحداث هذا التراجع الأوروبي، عبر الانضمام إلى العقوبات الأمريكية ضد روسيا بدلاً من الامتناع عن ذلك.
إذ وجدت الشركات الألمانية والأوروبية أيضاً، أن بإمكانها التمتع بفوائد كبيرة من الانتقال إلى أمريكا أو التوسع فيها، حيث ذكرت صحيفة الأعمال اليومية الألمانية Handelsblatt، في 25 أيلول 2022، أن مزيداً من الشركات الألمانية باتت تنتقل وتوسع مواقعها في أمريكا، حيث تجذب واشنطن الشركات الألمانية ذات الطاقة الرخيصة والضرائب المنخفضة.
في 25 أيلول، علَّقت مجلةIrish Examinerعلى انتقال الشركات الأوروبية لأمريكا، بالقول إن الصناعة الأوروبية باتت تتأرجح تحت وطأة ارتفاع أسعار الطاقة، حيث حذرت شركة فولكس فاجن، أكبر شركة لصناعة السيارات في أوروبا، الأسبوع الماضي من أنها قد تعيد خطط الإنتاج من ألمانيا وأوروبا الشرقية إذا لم تنخفض أسعار الطاقة.
وفي اليوم نفسه، قال موقع Oil Price dot com إن أوروبا تواجه خروجاً جماعياً للصناعات كثيفة الطاقة نحو أمريكا، وذكر بشكل خاص أن “شركة الصلب الأمريكية العملاقة ArcelorMittal قالت في وقت سابق من هذا الشهر إنها ستخفض نصف الإنتاج في مصنع للصلب في ألمانيا. وقالت الشركة إنها استندت في قرارها إلى ارتفاع أسعار الغاز. فيما قررت الشركة ذاتها في وقت سابق من هذا العام أنها تخطط لتوسيع عملياتها في ولاية تكساس الأمريكية بسبب أزمة الطاقة في ألمانيا.
وعلى عكس أوروبا، الصناعات الأمريكية تشهد انتعاشاً، في 26 أيلول، نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريراً، قال إن “وظائف المصانع في الولايات المتحدة تزدهر مثل السبعينيات، حيث يشهد التصنيع الأمريكي انتعاشاً كبيراً، وسط ارتفاع طلب المستهلكين على المنتجات”.
وتضيف الصحيفة الأمريكية أنه “اعتباراً من آب من هذا العام، أمّن المصنعون الأمريكيون حوالي 1.43 مليون وظيفة، بزيادة صافية قدرها 67.000 عامل فوق مستويات ما قبل الجائحة.
وهذه ليست سوى بداية إعادة التصنيع والتعافي الاقتصادي لأمريكا، لأن نزيف الوظائف من أوروبا قد بدأ للتو. وستذهب الشركات الألمانية إلى السوق الأمريكي، تاركة عمال أوروبا وراءهم للغرق بمفردهم.
فيما تقول مجلة UnHerd البريطانية، إن “الاتحاد الأوروبي يسير نائماً نحو الفوضى، حيث إن عقوباته على روسيا تشل الطبقة العاملة في الكتلة الأوروبية، مشيرة إلى أن تفريغ اقتصادات أوروبا صناعاتها، سيجعل الطبقات العاملة في أوروبا أكثر معاناة، حيث يتم التخلي عنهم من قبل مجموعة من المستثمرين ذوي الثروات الكبيرة، الذين يرسلون أموالهم إلى الخارج بسهولة”.