كشفت مصادر محلية في محافظة إدلب شمال غربي سوريا عن أن ما يقارب الـ 800 مسلح من المرتزقة، غادروا مناطق سيطرة المجموعات الإرهابية المسلحة في طريقهم للانخراط إلى جانب مرتزقة الجيش الأوكراني.
وأكدت المصادر أن عمليات تسفير المسلحين المرتزقة تمت خلال الأسبوعين الماضيين عبر دفعات، وبتنسيق مباشر مع فصيل “هيئة تحرير الشام”، الواجهة الحالية لتنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي ، الذي يسيطر على منطقة شمال غربي سوريا المحاذية للحدود التركية.
وتابعت المصادر أن عمليات نقل المسلحين داخل الأراضي السورية تمت على مرحلتين، الأولى عبر مجموعات صغيرة يتم إيصالها إلى مخيمي “الجهاد” و”البشير” شمال بلدة سرمدا، قبل نقلهم بالسيارات ليلا إلى الطرف الأخر من الحدود السورية التركية عبر معبر (باب الهوى) الذي تسيطر عليه “النصرة”.
المصادر المحلية كشفت أيضا عن أن معظم المسلحين الـ 800 هم من حملة الجنسية السورية، وينتمون إلى فصائل “فيلق الشام” و”الجبهة الوطنية للتحرير” و”الفيلق الثالث” الموالين لتركيا، وقد تم تسفيرهم إلى أوكرانيا بعد سلسلة من التفاهمات التنظيمية فيما بين فصائلهم التي تحتفظ ببعض الجيوب داخل مناطق سيطرة “النصرة” في ريف إدلب الجنوبي، على التوازي مع تفاهمات أخرى عقدتها تلك التنظيمات مع “جبهة النصرة” التي اضطلعت بكامل لوجستيات عملية التسفير، من جهة أخرى.
وتنحصر عمليات التعاقد والترويج، ولأسباب غير واضحة تماما، في أيدي “النصرة”، وقد قدّم التنظيم الإرهابي للمرتزقة المتعاقدين من التنظيمات المسلحة آنفا، مغريات مادية كبيرة تصل إلى 5000 دولار أمريكي شهريا لقاء إخلاء مواقعهم في سهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، وبعض أجزاء جسر الشغور في ريف إدلب، والتوجه إلى جبهات أوكرانيا.
وأوضحت المصادر أن مكاتب خاصة شبه معلنة في إدلب وريفها، تم إحداثها مؤخرا بغرض اجتذاب المرتزقة إلى أوكرانيا، وتعطى الأولوية للأجانب نظرا لامتلاك معظمهم جوازات سفر أوروبية تسهل وصولهم وتنقلهم في أوكرانيا، ناهيك عما يتمتعون به من خبرة قتالية عالية عادة.
وبينت المصادر أنه وبعد اشتداد المعارك على جبهات أوكرانيا، وتعزز الحاجة إلى طرائق حروب العصابات هناك، وصلت تعليمات جديدة إلى “هيئة تحرير الشام” وبعض قادة ما يعرف باسم “الجيش الوطني” الموالي لأنقرة، بفتح باب التطوع أمام المسلحين المحليين للقتال في أوكرانيا.
ووفق المصادر، فمن بين المسلحين الذين غادروا إلى أوكرانيا ضمن دفعات السفر حتى الآن، نحو 60 مسلحا ينتمون إلى فصيل (أنصار التوحيد)، وهو الواجهة الحالية لتنظيم “داعش” في إدلب، ومعظمهم من جنسيات عربية وأجنبية، مشيرة إلى أن هؤلاء معروفون بانطوائهم الداخلي وخلافهم “العقيدي” المستمر مع “النصرة” منذ وصولهم إلى إدلب بعد هزيمتهم في العراق ومحافظة الرقة.
وأضافت المصادر: “سمح للأجانب فقط بنقل عائلاتهم معهم إلى خارج سوريا”، مؤكدة أنه وبعد إعلان المرتزق موافقته المبدئية، يتم إبرام عقد يحصل بموجبه على دفعة مسبقة تساوي نصف راتبه لشهر واحد فقط.
وتؤكد المصادر أنه، وحتى لحظة إعداد التقرير، ما زالت مكاتب الترويج تنشط في مركز مدينة إدلب وريفها الغربي، وتقوم باستقبال طلبات المسلحين الذين يرغبون بالانخراط في صفوف القوات الأوكرانية.
اقرأ أيضا: أكبر مدفع في التاريخ موّله صدام حسين.. “مشروع بابل”، صنعه عالم أسلحة كندي اغتيل بظروفٍ غامضة