مقترح بإنشاء محرقة لمكافحة “الكلاب المسعورة”.. 51 مصاب بعضة كلب شارد هذا الشهر
تشهد مناطق ريف دمشق انتشاراً كبيراً لـ “الكلاب الشاردة” التي تنتقل على شكل قطعان وخاصة عند حلول الغروب ومساءً بالتزامن مع انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة ما يشكل رعب للقاطنين هناك لنساء وأطفال.
وتقول إحدى الشكاوى الواردة لـ”أُثر برس” إنه يوجد الكثير من الأسباب لانتشار الكلاب الشاردة منها أنه لا يتم ترحيل القمامة بشكل منتظم من الأحياء إضافة لعدم وجود اهتمام من رؤساء البلديات بهذا الخصوص كأنهم غير معرضين لهذا الخطر.
وأضافت شكوى أخرى أن عدد الكلاب الشاردة في الحي الواحد كثيرة كأنه يوجد مكان يتجمعون به ومن ثم ينتشرون، لافتة إلى أنهم طالبوا بأكثر من مرة لحل جذري لهذه المشكلة ولكن لا يوجد رد إلى الآن.
صحة ريف دمشق: لقاح داء الكلب مجاني
بين الدكتور غسان وزان رئيس شعبة الأمراض السارية والمزمنة في مديرية صحة ريف دمشق لـ”أثر برس” أنه يوجد 6 مراكز بريف دمشق لمعالجة المصابين بداء الكلب والمتوزعين بالمناطق التالية “مشفى القطيفة – مشفى النبك – مشفى قطنا – مشفى الزبداني – مركز عرطوز الصحي – مركز سعسع” ويتم تقديم جميع الخدمات بها على مدار 24 ساعة من خلال وجود لقاحات موضحاً أن الكوادر المتواجدة جميعها متدربة لإعطاء هذا اللقاح ويتم إعطاؤه بشكل مجاني بجميع المراكز والمشافي العامة.
وأوضح أنه يوجد مصل يعطى إضافة للقاح لبعض الحالات أما اللقاح فهو يعطي لجميع من يتعرض لعضة كلب شارد.
وأشار إلى أن عدد الحالات التي راجعت كلا من مشفى القطيفة ومشفى النبك ومشفى قطنا خلال هذا الشهر هي 11 مصاب بكل مشفى على حدى، أما في مشفى الزبداني كان هناك 8 حالات بينما في مركز عرطوز الصحي 4 حالات وفي مركز سعسع 6 حالات وبالتالي فإن مجموع الحالات لهذا الشهر بكامل ريف دمشق هو 51 حالة، موضحاً أنه لا يوجد أي حالة وفاة على الإطلاق.
ولفت إلى أن محافظة ريف دمشق كبيرة جدا وبعض المصابين يقطنون بأماكن قريبة من دمشق لهذا السبب يتوجهون مباشرة إلى مشفى ابن النفيس المتواجد بها المركز الوحيد لمعالجة المصابين بداء الكلب.
مقترح لمكافحة الكلاب الشاردة:
بدورها، مديرة جمعية الفريق السوري لإنقاذ الحيوانات (Star)، هنادي المحتسب كشفت لـ”أثر برس” أنها تقدمت بمقترح لمحافظة ريف دمشق لمعالجة ظاهرة الكلاب الشاردة وهو الآن على قيد الدراسة، مبينة أن هناك سببين رئيسيين لانتشار الكلاب في الأحياء السكنية أولهما هو البحث عن مصدر غذائي وثانيهما هو تلبية لحالة الشبق التي تصيب الإناث (مرحلة تناسلية تمر بها إناث الكلاب) مما يشكل ضوضاء وإزعاج للسكان.
وأشارت إلى أن المكافحة التي تتم من قبل وزارة الإدارة المحلية والبيئة هي إما بإطلاق الرصاص على الكلب وغالباً لا يتم القضاء عليه وإنما فقط إصابته ويستطيع الهرب، موضحة أنه وخلال تلك العملية نخشى أن يكون هذا الكلب مسعور وبالتالي سيتحول الموضوع لكارثة بيئية لأنه وكما هو معروف أن الكلب المسعور ينقل مرض السعار عن طريق لعابه أو دمائه أو برازه وعندها نكون في مأزق كبير وخطر انتشار المرض بالمنطقة التي تم بها قتله.
بينما الطريقة الأخرى هي وضع مواد سامة (اللانيت) مع الطعام وهي طريقة متبعة منذ أكثر من 5 سنوات ولكنها لا تجدي نفعاً ويوجد بها هدر مالي وتكريس للكوادر البشرية بعمل غير مجدي إضافة إلى ذلك سيؤدي هذا العمل لخلل في التوازن البيئي بحسب كلامها.
الطريقة المثلى لمكافحة الكلاب المسعورة:
وحول الطريقة المثلى لقتل الكلب المسعور أوضحت المحتسب أنه يجب اتباع طرق علمية لتنسيق هذه الحالات بإحاطتها والتمكن من تثبيتها وإعطاءها إبرة القتل الرحيم ثم تحويلها إلى محرقة خاصة بداء السعار ولكن هذه المحرقة غير موجودة في سوريا، لافتة إلى أن هذه المحرقة هي عبارة عن مستوعب بئر معزول جيدا عن التربة ومحكم الإغلاق يحتوي على 3 طبقات، الطبقة الأولى لوضع الحيوان المسعور، ثم طبقة تحتوي على جمر يتم تجهيزه داخل المحرقة ليتم إسقاطه، وطبقة من مادة حارقة لإذابة رماد الحالة المسعورة.
وتابعت أن الهدف من هذا المقترح هو معالجة هذه الظاهرة من جذورها بإيجاد حلول ناجحة وإنسانية والحد من أعداد الكلاب بطريقة غير قاتلة لهم، فيتم اصطياد الكلاب ومن ثم اخضاعها للجراحة (استئصال المبايض والخصي) وتحصينها ضد الأمراض ومن ثم سيتم انتقاء الكلب (الألفا) القائد والجراء والكلبة الحامل والكلاب المصابة وإرسالها إلى الجمعية موضحة أنه عندما يتم وضع ترميز أو رقم من قبل الجمعية على الكلاب فهذا سيساهم بتخفيف حالة الرعب والهلع التي تصيب السكان عندما يرون كلاب بالشوارع لأن وضع الرقم يدل أن هذا الكلب سليم وأليف وغير خطير .
وأكدت المحتسب أن هذا المشروع سيكون له العديد من النتائج الإيجابية منها المحافظة على التوازن البيئي وقطع سلسلة العدوى بداء الكلب وتدريب الكلاب (الألفا) للاستفادة منها عند الجهات المعنية لأنه كما معروف أن الكلب القائد لديه حاسة شم قوية وبتلك الطريقة يمكن المساعدة بالتخفيف المالي على الوزارات لقاء استيراد كلاب مدربة مشيرة إلى أن هذا المقترح سيخفف نفقات على المحافظة لشراء مواد قتل ومتطلباتها ويعالج موضوع الكلب الشاردة المسعورة بطريقة حضارية وعالمية لأن العديد من البلدان استخدمت هذه الطرق ونجحت بالحد من انتشار الكلاب مع المحافظة على التوازن البيئي.
وختمت المحتسب حديثها بضرورة نشر ثقافة التعامل مع تلك الكائنات بعيداُ عن العنف خاصة من قبل الأطفال فمنهم من يقتلع أعينهم أو يخلع أطرافهم هذا يدل على أن هؤلاء الأطفال غير سويين نفسياً فعندما تتضافر جميع الجهات من وزارة التربية والإعلام لتوعية وتدعمهم نفسياً سنخلق جيلاً رحيماً بعيداً عن العنف.
لمى دياب – ريف دمشق