الجمعة , نوفمبر 22 2024
زراعة "الذهب الأحمر" تبدأ بالانتشار في سوريا

زراعة “الذهب الأحمر” تبدأ بالانتشار في سوريا

زراعة “الذهب الأحمر” تبدأ بالانتشار في سوريا

ينكب “ابو حيان” بهدوء وحذر، على قطاف أزهار نبتة الزعفران، في حقله الكائن بمنطقة مسكنة جنوب مدينة حمص وسط سوريا.

يقول المزارع الذي ترتسم على وجهه علامات الرضا بعد نجاح تجربته الجديدة التي أطلقها ضمن مشروع تنموي صغير: “طرح علي مشروع لزراعة الزعفران، كونه مربح فقررت زراعته، بعد التأكد من أن التربة في ارضي صالحة، فعملت وفق توصيات (اتحاد غرف الزراعة) السورية، وقمت بفلاحة الأرض وزرعت بشكل مبدئي حوالي 10 آلاف بصلة”.

المزارع أحمد بوظان، المكنى بـ أبو حيان، قال لـ “سبوتنيك” أن زراعة الزعفران الذي يسمى أيضا بـ “الذهب الأحمر” و”زهرة السعادة”، هو من الزراعات الواعدة في سورية، وبدأت تنتشر مؤخرا نظراً لتوافر البيئة المناسبة لنموه بمواصفات إنتاجية موثوقة ووافرة، سواء على مساحات واسعة، أو ضمن حيازات صغيرة، مؤكدا أن استثماره يعطي ثلاثة أضعاف رأس المال كل عام.

ويعد الزعفران من أقدم وأغلى التوابل في العالم حيث يباع بالغرام كالذهب، ويتطلّب إنتاجه جهداً وصبراً طوال السنة، إذ يجب على المزارعين حصد الأقلام الرقيقة من كل زهرة بأيديهم. بعد ذلك يعالجونها لإخراج الطعم من الزعفران.


يوضح أبو حيان أن “الإنبات والإزهار ممتازين لدى الشتلات وبمردود ثلاثة أضعاف، وبدأت قطاف الأزهار بواقع ألف زهرة في كل قطفة”، مشيراً إلى انه بالتزامن مع عملية القطاف، بدأ بتطوير مشروعه، عبر زراعة بصيلات في أكياس “نايلون” لافتاً أن العشرة آلاف بصيلة، أنتجت حوالي ثلاثين ألف بصيلة”.

ويتطلب الحصول على غرام واحد من الزعفران المجفّف، قطف حوالي 150 زهرة واستخراجه منها.

ويعمل اتحاد الغرف الزراعية في سوريا، وبالتنسيق مع كل الغرف الزراعية في المحافظات وبالتعاون مع جامعة البعث، على إنتاج كورمات (بصيلات) بمواصفات إنتاجية موثوقة ومضمونة، لبيعهاللمزارعين، حيث وصل عددهم إلى 94 مزارعاً منتجاً للبصيلات على مستوى سوريا، وتتم متابعتهم عبرفريق فني بشكل دائم، إضافة لإقامة ورشات تدريبية حقليةللمزارعين.

مستشار غرف الزراعة السورية، الدكتور عبد المسيح دعيج، قال لـ”سبوتنيك” أن: “حقل الزعفران في منطقة مسكنة جنوب حمص من التجارب النوعية الرائدة” من حيث الإنبات والإزهار، وهو مؤشر جديد على نجاح زراعته بحمص، بشكل خاص وسوريا بشكل عام لافتاً إلى أن زراعة الزعفران من الزراعات النوعية والواعدة في البلاد”.


ويبين الدكتور دعيج أن “زراعة الزعفران تطورت في سوريا، خلال الخمس سنوات الأخيرة، وتحديداً في حمص حيث بلغ عدد كورمات الزعفران حوالي 600 ألف كورمة، مزروعة ضمن مشاريع استثمارية منتشرة بقرى المحافظة”.

ويؤكد المستشار أن نسبة الإنبات في تلك الحقول النموذجية تتراوح بين 98 إلى 100 %، مشيرا إلى أن المشروع ناجح، سواء أكان فرصة استثمارية من خلال ضخ مالي كبير، أو من خلال تنفيذ مشروع تنموي متناهي الصغر.. لنقل بدءا من بزراعة خمسة متر مربع في حديقة المنزل”.

ويوضح الدكتور دعيج عوامل نجاح زراعة الزعفران في سوريا، موضحا أنه “لا يحتاج حيازات زراعية كبيرة، كما أن احتياجاته المائية قليلة، وأغلب أنواع الترب مناسبة لزراعته”.

لافتاً إلى أن اتحاد غرف الزراعة السورية، يشجع المزارعين على زراعة الزعفران، من خلال ندوات أو ورشات عمل مبيناً أن الاتحاد يلعب دور الوسيط بين المزارعين، من حيث بيع الكورمات المنتجة لدى مزارعين إلى آخرين يرغبون بالزراعة، مع ضمان حيويتها العالية، عبر التعاون مع جامعة البعث التي تقوم بدراسة و تحليل تلك الكورمات”.

ويؤكد مستشار اتحاد الغرف الزراعية السورية أن”التحاليل والتجارب، ‏التي أجريت في جامعة البعث على نوعية أزهار الزعفران في سوريا، أثبتت أنه من أفضل الأنواع على المستوى ‏العالمي”.

سبوتنيك

اقرأ ايضاً:سوريا: مدرّس للرياضيات يحمل شهادة بكالوريا أدبي