الجمعة , نوفمبر 22 2024

خسائر « الإدارة الذاتية» من القصف التركي: منشآت النفط مشلولة

خسائر « الإدارة الذاتية» من القصف التركي: منشآت النفط مشلولة

لا تمتلك «قوات سوريا الديموقراطية» القدرة على صيانة حقول النفط ومعامل الغاز، التي استهدفتها الغارات التركية على ريف القامشلي الشرقي في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا، خلال الأسبوعين الماضين، ما قد يدفعها إلى الذهاب نحو «حوار تخصّصي» مع الحكومة السورية لتنفيذ عمليات الصيانة، على رغم أن خياراً سيواجَه بـ«فيتو» أميركي على الأرجح. وتتطلّب هذه العمليات، وخصوصاً في معمل السويدية للغاز الطبيعي الذي استُهدف بشكل مباشر من قِبل المسيّرات التركية في الـ23 من الشهر الماضي ما أفضى إلى خروجه عن الخدمة، أكثر من ثلاثة أشهر، إذا لم تكن هناك أي عوائق، إذ بحسب مصادر هندسية تحدّثت إلى «الأخبار»، فإن المعمل الذي بُني في ثمانينيات القرن الماضي، يحتاج إلى قِطع تبديل قد لا يتمّ توفيرها بسهولة، ولا سيما أنه لم يشهد أيّ تطوير، وأن عمليات الصيانة الدورية المعتادة للمنشآت النفطية كانت مهمَلة من قِبل «قسد» خلال السنوات الماضية، ما جعله مستنزَفاً حتى قبل الغارات التركية التي استهدفت شلّ قدرات «قسد» على التمويل الذاتي من قطاع النفط.

وتفيد المصادر ذاتها بأن «قسد» كانت تستجرّ من المعمل كامل طاقته الإنتاجية، والتي تبلغ مليون متر مكعب يومياً، كما أنها كانت تنتج نحو 13 ألف أسطوانة غاز منزلي تبيعها في الأسواق المحلية، الأمر الذي سيعني بالضرورة فقدانها أرقاماً كبيرة من العائدات الشهرية إلى أن تتمّ عملية الصيانة. كذلك، ستضطرّ إلى استجرار الغاز المنزلي من أسواق إقليم كردستان العراق بقيمة 5 دولارات للأسطوانة الواحدة (22 ألف ليرة سورية). وتضاف إلى ما تَقدّم، كلفة الصيانة التي قد تنهك خزينة «الإدارة الذاتية» بعد خروج نصف حقول النفط عن إمكانية الاستثمار. وتشير المصادر إلى أن آثار الاعتداءات التركية على البنى التحتية النفطية شمال الحسكة، قد تظهر بعد شهر من خروج الحقول عن الخدمة، مقدّرةً خسارة «قسد» جرّاء تعطّل معمل غاز السويدية وحدَه بما يقارب 2.5 مليون دولار شهرياً، فضلاً عن خسائر أضخم نتيجة تعطّل العمل في حقول أخرى مستنزَفة.

تُقدَّر خسارة «قسد» جرّاء تعطّل معمل غاز السويدية بما يقارب 2.5 مليون دولار شهرياً

إزاء ذلك، تفيد مصادر قريبة من «قسد»، في حديث إلى «الأخبار»، بأن «هيئة الطاقة» التابعة لـ«الإدارة الذاتية» ستذهب نحو خيار تأجيل الصيانة – خشية تجدّد الاستهداف التركي وفق ما تبرّر به هذا الخيار -، وستعمل من خلال المنظّمات الأممية النشطة في شمال شرق سوريا للضغط على أنقرة لوقف الهجمات الجوية على المنشآت النفطية، لتسبّبها بالعجز عن تشغيل محطة السويدية للكهرباء، والأضرار البيئية للحرائق الناجمة عنها. وتأمل «قسد»، من خلال ذلك، أن يكون لديها مجال مناورة للحصول على الدعم المطلوب للصيانة، من دون أن تضطرّ للقبول بحوار مع الحكومة السورية حولها، خصوصاً أنها تعتبر أن آخر ما يمكن أن يوافق عليه الأميركيون هو طرح ملفّ المناطق النفطية مع دمشق. وتشير المصادر إلى أن قوات الاحتلال الأميركي لم تَعد تحرّك دورياتها في محيط تلك المناطق في شمال الحسكة (رميلان – السويدية – المالكية – القحطانية – الجوادية)، إلّا من باب العمل على حماية منشآت نفط من الاستهدافات التركية، بالنظر إلى أن واشنطن تُعَدّ المستفيد المباشر من سيطرة «قسد» عليها. وفي حين قد تَقبل الولايات المتحدة بـ«حوار خدمي» مع الحكومة السورية، إلّا في ما قد يصبّ في مصلحة دمشق اقتصادياً، فمن المستبعد أن تذهب «قسد» نحو خطوات جدّية في هذا الاتّجاه.

الأخبار