سوري يدفع 11 مليون ليرة ثمن مازوت مغشوش
ما أن أنهيت تركيب “الصوبيا” يوم أمس، حتى توجهت مباشرة إلى بائع المازوت الحر، حاملة بيدي (قنينة الكولا ليترين وربع)، لأعيش شعور “الدفا” على أصوله لأول مرة (عمبدأ طاسة سخنة طاسة باردة).
صراخ يملأ الحارة، وإذ بجاري يقف بالشارع (وعم يبعق بالمقلوب)، والسبب هو تعرضه للغش بعد أن اشترى 1200 ليتر مازوت بسعر 11 مليون ليرة. وأقنعه البائع بوضعها فوراً في الخزان، ليكتشف حين بدأ استخدامه بأنه عبارة عن مياه مخلوطة بمازوت، أي مازوت مغشوش.
لم يسعفه الموقف على التحمل، وكان الشارع هو المكان الأنسب له ليعبر عما حصل له، وما كان مني إلا أن ابتسم “لقنينتي” نظراً لأنها شفافة وصغيرة، (يعني ماحدا فيه يتقاوى عليها).
أحمدُ ربي طوال الطريق على نعمة “الإفلاس”، فللحظة وضعت نفسي مكانه ماذا سأتصرف، فهو مبلغ ليس بقليل أبداً (مع أنو هالأيام كلو قليل)، ولكن لأمثالنا فهو ثروة تستحق رعايةً مطلقة.
وأعدت التشبث “بقنينتي” الظريفة، معها أحلامي بسهرة دافئة جانب الصوبيا، فرغم انزعاجي وحسرتي مما رأيته، إلا أن مديرتي بالعمل نصحتني بأن أهون الأمور لكي أتمكن من العيش بسلام، وأنا قررت أن أطبق نصيحتها.
خطر لي أن أدندن أي أغنية لأغير أفكاري، وإذ (سوريا ياحبيبتي أعدتي لي كرامتي) حاضرةً ببالي، لم أتوانَ عنها وتابعت دندنتي فطريقي طويل طويل.
سناك سوري