الإثنين , نوفمبر 25 2024

خوفا من “المباريات الميتة”.. فيفا يراجع نظام كأس العالم 2026

خوفا من “المباريات الميتة”.. فيفا يراجع نظام كأس العالم 2026

بعد أن كانت مرحلة المجموعات لمونديال قطر 2022 الأكثر إثارة على الإطلاق في تاريخ كأس العالم، وذلك بصيغة مجربة ومعروفة أبهرت مئات الملايين من المشجعين وعشاق كرة القدم، يواجه الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” (FIFA) الآن مخاوف من أن يسقط كل شيء في الماء بخصوص النظام الذي سيجري اعتماده في النسخة المقبلة من كأس العالم 2026، والتي ستشهد للمرة الأولى بتاريخ المسابقة مشاركة 48 منتخبا.

وبدلا من النظام التقليدي الحالي للدور الأول الذي يقوم على 32 منتخبا موزعة على 8 مجموعات بـ4 منتخبات ويتأهل الأول والثاني من كل مجموعة يخاطر الفيفا بأسبوعين من المباريات الشكلية التي لن يكون فيها أي رهان (تحصيل حاصل).

كما يطرح نظام مونديال 2026 إمكانية حدوث جدل غير مرغوب فيه بخصوص ظاهرة التلاعب، وذلك عندما يتم استيعاب 48 فريقا في نسخة 2026 التي ستحتضنها 3 دول هي الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

صيغة مملة

ودفعت هذه المخاوف الاتحاد الدولي لكرة القدم إلى إعادة التفكير في شكل كأس العالم المقبلة، والتي مبرمج لها أن تضم 16 مجموعة من 3 منتخبات في المرحلة الأولى، مع تأهل منتخبين من كل مجموعة إلى المرحلة التالية، وهي صيغة تبدو الآن مملة على نحو خطير، ومن المحتمل أن تفتح المجال للسلوك غير الرياضي والمؤامرات والتلاعب بنزاهة كرة القدم.

وإذا استمر الوضع كما هو عليه عند انطلاق كأس العالم 2026 فهناك خطر تعدد المباريات “الميتة” أو الشكلية، فعلى سبيل المثال إذا كانت آخر مباراة بالمجموعة بين فريقين فاز كل منهما في مباراة واحدة فسيكون التأهل محسوما أو ستحدث نتائج مفتعلة.

واعترف الفيفا في وقت سابق هذا العام بأنه قلق بشأن إمكانية حدوث نتائج متفق عليها حتى يتمكن فريقان من تحقيق نتيجة إيجابية لكليهما، ومن شأنها أن تقصي الفريق الثالث في المجموعة.

وقال فيكتور مونتالياني نائب رئيس الفيفا في مارس/آذار الماضي “إنها قضية أثيرت بالفعل”، وسيكون النظام في كأس العالم 2026 لعب دور مجموعات مكون من 48 فريقا، وسينخفض العدد إلى 32 فريقا في مرحلة خروج المغلوب حتى المباراة النهائية.

سيناريوهات عدة

وتوجد عدة مقترحات بديلة مطروحة الآن على طاولة نقاشات الفيفا، وسيتخذ مجلس الاتحاد الدولي للعبة القرار العام المقبل.

ووفقا لرئيس قسم تطوير كرة القدم العالمية في الفيفا أرسين فينغر، فإن كأس العالم من الممكن أن تلعب من 12 مجموعة تشمل كل واحدة 4 فرق، مع تأهل الأول والثاني من كل مجموعة إضافة إلى الأفضل من أصحاب المركز الثالث، والخيار الآخر هو تقسيم البطولة إلى نصفين منفصلين من 24 فريقا، كل نصف يضم 6 مجموعات من 4 فرق، والفائز في كل جانب سيصل للنهائي.

وبالنظر إلى مدى إثارة بعض المجموعات المؤلفة من 4 فرق في قطر يبدو هذا المقترح أكثر قابلية للتطبيق، لكن هذا يعني زيادة كبيرة في عدد المباريات، إذ تلعب 64 مباراة خلال كأس العالم المكون من 32 فريقا، وتم الانتهاء منها خلال 29 يوما في نهائيات قطر، أما بطولة عام 2026 فستشمل 80 مباراة خلال 32 يوما، ومع وجود 4 فرق في كل مجموعة ستلعب 104 مباريات، وستحتاج البطولة أسبوعا إضافيا على الأقل.

ومن جهة أخرى، يخاطر الفيفا بالإخلال بالتوازن الدقيق للإثارة الهائلة التي أثبتتها كأس العالم في قطر والتحول إلى علاقة طويلة تفقد بريقها مع انخفاض جودة الترفيه.

ومع ذلك، فإن المزيد من المباريات قد يعني مزيدا من أموال حقوق البث التلفزيوني، وبما أن كأس العالم تجلب حوالي 90% من إيرادات الفيفا فإن ذلك قد يثير إغراء المسؤولين في الاتحاد الدولي لكرة القدم.

وقال الفيفا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إن كأس العالم في قطر حققت 7.5 مليارات دولار من إيرادات الحقوق والرعاية، بزيادة مليار دولار على نهائيات 2018 في روسيا.

إقرأ أيضاً: ما الوعد الذي قطعته زوجات لاعبي الأرجنتين في حال الفوز بكأس العالم؟