السبت , نوفمبر 23 2024
أذكى رجل في التاريخ

تفوّق على أينشتاين وتخرج من هارفارد بعمر الـ16.. كيف مات “أذكى رجل في التاريخ” وحيداً ومفلساً؟

يوجد الكثير من الأشخاص الذين تظهر لديهم علامات النبوغ في سن مبكرة جداً من عمرهم، فيتوقع لهم الاختصاصيون مستقبلاً زاهراً في حياتهم المستقبلية، ولكن مصيرهم يكون مخالفاً تماماً لتلك التوقعات عندما يشبون وينضجون، على غرار الأمريكي ويليام جيمس سيديس الذي يعتبر أذكى رجل معروف في التاريخ، دون أن تستفيد البشرية من قدراته الخارقة.

ويليام سيديس.. والده عالم نفساني رفض إدخاله إلى المدرسة

ولد وليام جيمس سيديس في سنة 1898 بمدينة نيويورك الأمريكية، من أبوين أوكرانيين هاجرا إلى الولايات المتحدة في ثمانينيات القرن التاسع عشر.

ونشأ الطفل ويليام جيمس وسط عائلة مثقفة للغاية، فقد كان والده بوريس سيديس عالماً نفسانياً مشهوراً في زمانه، ويجيد التحدث بعدة لغات، في حين كانت والدته سارة موندلبوم، دكتورة في الطب.

وبحسب ما جاء في كتاب Psychology for the Millions، لمؤلفه الأمريكي إبراهام بول سبيرلينغ، الصادر في سنة 1946، فإنّ الدكتور بوريس سيديس لاحظ الذكاء الخارق لنجله منذ أن كان الأخير يبلغ الثانية من عمره، فقرر عدم إرساله للمدرسة الابتدائية والإشراف على تعليمه بنفسه.

آمن الطبيب النفسي بأن النشاط الذكائي للطفل يبدأ في التطور، بداية من تلك السن المبكرة، كما تتشكل لديه أيضاً، في المرحلة نفسها، الرغبة في الاكتشاف والمعرفة، وقد طبق تلك النظريات بشكل عملي على ابنه الذي تبين أنه يستمتع بذكاء خارق.

وكان يرى الدكتور بوريس سيديس أنه في حال بدأ تعليم الطفل في عامه الثاني، وتم تكثيف التعليم، فإنّ ذلك الطفل سيكتسب المعارف نفسها التي يملكها الشاب المتحصل على شهادة جامعية.

كما نشر بوريس سيديس مقالات يَحُثُّ من خلالها الآباء على اتباع منهجيته نفسها في تدريس أبنائهم، مُنتقداً، في السياق ذاته، المؤسسات التعليمية على طريقتها في التدريس المعتمدة على “الحشو والحفظ عن ظهر قلب”.

الذكاء الخارق لوليام جيمس سيديس تجسد في قدرته على قراءة النصوص باللغة الإنجليزية في سن الثانية، وفي كتابة النصوص باللغة الفرنسية في الرابعة من عمره، كما ابتكر، في سن الخامسة، معادلة يمكنه من خلالها تسمية يوم الأسبوع بيوم تاريخي معين.

أذكى رجل في التاريخ

تخرج في جامعة هارفارد في سن الـ16

وعند بلوغه الثامنة من عمره، وضع وليام جيمس سيديس جدولاً جديداً من اللوغاريتمات بناءً على الرقم 12، ثم التحق بجامعة هارفارد في سن الثانية عشرة لدراسة الرياضيات، وتخرج فيها بامتياز، قبل أن يبلغ سن السادسة عشرة.

وخلال سنته الأولى في جامعة هارفارد، أذهل الصبي الطلاب والعلماء على حد سواء بإلقائه محاضرة حول نظرياته عن “الأجسام ذات البعد الرابع”.

ولم تكن الرياضيات نقطة قوته الوحيدة، ففي سن السادسة عشرة أيضاً، كان يجيد التحدث وقراءة الفرنسية والألمانية والروسية واليونانية واللاتينية والأرمنية والتركية.

وبالموازاة مع عبقريته، فإنّ وليام جيمس سيديس، كان يفضل حياة العزلة، ولم يكن قادراً، في شبابه، على إنشاء علاقات صداقة، وبحسب موقع FREDZONE الفرنسي، فإنّه صرح في إحدى المناسبات: “أريد أن أعيش حياة مثالية. والطريقة الوحيدة للوصول إلى ذلك هي من خلال العزلة والوحدة. فقد كنت دائماً أكره الحشود”.

ومن غرائب الصدف أنّ الحشود كانت هي السبب في تعاسة العبقري سيديس، فبعدما تخرج من جامعة هارفارد، دخل إلى المجال العملي، من خلال تدريس مادة الرياضيات بمعهد “هيوستن” بتكساس، ولكن وبحسب موقع THECTRIBUNE فإنّه غادر المعهد “شبه مطرود”؛ لأنّه كان أصغر من عدد كبير من طلابه، وقد كان يجد صعوبات في إيصال المعلومات لهم.

دخل السجن بسبب تهمتين قد يكون بريئاً منهما

وأوضح الموقع العلمي نفسه، أنّ وليام جيمس سيديس قد دخل السجن في سنة 1919، أي لما كان يبلغ من العمر 21 سنة، وذلك بعدما اعتقلته الشرطة يوم 1 مايو/أيار من العام نفسه، بمدينة بوسطن خلال مسيرة للاشتراكيين، وتم الحكم عليه بالحبس لمدة 18 شهراً بتهمة إثارة الشغب والاعتداء على رجل أمن.

وأشار THECTRIBUNE أنّ سيديس بريء من كلا التهمتين، وقد أثرت تلك التجربة القاسية كثيراً على معنوياته، فبات أكثر تصميماً على حياة العزلة الهادئة، فشغل سلسلة من الوظائف التي لا تليق بعبقريته ولا بشهاداته العلمية، مثل محاسب عادي براتب زهيد. وكان يستقيل من منصبه كلما تم التعرف عليه من طرف مسؤوليه أو من طرف زملائه.

وظهر وليام جيمس سيديس لآخر مرة تحت الأضواء، في شهر أغسطس/آب 1937، لما نشرت مجلة THE NEW YORKER الأمريكية مقالاً “ساخراً” عنه، تحدثت فيه عن الحياة البسيطة التي يعيشها بعدما كان في وقت من الأوقات طفلاً نابغة.

فقرر رفع دعوى قضائية عليها بتهمة التعدي على الخصوصية والتشهير الخبيث، لكن القاضي رفض الدعوى، بحيث اعتبر أنه بمجرد أن يصبح الشخص شخصية عمومية، فإنه يبقى كذلك حتى ولو ابتعد عن الأضواء، وذلك في إشارة إلى أنّ سيديس كان شخصية عمومية في صغره لما تخرج من جامعة هارفارد في سن الـ16، والقانون الأمريكي يسمح بالحديث عن الحياة الشخصية للمشاهير في الصحافة.

توفي وحيداً بنزيف بالمخ

وبعد أن خسر دعواه القضائية لم يعش ويليام جيمس سيديس طويلاً، وتوفي في سنة 1944 نتيجة نزيف في المخ عن عمر يناهز 46 عاماً، حيث وجدته صاحبة المنزل الذي كان يقطن به ميتاً بغرفته.

وقد غادر عالم الرياضيات سيديس الحياة وحيداً ومُفلساً كموظف مكتب بسيط، وهو الذي يعتبره الاختصاصيون أذكى رجل معروف في التاريخ، بحيث ووفقاً لموقع THECTRIBUNE، فإنّ معدل ذكاء (IQ) وليام جيمس سيديس قُدر ما بين 250 و300 نقطة، أي أفضل من عالم الفيزياء الألماني ألبرت أينشتاين (160 نقطة)، والفنان الإيطالي المتعدد المواهب ليوناردو دافينشي (180 نقطة)، وعالم الفيزياء والرياضيات الإنجليزي إسحاق نيوتن (190 نقطة).

عربي بوست

اقرأ أيضا: عادوا من حافة الموت وهذا ما أبلغوا عنه!