كشفت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية، في تقرير لها، عن أبرز المخاطر التي قد تهدد العالم في العام المقبل 2023.
وأشارت المجلة إلى أنها استندت في تقريرها إلى تحليلات خبرائها والاتجاهات العالمية مع تقييم احتمالية حدوث كل تهديد بنسبة تتراوح من 1 إلى 10.
1- الأزمات المتعددة للحرب الأوكرانية (7/10)
لا تزال نهاية الأزمة الأوكرانية، وكيف ومتى ستحدث، تشكل لغزا محيرا للخبراء حول العالم، إلا أن الأزمات المتعددة المتتالية والناتجة عن الحرب بما في ذلك أزمة الطاقة وانعدام الأمن الغذائي، والتضخم، والتباطؤ الاقتصادي، قد تؤدي لإجهاد الغرب؛ ما يهدد دعمه الحيوي لأوكرانيا.
فمع حلول الشتاء، وتباطؤ الحرب، من المتوقع أن يركز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على إستراتيجية الاستنزاف القائمة، بمهاجمة البنية التحتية للطاقة والمياه في أوكرانيا، في محاولة لجعل أوكرانيا تنهار كدولة فاعلة قبل أن تجبره خسائره على قبول أي نوع من الهزيمة، بحسب التقرير.
ويشير التقرير إلى أن “الحرب تولّد مخاطر مباشرة مترابطة ومتعددة، بما في ذلك استمرار المواجهة دون منتصر، والتصعيد إذا أرسلت الولايات المتحدة أو حلف الناتو أسلحة متقدمة إضافية إلى كييف ردًّا على القصف الروسي”.
ومن مخاطر الحرب الأخرى التي نوه إليها التقرير “لجوء روسيا للأسلحة النووية إذا حاولت أوكرانيا الاستيلاء على شبه جزيرة القرم، وحدوث ركود اقتصادي أوروبي بسبب الدعم الأوكراني، وحدوث انقسامات بين أمريكا والاتحاد الأوروبي حول كمية ونوعية المساعدة العسكرية التي يجب تقديمها إلى كييف”.
2- انعدام الأمن الغذائي المتنامي (9/10)
سلط برنامج الأغذية العالمي (WFP) الضوء على وجود ما وصفها بـ”حلقة نار” من الجوع وسوء التغذية تمتد عبر العالم بدءًا من أمريكا الوسطى وهايتي، مرورًا بشمال أفريقيا، ودول الساحل، وغانا، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وجنوب السودان، وصولاً إلى القرن الأفريقي وسوريا واليمن وباكستان وأفغانستان في الشرق.
وارتفع عدد الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد من 135 مليونًا إلى 345 مليونًا منذ عام 2019 حتى الآن.
ووفقًا للتقرير، حتى لو تم حل الأزمة الأوكرانية، من المتوقع أن يظل نقص الغذاء قائمًا، إذ يبدو أن موجات الجفاف الأكثر حدة وتغير أنماط هطول الأمطار الناتجين عن تغير المناخ، وارتفاع تكاليف وقود الديزل والأسمدة ومشكلة سلاسل التوريد، أدت إلى زيادة تكاليف إطعام الماشية والحيوانات المنتجة للألبان.
وفضلًا عن ذلك زادت تكاليف عمليات الإغاثة الإنسانية بسبب التضخم؛ ما يحد من جهودها أكثر.
3- الأزمة الإيرانية (9/10)
تهدد الاحتجاجات غير المسبوقة في إيران، بإغراق البلاد في “أزمة مركبة”، إذ يبدو أن الظروف مواتية لـ”صراع أمريكي أو إسرائيلي جديد وخطير مع طهران”.
ويبدو أن الاتفاق النووي الإيراني الذي كان على وشك النجاح قبل بضعة أشهر فقط، “أصبح خامدًا” الآن، وتعمل إيران على تسريع إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب.
ووصلت إيران إلى نسبة تخصيب تبلغ 60% من الـ 90% التي تحتاجها لصنع قنبلة نووية، ما يعني أنها على بعد أسابيع فقط من امتلاك ما يكفي من اليورانيوم لإنتاج القنبلة، كما تبعد نحو عامين أول أقل عن تطوير رأس حربي قادر على إطلاق هذه القنبلة.
زيادة أسعار الفائدة وارتفاع سعر الدولار وحالة الركود في أوروبا وضعف الاقتصاد الصيني والمخاوف والشكوك الخاصة بالأزمة الأوكرانية ترجح حدوث أزمة مالية إقليمية أو حتى عالمية
4- تفاقم أزمة الديون في العالم النامي (7/10)
حذر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) من أن 54 دولة منخفضة ومتوسطة الدخل والتي تمثل 18% من سكان العالم وأكثر من 50% من الأشخاص تحت خط الفقر و28 من الدول الخمسين الأكثر عرضة لتداعيات تغير المناخ، تعاني من “أزمة ديون حادة”.
وفي حين أدت أعباء الديون تاريخيًّا إلى أزمات طويلة الأمد وعواقب اقتصادية وخيمة، تتوقع مؤسسة أكسفورد إيكونوميكس أن تتغلب العديد من بلدان الأسواق الناشئة على الأزمة، بعد اتخاذها خطوات لتخفيض النفقات في وقت مبكر من الأزمة.
مع ذلك من المتوقع أن تؤدي الأزمة الاقتصادية إلى مزيد من الفقر والتدهور التعليمي وضعف القدرة على مكافحة تغير المناخ في عام 2023.
5- الديون العالمية المتصاعدة (5/10)
خلال السنوات الـخمس الماضية، شهدت ديون الشركات غير المالية (88 تريليون دولار، نحو 98% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي) وديون الحكومات والشركات والأسر (290 تريليون دولار بحلول الربع الثالث من عام 2022) زيادة واضحة، بحسب المعهد الدولي للتمويل.
ويرجع ذلك إلى زيادة أسعار الفائدة وارتفاع سعر الدولار وحالة الركود في أوروبا، وضعف الاقتصاد الصيني، والمخاوف والشكوك الخاصة بالأزمة الأوكرانية؛ ما يرجح حدوث أزمة مالية إقليمية أو حتى عالمية أخرى، إذ يبدو أن العالم يعاني من ديون أكبر بكثير من الديون المرتبطة بالأزمة المالية لعامي 2007-2008.
6- أزمة التعاون العالمي المتنامية (9/10)
مع تزايد التنافس بين القوى العظمى العالمية وتفاقم أزمة تغير المناخ والحطام المتراكم في مدار الأرض، تتفاقم أزمة التعاون الدولي بشأن المشاكل العالمية المشتركة.
ففي حين اتفق الرئيس الأمريكي جو بايدن مع نظيره الصيني على استئناف المحادثات الثنائية حول تغير المناخ بعد اجتماع مجموعة العشرين في نوفمبر، إلا أنه من المتوقع أن تؤدي التصادمات المستقبلية بشأن تايوان إلى تعطيل تلك الجهود.
وفضلًا عن ذلك، حذر المدير العام لمنظمة التجارة العالمية نجوزي أوكونجو إيويالا أخيرًا من تباطؤ النمو الاقتصادي لجميع البلدان بسبب جهود الاكتفاء الذاتي التي تعتمدها القوى العالمية العظمى، بالإضافة إلى فشل بعض المنظمات العالمية، مثل: مجموعة العشرين، في نزع فتيل أزمات الديون المتزايدة بين البلدان الأشد تضررًا، مثل: بنغلاديش، وباكستان، وسريلانكا، وغيرها.
يمكن أن يؤدي استمرار بيونغ يانغ في اختبار الأسلحة المحظورة، ودعم الصين لكوريا الشمالية إلى تعميق الخلاف بين الولايات المتحدة والصين.
7- الأنظمة المنقسمة ومتعددة التقنية (7/10)
تقدر مجموعة بوسطن الاستشارية أنه إذا حاولت القوى العالمية العظمى تحقيق هدف الاكتفاء الذاتي واسع النطاق فيما يتعلق بأشباه الموصلات كما تريد إدارة بايدن، فقد يصل حجم الاستثمار المسبق إلى تريليون دولار، وستكون تكلفة الشرائح الناتجة عن ذلك النظام أعلى بنسبة 35 -65%.
ومع احتدام الحرب التكنولوجية الصينية الأمريكية، لن تتمكن الصين من الوصول إلى العديد من المنتجات الأجنبية وستحتاج إلى استبدال العناصر المصنوعة في الصين؛ ما يقوض حافزها بالالتزام بالمعايير العالمية.
ونظرًا إلى دخول أشباه الموصلات في العديد من السلع الاستهلاكية، فمن المرجح أن تتأثر جميع أسواق السلع الصناعية وتزداد تكاليفها مع انحسار اختيارات المستهلكين.
وعلى المدى الطويل، سيؤدي فصل الاقتصاد العالمي إلى كتلتين غربية وصينية قائمة بذاتها إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 5% على الأقل؛ ما قد يؤدي إلى أضرار أسوأ من تلك الناجمة عن الأزمة المالية لعامي 2007 -2008.
8- تفاقم آثار تغير المناخ (9/10)
انتهى مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي 2022 بإحباط كبير، إذ تم رفض الدعوات للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري من قبل الدول المنتجة للنفط رغم إبقاء الحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية كهدف.
ويعتقد معظم العلماء أن العالم سيصل قريبًا إلى هذه الزيادة البالغة 1.5 درجة مئوية وأننا نتجه نحو زيادة تبلغ 2.2 درجة مئوية ما لم تلتزم الدول بخفض إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 43%.
ومن المتوقع أن يعني ارتفاع درجة الحرارة المزيد من فترات الجفاف والفيضانات الممتدة، فضلاً عن حدوث تغيرات خطيرة في أنماط هطول الأمطار التي من شأنها إفساد المحاصيل الزراعية.
9- تعميق التوترات بين الولايات المتحدة والصين (7/10)
في حين تضمنت قمة الرئيسين الأمريكي والصيني، في نوفمبر جهودًا لتعزيز استقرار العلاقات الثنائية بين البلدين، لا تزال هناك خلافات جوهرية بين الطرفين حول تايوان، وقواعد ومعايير التكنولوجيا، والتجارة، وحقوق الإنسان، ومطالب بكين بالاعتراف بسيطرتها على بحري الصين الجنوبي والشرقي.
وعلى الرغم من بدء الرئيسين استئناف مباحثات التجارة والمناخ والحوارات العسكرية، من المتوقع أن تعطل النزعة القومية المتقلبة على كلا الجانبين أي تقدم جوهري، بحسب التقرير.
10- مأزق كوريا الشمالية (7/10)
يقول التقرير إن “اختبار بيونغ يانغ المستمر لما يصل إلى 86 صاروخًا بالستيًّا وكروز وتكتيكيًّا ذا قدرة نووية وحركية ومتوسطة المدى والعابرة للقارات في عام 2022، يعتبر جزءًا من مخطط كوريا الشمالية لإنشاء ترسانة من أسلحة الضربة الثانية الفعالة؛ ما قد يمنحها المزيد من القدرة على الهجوم المحتمل والضغط على الغرب”.
ويمكن أن يؤدي استمرار بيونغ يانغ في اختبار الأسلحة المحظورة، ودعم الصين لكوريا الشمالية واستخدامها لحق النقض ضد عقوبات مجلس الأمن الدولي التي تهدف إلى فرض العقوبات على كوريا الشمالية، إلى تعميق الخلاف بين الولايات المتحدة والصين.
ويشير التقرير إلى أن “ترسانة بيونغ يانغ تكفي بالفعل للردع المتبادل مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية؛ ما يثير القلق حول ميل الرئيس كيم جونغ أون إلى اتخاذ إجراءات استفزازية على أساس سوء التقدير، والتي قد تؤدي إلى أزمة أو صدام كبير بين الشمال والجنوب”.
فضلًا عما سبق، سردت المجلة مجموعة من المخاطر التي قد يبدو حدوثها مستبعدًا إلا أن عواقبها قد تكون وخيمة، بما في ذلك حدوث ثوران بركاني هائل في يلوستون أو إندونيسيا أو اليابان، وضرب الأرض بكويكب عملاق يبلغ عرضه 6 أميال، والذي يعادل حجم الكويكب الذي قتل الديناصورات قبل 66 مليون عام.
ومن المخاطر الأخرى، حدوث عاصفة شمسية تقذف كميات كبيرة من الجسيمات المشحونة مغناطيسيًّا على الأرض والتي يمكن أن تعطل الشبكات الحيوية لأسابيع أو أشهر، وضرب الأرض بانفجار أشعة جاما من الفضاء السحيق، وانتشار أوبئة مستقبلية من جائحة كوفيد أو أسوأ.
اقرأ أيضا: بوتين يتحدث عن قرب استخدام “صواريخ الشيطان 2”.. ما هي؟