شقيقتان سوريتان تبدلان حياة المكفوفين وتحصدان المركز الأول في مسابقة “WSA” العالمية

شقيقتان سوريتان تبدلان حياة المكفوفين وتحصدان المركز الأول في مسابقة “WSA” العالمية

فازت المهندستان السوريتان فاطمة وياسمين السماعيل، في المسابقة العالمية “WSA” التي نظّمتها الأمم المتحدة على مستوى العالم، وذلك عن مشروع عصا مبتكرة لمساعدة المكفوفين بطريقة تضفي على حياتهم مزيدا من المرونة.
وتنظّم المسابقة العالمية “WSA” بهدف تعزيز الابتكار الرقمي المتميز والتأثير الإيجابي على المجتمع بما ينسجم وأهداف التنمية المستدامة وإظهار التنوع العالمي والثراء في استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لفئة الشباب دون عمر 26 عاماً.
عن ماهية المشروع والهدف منه، قالت المهندسة فاطمة في حديث لوكالة “سبوتنيك”: تساعد “عصا المكفوفين” الناطقة باللغتين العربية والانجليزية الأشخاص المكفوفين وضعاف النظر، على السير مع تجاوز العقبات وتلافي التعثر والسقوط أرضاً، وذلك من خلال تزويد العصا بتقنيات رقمية حديثة لمساعدة صاحبها في تجنب جميع المخاطر التي تعترض طريقه وتعرّض حياته اليومية للخطر.
وبينت فاطمة أنه قبل طرح العصا كمنتج أول لشركتهما الناشئة “PineTech”، تم تجربتها بمساعدة عدد من الأشخاص المكفوفين والجمعيات التي تعنى بهذه الشريحة، وقد لاقت استحساناً كبيراً لنجاحها في تحقيق الغاية منها.
صعوبات بسبب الحصار
وأكدت فاطمة أنها وشقيقتها ياسمين، واجهتا الكثير من الصعوبات والمعوقات خلال إنجاز مشروعهما، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة والحصار التقني المفروض على سوريا، مدللة بصعوبة تأمين القطع اللازمة للعمل والمواد الأساسية في التصنيع، بالإضافة لعدم وجود الدعم المادي.
وأضافت: بالرغم من ذلك تحدينا الصعوبات من خلال إيماننا بنجاح المشروع ورؤية إثره على المجتمع، ناهيك عن التشجيع والدعم الذي تلقيناه من المجتمع المحيط بنا، ومن فرع الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية.

أهمية المشاركة بهذه المسابقة، أوجزتها فاطمة بالقول إنها عالمية تشمل أكثر من 180دولة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، حيث تعتبر “WSA” منصة دولية لأحدث الأمثلة حول كيفية قيام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالتأثير في المجتمع بطريقة إيجابية.
وأضافت فاطمة: يتم ذلك عبر الجمع بين سلسلة مستمرة من الأحداث والأنشطة الدولية مع شبكة عالمية من الشركات الناشئة ورجال الأعمال وخبراء اجتماعيين وموجهين وحكام ومتحدثين وخبراء وقادة حكوميين وكفاءات أكاديمية وفعاليات مجتمع مدني، والذين يقومون بإجراء الاختبارات اللازمة لتقييم المنتجات الرقمية المقدمة من قبل الشركات الناشئة ومدى خدمتها للمجتمع وموافقتها لأهداف التنمية المستدامة والكفاءة الرقمية للمنتج.
وتابعت فاطمة: حققنا الفوز بالمسابقة عن مشروعنا “عصا المكفوفين” بوصفه حلاً ينطلق من حاجة عامة لفئة مجتمعية مهمة، إضافةً لتوفير الفرصة للراغبين للمساعدة بتزويد حلول رقمية مماثلة في باقي المجتمعات، حيث تم اختياره بين أفضل 5 مشاريع من أصل 300 مشروع تقدم بها مشاركون من 100 دولة.
دعم حكومي
بدورها، أوضحت ياسمين أن أهم ما يميز المسابقة هذا العام هو توسعها الكبير على مستوى العالم فهذا العام تم اعتبار جائزة الشباب الأوروبية EYA جزءاً من المسابقة WSA مما جعل المنافسة أكبر وأشد.
وأضافت: رغم ما سبق والصعوبات التي واجهتنا إلا أننا تمكّنا من الفوز بالمركز الأول، وسيتم تكريمنا في الولايات المتحدة الأمريكية في آذار القادم.
وأشارت ياسمين إلى الدور المهم الذي قامت به الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية لجهة دعم المشروع من خلال حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات التي تُعتبر أحد مشاريع وكيانات الجمعية الهادفة لتقديم الرعاية والدعم للأفكار الريادية لدى جيل الشباب، في المجال الرقمي، بهدف تحويلها إلى منتجات رقمية ذات فائدة ونفع لأصحاب الفكرة وللمجتمع الذي ينتمون إليه.
كما لفتت ياسمين إلى تقديم فرع الجمعية في اللاذقية الدعم والاستشارة اللازمة للمساعدة في نمو الشركة الناشئة عبر الكثير من الوسائل، وأهمها المشاركة في الفعاليات المحلية والخارجية كماراثون الشركات الناشئة محلياً وعربياً، وآخر هذه الأحداث الاشتراك في المسابقة العالمية WSA التي نظمتها الأمم المتحدة على مستوى العالم.

طاقات إبداعية
واتفقت الشقيقتان على أن فوزهما بالمسابقة العالمية، خير دليل على الطاقات الإبداعية التي يمتلكها الشباب السوري وقدرته على المنافسة بقوة، وحصد الفوز بالمراكز الأولى في المسابقات العالمية، بالرغم من كل ما يعانيه من تداعيات الحصار الجائر الذي يتعرض له تحت ما يسمى “قانون قيصر”.
ولم ينته حلم وشغف الشقيقتين فاطمة وياسمين عند الفوز بمسابقة WSA، ففي جعبتهما الكثير، حيث أكدتا أنهما ستواصلان العمل بكل شغف وطموح لإيصال المشروع لجميع الأشخاص الذين هم بحاجته، وإلى العالم بأسره.