الجمعة , نوفمبر 22 2024

نبيلة.. ستينية تعمل 13 ساعة يومياً بنبش القمامة كي تأكل

نبيلة.. ستينية تعمل 13 ساعة يومياً بنبش القمامة كي تأكل

تتجول “نبيلة”، 66 عاماً، منذ شهرين على حاويات القمامة في “السويداء”، لتجمع الكراتين والبلاستيك بهدف بيعها والحصول على ثمنها لتدفع إيجار غرفتها وما يتبقى تحاول أن تجعله يكفي طعامها وطعام ابنتها.

رهان حبيب

“نبيلة” لم تتردد في التحدث لـ”سناك سوري”، وتخبرنا كم تتعب وتشعر بشعور ليس جيد من عمل مجهد ترى فيه إساءة لنفسها. لكنها لا تملك سواه، حيث تجول على معظم حاويات المدينة من جانب المؤسسة العسكرية إلى ساحة تشرين والمحوري. وساحة الفرسان في نهارٍ شاقٍ ومتعب لتجمع ماتيسّر لها من الكرتون وأكواب القهوة والشاي أو تعاليق الملابس أو العبوات البلاستيكية.

وفي نهاية اليوم تحصل الستينية على مبلغ 350 ليرة لكل كيلو من الكرتون، و250 ليرة للبلاستيك، بعد عناء وغبار وأوساخ تعلق على ملابسها ويديها، محاولة حماية نفسها بارتداء قفازات حتى لو تمزقت فإنها لا تكترث لأنه وفي حال توقفت سيتوقف طعامها وتُهدد بأن تصبح بلا مأوى.

تقول “نبيلة” لـ”سناك سوري”، إنها كانت تعيش مع زوجها وابنتها في الغوطة الشرقية، ومع بداية المعارك خرجت العائلة لتسكن في معسكر الطلائع. وكانت تحصل على طعامها من مساعدات الهلال الأحمر، ليرحل زوجها عن هذه الحياة قبل مدة، وتستمر الحال على ما هي عليه حتى ما قبل شهرين حين تقرر إخلاء المعسكر ووجدت السيدة نفسها وابنتها في الشارع.

بعد بحث طويل وجدت “نبيلة” غرفة للإيجار مقابل 75 ألف ليرة شهرياً، ولكنها لا تمتلك أي عمل لذا قررت التوجه نحو القمامة لتعيل نفسها وابنتها.

العمل الذي يبدأ من الخامسة صباحا إلى السادسة مساء قد لا تفوز بعده إلا بعدة آلاف لا تزيد عن وجبة طعامها لتعود في اليوم التالي للبحث كما أخبرتنا. وتضيف: «احتاج لعمل يستر كبرتي ومكان يأويني ولا أعرف إلى متى ستساعدني صحتي على العمل. وكم سأتحمل أن أعمل وسط المدينة الجميع يعرفني ولا أخجل بعمل يسترني كثير من الأشخاص يعملون مثلي لكنهم يبحثون في الصباح الباكر. أنا لا أخجل بفقر حالي لكن أتمنى أن أجد عملا أفضل ولو وجدته لما عملت على الحاويات والجميع يعرف كم نتعرض لنظرات واستخفاف المارة».

“نبيلة” طلبت معونة الهلال وقصدت عدة جمعيات لكنها لم توفق والغرفة التي تسكنها قديمة ولا تقيها المرض.

أخيرا تعرضنا لانتقادات كثيرة أثناء التصوير لكننا ننقل الواقع الذي لم يعد خافيا على أحد واقع يهان به المسن ويتعذب ويعاني للحصول على لقمة العيش. وتهدر صحته على أبواب الحاجة في الشارع وفي كل مكان وآن لنا أن نستر كبارنا ومن هم دون معيل بتأمين اجتماعي يحمي الكبار ويرمم درج أرواحنا من رؤيتهم يتعذبون للحصول على رغيف خبز مر المذاق.

حالة “نبيلة” تؤكد أن نبّاشي القمامة ليسوا جميعاً يعملون ضمن جماعات منظمة، كما يحاول البعض الترويج له فكثير منهم لا يجد أي عمل يعتاش منه سوى النبش بالقمامة.

سناك سوري