السبت , أبريل 20 2024

هكذا انقلبت إمبراطورية مردوخ الإعلامية على ترامب

هكذا انقلبت إمبراطورية مردوخ الإعلامية على ترامب

شام تايمز

قالت صحيفة “ذا هيل” الأميركية إن العلاقة المتوترة بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وقناة فوكس نيوز وبقية إمبراطورية روبرت مردوخ الإعلامية التي كانت تتزايد حدتها منذ شهور قد وصلت إلى ذروتها في الأسابيع التي أعقبت انتخابات التجديد النصفي للكونغرس.

شام تايمز

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الخلاف تتم مراقبته عن كثب في الدوائر السياسية والإعلامية الأميركية نظراً لدور قناة “فوكس نيوز” وغيرها من الكيانات الإعلامية التي يملكها مردوخ في تشكيل السباق المحتمل لترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة في عام 2024.

وأوضحت الصحيفة أنه على الرغم من ترشح ترامب للرئاسة، إلا أن العديد من وسائل الإعلام التابعة لمردوخ إما تنتقد ترامب صراحة أو تغازل القادة السياسيين الآخرين. وقد يضر ذلك بمحاولة ترامب الجديدة للوصول إلى البيت الأبيض، والتي بدأت بالفعل في بداية متعثرة وسط انتقادات جمهوريين آخرين له.

وقال دانييل كاسينو، الخبير الإعلامي الذي كتب كتاباً عام 2016 عن تأثير قناة فوكس على السياسة الأميركية، للصحيفة، إن “قوة ترامب العظمى حصلت على كل التغطية. لم يعد هذا يحدث مجدداً. فوكس لا تغطيه على مدار 24 ساعة في اليوم. لذلك، يبدو أن هذا يؤدي إلى إحباط ترامب لأنه لا يسيطر على فوكس بالطريقة التي كان يفعلها من قبل”.

وأضافت أن ترامب كان يعتمد عادة على العديد من المقدمين البارزين في قناة فوكس نيوز، وكتاب الأعمدة في صحيفتي نيويورك بوست وول ستريت جورنال، وكلها مملوكة لمردوخ، خلال فترة رئاسته للتغطية الداعمة أو المتعاطفة على الأقل لإدارته والهجمات المنتظمة على أعدائه السياسيين.

لكن مع اقتراب ولايته الأولى من نهايتها، تزايدت تصريحات ترامب بشأن إحباطه من مردوخ. وقد وصلت الأمور إلى ذروتها في ليلة الانتخابات عام 2020 عندما كانت “فوكس” أول شبكة تعلن فوز المرشح جو بايدن بولاية أريزونا، وهو قرار أثار حنق ترامب وأدى إلى محاولة المسؤولين في حملته حمل “فوكس” على التراجع عن إعلانها.

وبعد أن رفض ترامب الإقرار بهزيمته الرئاسية، وأطلق ادعاءات لا أساس لها من الصحة حول تزوير الانتخابات، قيل إن مردوخ وصل إلى نقطة الانهيار مع ترامب، الذي اشتكى إلى قطب الإعلام مباشرة من الإعلان بشأن نتيجة أريزونا. في نهاية المطاف، نأى مردوخ بنفسه عن ترامب في الأماكن العامة.

وقال مردوخ في تصريحات في الاجتماع السنوي لحملة الأسهم في شركته “نيوز كورب” بعد أيام من الانتخابات: “من الأهمية بمكان أن يلعب المحافظون دوراً نشطاً وقوياً في هذا النقاش، لكن هذا لن يحدث إذا ظل الرئيس ترامب يركز على الماضي. الماضي هو الماضي، والبلد الآن في سباق لتحديد المستقبل”.

بعد ذلك بعامين، لاحظت وسائل الإعلام والمراقبون السياسيون أن لهجة ترامب من وسائل الإعلام مثل صحيفة وول ستريت جورنال وذا نيويورك بوست قد تحولت بطريقة كبيرة.

وقال توبي بيركوفيتز، أستاذ الإعلانات في جامعة بوسطن، إن وسائل إعلام مردوخ أرسلت في الأشهر الأخيرة رسالة مفادها “أنهم يرون ترامب باعتباره ملاذاً أكثر من كونه حافظاً للحياة عندما يتعلق الأمر بنوع السياسة التي يرغبون في رؤيتها”.

وقال بيركوفيتز: “إنهم جميعاً يرون أن ترامب لم يعد مصدر الغذاء بالنسبة لهم عندما يتعلق الأمر بالتقييمات والقراء. ومن المفارقات، أن قناتي MSNBC وCNN وبعض وسائل الإعلام الرئيسية يركبون مهر ترامب بكل قيمته”.

لكن لا تزال “فوكس” هي الشبكة الأعلى تصنيفاً في الولايات المتحدة الأميركية، حيث أظهرت دراسة حديثة أنه تتم مشاهدتها من قبل جزء أكبر من الديمقراطيين والمستقلين مقارنة بالشبكات الأخرى، وهم منتج ثانوي لحصة جمهورها الضخمة.

وقال جوش باسيك، أستاذ الاتصالات ووسائل الإعلام في جامعة ميشيغان: “إذا نظرت إلى ما يعرض على قناة فوكس نيوز، فستجد الكثير من نفس الأشياء التي كانت على قناة فوكس نيوز قبل ترامب”.

كما قام مردوخ بخطوات أخرى مسجلاً ابتعاداً على نحو متزايد عن الرئيس السابق. في أيلول / سبتمبر 2021، استأجر مردوخ المذيع التلفزيوني البريطاني البليغ بيرس مورغان، الذي دخل في منافسة علنية مع ترامب، لاستضافة عرض على TalkTV في المملكة المتحدة وكتابة أعمدة منتظمة لصحيفة ذا نيويورك بوست.

كما توقفت “فوكس نيوز” عن بث مسيرات وخطابات ترامب بالكامل بعد انتهاء رئاسته. وجاء استثناء واحد في تشرين الثاني / نوفمبر الماضي عندما أقام الرئيس السابق حدثاً في منتجع مارالاغو أعلن فيه عن ترشحه للرئاسة في عام 2024.

ومما يزيد من تعقيد علاقة مردوخ مع ترامب ظهور حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، الذي أثار فوزه الكاسح في منصب الحاكم هذا العام عنواناً صارخاً في النسخة المطبوعة من صحيفة “ذا نيويورك بوست” في اليوم التالي لانتهاء الانتخابات النصفية تحت مانشيت ديسانتيس “المستقبل”.

وأشارت “ذا هيل” إلى أنه يبدو أن التغطية الإيجابية لديسانتيس في وسائل الإعلام التابعة لمردوخ تثير غضب ترامب.

نقله إلى العربية بتصرف: هيثم مزاحم

الميادين

إقرأ أيضاً: وزير الجيش الإسرائيلي : أصدرت تعليماتي للاستعداد للحرب

شام تايمز
شام تايمز