على أثر اتفاقية جديدة, تعتزم شركتا رينو وستيلانتيس توقيعها في يناير/كانون الثاني (2023), يُتوقع أن يشهد قطاع السيارات قريبًا إنتاج أول سيارة مغربية بعلامة محلية.
ورغم المساعي التي يبذلها المغرب في قطاع السيارات الكهربائية، والاتفاقيات العالمية التي يعقدها في هذا المجال، فإن السيارة المغربية الجديدة ستعمل بالوقود الأحفوري.
حيث كشف ذلك وزير الصناعة والتجارة المغربي رياض مزور -في تصريحات له إلى موقع “الشرق بلومبرغ”-، موضحًا أن الاتفاقية الاستثمارية البالغة قيمتها 50 مليون يورو تهدف إلى إنشاء مصنع مخصص لإنتاج علامة محلية للسيارات في المغرب.
وأضاف أن الاستثمار في المصنع الجديد سيكون مغربيًا 100%، ليُضاف إلى مصانع شركتي “رينو” و”ستيلانتيس” الأجنبيتين التي تبلغ طاقتها الإنتاجية الإجمالية 700 ألف سيارة في السنة، منها 50 ألف سيارة كهربائية.
الطاقة الإنتاجية لأول سيارة مغربية
قال وزير الصناعة والتجارة المغربي رياض مزور -في تصريحاته إلى “الشرق بلومبرغ”-، إن الطاقة الإنتاجية لمصنع أول سيارة مغربية سوف تناهز 3 آلاف سيارة في العام، على أن يصل الرقم إلى 20 ألفًا بعد 4 سنوات.
ورفض الوزير، خلال تصريحاته، الإفصاح عن اسم العلامة التجارية للسيارة الجديدة، معلّلًا بأن ذلك يعود إلى المستثمرين.
يُذكر أن صناعة السيارات تُعد ثاني أكبر القطاعات المُصدِّرة في المملكة المغربية، إذ بلغت مبيعاتها لهذا العام حتى نهاية أكتوبر/تشرين الأول 8.4 مليار دولار، في حين يتوقع بنك المغرب أن تحقق 9.5 مليار دولار مع نهاية العام الجاري.
وكان قطاع صناعة السيارات في المغرب قد شهد في الأشهر الماضية استقطاب استثمارات أجنبية مهمة، أبرزها “سوميتومو” اليابانية التي أعلنت الأسبوع الماضي إنشاء 9 مصانع جديدة حتى 2028، باستثمار إجمالي يبلغ 190 مليون دولار لإنتاج الأجهزة الإلكترونية للسيارات.
وفي سعيها لمضاعفة قدرة إنتاج مصنعها في مدينة القنيطرة إلى 400 ألف سيارة، تعتزم شركة ستيلانتيس لصناعة السيارات ضخ استثمار جديد في المغرب بقيمة 300 مليون يورو.
أول سيارة مغربيةالعلامة المغربية
وصلت العلامة المغربية الجديدة للسيارات إلى مرحلة الترخيص النهائي، بحسب تصريحات الوزير رياض مزور، الذي أضاف أن ذلك جاء بعد أن اجتازت جميع التجارب والاختبارات بنجاح، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وأوضح أن إنتاج أول سيارة مغربية سيكون موجهًا في المرحلة الأولى إلى السوق المحلية، مشيرًا إلى أنه سيجري استثمار 50 مليون يورو على مدى 3 سنوات، بصفته استثمارًا أساسيًا بخلاف التكاليف التشغيلية.
وسينتج المصنع المزمع تأسيسه سيارات ذات محركات تعمل بالوقود الأحفوري، ولن يتضمن -بحسب الوزير- خط إنتاج لسيارات كهربائية.
صُنع في المغرب
خلال عقدين من الزمان، عزّز المغرب سمعته في قطاع صناعة السيارات، عبر تنفيذ شعار “صُنع في المغرب”، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وحدّد المغرب لهذا الشعار 3 خطوات تتمثّل في شبكة بنية تحتية قوية من الطرق، ومناطق صناعية حرة للمركبات، بالإضافة إلى تدريب العمالة، التي باتت خبيرة في مجالها، حسبما ذكر موقع “أتاليار” في 7 مايو/أيار الماضي.
وباتت صناعة السيارات في المغرب تترقب نموًا كبيرًا خلال السنوات المقبلة، من خلال تنفيذ 3 خطوات أيضًا، وهي رفع مستوى الاندماج المحلي إلى 80%، وتحقيق الحياد الكربوني في القطاع، بالإضافة إلى دفع الاستثمارات المحلية للعمليات الإنتاجية، بعد تحقيقها نهضة تؤهلها إلى إنتاج مليون سيارة.
ورغم الصعوبات التي تواجه صناعة السيارات في أنحاء العالم جراء نقص الرقائق الإلكترونية، بسبب وباء كورونا، ثم غزو روسيا لأوكرانيا وما نجم عنه من ارتباك لسلاسل الإمداد، فإن المغرب حدّد خطة زمنية لتحقيق المستهدفات الـ3 بحلول عام 2025.
المصدر: الطاقة
اقرأ أيضا: “أوريو” حلال أم حرام؟ أزمة جديدة يواجهها أشهر بسكويت بالعالم