المعارضة السورية بين الصّمت وتجنّب انتقاد تركيا بعد خطوات التقارب مع دمشق
نور علي:
خرجت مظاهرات في مدن وبلدات شمال سوريا في المناطق التي تقع تحت حكم الجماعات المسلحة تنديدًا بالتصريحات التركية حول التقارب مع دمشق.
وشهدت عشرات المدن، كإدلب وجسر الشغور والأتارب والدانا وتفتناز واعزاز وأخترين ومارع والباب وجرابلس وعفرين وتل أبيض ورأس العين وغيرها، مظاهرات طالبت تركيا بعدم التقارب مع دمشق. وتخشى جبهة النصرة والفصائل المسلحة التي تتحكّم بالشمال السوري من أن أي مصالحة بين سورية وتركية ستكون على حساب سيطرتها وبقائها مسيطرة على مدن وقرى في الشمال السوري.
وبعد عقد الاجتماع الثلاثي بين وزراء دفاع سورية وتركيا وروسيا في موسكو، لاذت المعارضات السورية بالصمت، بخلاف تصريحاتها المنتقدة والمنددة حين صرّح قبل شهرين وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو بأنه التقى وزير الخارجية السورية فيصل المقداد في بلغراد. ويبدو أن المعارضة هذه المرّة فضّلت إظهار الاعتراض عبر تنظيم مظاهرات ذات طابع شعبي بدلا من أن تظهر هي في الصورة مباشرة وتبدي اعتراضها وتنديدها، خاصة أن تركيا أبدت استياء كبيرا بعد حملة المعارضة السابقة ضد وزير خارجيتها تشاويش أوغلو.
واقتصرت البيانات القليلة التي صدرت عن بعض الأطر المعارضة على مهاجمة الحكومة السورية والرئيس بشار الأسد مع تجنب أي انتقاد مباشر لتركيا.
وعلّق “المجلس الإسلامي السوري المعارض” على خطوات التقارب بين دمشق وأنقرة، دون أن يوجه انتقادات لأنقرة بشكل مباشر ووجه في بيان صدر عنه انتقادات لاي خطوة تصالح مع الأسد وقال في البيان “أخذنا على أنفسنا العهد ألا نكون شهود زور على مشاريع تصفية الثورة السورية”.
كما أصدرت حركة “سورية الأم” التي يتزعمها المعارض معاذ الخطيب بيانا عبرت فيه عن قلقها من خطوات التقارب بين دمشق وانقرة وحثّت الحركة تركيا التي “قدّمت الكثير ولا تزال، للشعب السوري المكلوم على مراعاة مصالح ومشاعر ملايين السوريين حسب ما ورد في البيان.
كما أصدرت إدارة الشؤون السياسية” التابعة لهيئة تحرير الشام بيانا رفضت فيه أن يقرر مصير الثورة بعيداً عن أهلها لأجل خدمة مصالح دولة ما أو استحقاقات سياسية تتناقض مع أهداف الثورة السورية”.
وقال البيان: “نقدر المواقف النبيلة التي دعمت تركيا بها ثورتنا المباركة ونشكر لها حسن استقبالها للسوريين إلى يومنا هذا، ونتفهم كذلك الضغوط التي تواجهها اليوم على المستوى المحلي والدولي ونتضامن معها”.
ورغم التطمينات التي قدمها امس زير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو في مؤتمره لصحفي لتقييم نهاية العام” في وزارة الخارجية التركية في العاصمة أنقرة. بالقول “نحن الضامن للمعارضة السورية،” ولن نتحرك بما يعارض حقوقها، على العكس من ذلك فإننا نواصل مباحثاتنا للإسهام في التفاهم على خارطة الطريق التي يريدونها”. فإن المعارضة السورية بدأت تشعر بالخطر من عودة العلاقات السورية التركية على مصيرها، خاصة أن المعارضة السورية ليست جسما سياسيا واحدا، إنما مجموعات متفرقة ومتناحرة فيما بينها تعبر فيها بعض الهياكل والمجموعات عن مصالح وسياسات دول وكل مجموعة تخون الأخرى. وهذا ينطبق على الفصائل والجماعات المسلحة في الشمال السوري والتي بدورها غير موحدة وتتقاتل فيما بينها.
رأي اليوم