يستمر المسلحون الموالون للجيش الأمريكي بحملة اعتقالات واسعة بحق أبناء القبائل العربية في محافظة الحسكة ليتجاوز عدد المعتقلين نحو 200 حتى الآن.
وأفاد مراسل “سبوتنيك” شرقي سوريا، نقلاً عن مصادر محلية في ريف الحسكة اليوم الأحد أن “المسلحين الموالين للجيش الأمريكي من قوات قسد مستمرون لليوم الرابع على التوالي بإطباق حصارهم على عدد من البلدات والقرى المجاورة لمدينة الحسكة، واعتقلوا أكثر من 200 مدنيا حتى الآن ممن تصفهم بالمرتزقة وخلايا التنظيمات الإرهابية”، وسط سخط وتوتر شعبي”.
وأضاف المراسل بأن المئات من مسلحي “قسد” مدعومين بمدرعات أمريكية، داهموا في اليوم الأول من العام الجديد عددا كبيرا من المنازل في بلدة “تل براك” وعددا من القرى المجاورة لها شمال شرقي الحسكة.
وأشارت المصادر إلى قيام مسلحي قوات “قسد” باعتقال واختطاف نحو 80 مواطنا من قبائل الجبو والعبيد والبوحطاب حتى الآن.
وأوضحت المصادر أن المعتقلين يقطنون في بلدة تل براك والقرى التابعة لها تل الفرس وتل الشمس ورجم الفنوش والعطشانة وتل الأذان وسميحان غربي وصبيخان ومسيلة والجسعة والهيبط وحلوة وتل الجلود، وجميع سكان هذه المنطقة من أبناء القبائل العربية.
وكان مسلحي “قسد” الموالون لواشنطن قاموا الأربعاء الماضي بإطباق الحصار على بلدة تل حميس و10 قرى تابعة لها جنوب القامشلي بريف محافظة الحسكة، ومنعت الدخول والخروج منها، ليبدؤوا بعد ذلك بإطلاق حملة اعتقالات طالت أكثر من 100 شخص من أبناء قبائل الشرابيين وشمر والجوالة وطيء، واقتادتهم إلى جهة مجهولة.
ووصل عدد المعتقلين من أبناء القبائل العربية في المنطقة خلال الأربعة أيام لأكثر من 200 مدني.
سرقة أموال وذهب وترويع السكان
وأشارت المصادر إلى أن مسلحي “قسد” لم يداهمو أي من القرى التي يقطنها الأكراد في المنطقة، ملمحة إلى أن الهدف هو أبناء القبائل العربية وليس المنطقة كما تدعي “قسد”.
وبينت المصادر أن مجموعات “قسد” التي داهمت المنازل قامت بترويع السكان من الأطفال والنساء، وبسرقة مصاغ ذهبي وأموال من منزل أحد شيوخ عشيرة البوخطاب في قرية تل الحميدي.
كما أكدت المصادر أن “المسلحين قاموا بالاعتداء على الأهالي وضرب النساء وتوجيه الشتائم إليهن إضافة إلى سرقة وتحطيم أثاث المنازل وتكسير الأبواب والنوافذ”.
وأوضحت المصادر أن بلدات تل حميس وقراها وتل براك وقراها وبلدة الهول بمحافظة الحسكة تشهد حالة من التوتر والغضب الشعبي إثر المداهمات والاعتقالات التي حدثت بحق أبناء قبائل العربية، مهددين بتنفيذ اعتصامات ومظاهرات للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين دون أي شرط.
بدورها قالت مصادر مقربة من قوات “قسد” لــ “سبوتنيك” أن “قوات قسد مستمرة في حملتها العسكرية التي أطلقت عليها عملية صاعقة الجزيرة لليوم الرابع في قرى ريف ناحية تل براك، بمشاركة قوات التحالف الأمريكي وكافة تشكيلات قسد العسكرية بهدف إلقاء القبض على كل شخص ضدها”.
وقالت “قسد” في بيان لها: “في إطار عملية صاعقة الجزيرة التي أطلقتها قواتنا بمشاركة قوى الأمن الداخلي لشمال وشرق سوريا والتحالف الدولي، كثفت القوات المشتركة من عمليات التفتيش والملاحقة للعناصر المرتزقة التابعة لتنظيم داعش الإرهابي في مناطق الهول، تل حميس وتل براك”.
وفي تتمة لحصيلة اليوم الثالث وصباح اليوم الرابع، تمكنت القوّات المشتركة من إلقاء القبض على 40 مرتزقاً بمن فيهم مرتزقة ساهموا بتيسير العمليات الإرهابية وآخرين ضمن خلية للتجنيد واستقطاب المرتزقة المحتملين، إضافة إلى عناصر توفير الدعم اللوجستي والذخيرة للخلايا الإرهابية.
القبائل ترفض الخضوع
وقالت مصادر عشائرية لــ”سبوتنيك” أن حملات المداهمة والاعتقال التي تقوم بها “قسد” والاحتلال الأمريكي هي بهدف تخويف وإخضاع أبناء القبائل العربية فقط، وليست كما ادعت بملاحقة الخلايا الإرهابية، واستهجنت المصادر استخدام “قسد” لمصطلحات غير أخلاقية بحق أبناء القبائل العربية مثل (مرتزقة) و(خلايا ارهايبة)، مؤكدة بان هذه التهم تلصق بالمدنيين بعد دقائق من اعتقالهم دون أي تحقيق ومتابعة.
وتابعت المصادر بان قوات “قسد” أطلقت سراح مجموعة من الشبان والكبار بالسن وذلك بعد ساعات من تصويرهم على أنهم خلايا إرهابية ومرتزقة وممن ذلك من مصطلحات غير أخلاقية تزيد من خالة الغضب الشعبي والعشائري.
وتشهد مناطق سيطرة “قسد” والجيش الأمريكي شرقي سوريا حالة من الغضب الشعبي والانتفاضة العشائرية ضد ممارساتها وممارسات الاحتلال الأمريكي التي تتركز على سرقة النفط والقمح والثروات وفرض الضرائب ومنع التعليم والتربية وشن حملات التجنيد الإجباري والاعتقالات التعسفية بحق المدنيين”.
اقرأ أيضا: المعارضة السورية بين الصّمت وتجنّب انتقاد تركيا بعد خطوات التقارب مع دمشق