قبعة “تونسية” على رأس نيمار .. ما القصة؟
حقق شاب تونسي شهرة واسعة في مجال تصميم وصنع القبعات والملابس الرياضية لنجوم المستديرة حول العالم، مما مكنه من تدشين خطوط توزيع في أوروبا ودول الخليج.
ومن مجرد فكرة كانت في البداية لا تخرج عن المزحة وسط أصدقائه، حقق رجل الأعمال التونسي زياد بن أحمد الذي يعمل في مجال تصميم القبعات الرياضية والبدلات الرياضة في باريس، شهرة واسعة في القارة العجوز وبعض الدول الخليجية، وذلك بعد أن أصبحت منتجاته مطلوبة من قبل نجوم كرة القدم مثل كريم بنزيما وليونيل ميسي ومبامبي.
ويعمل زياد بن أحمد، وهو شاب تونسي في الثالثة والثلاثين من العمر مصمما للأزياء والبدلات والقبعات الرياضية، ويتخذ من باريس مقرا له، لكنه لم يكن يعتقد قبل سنوات قليلة أن يصبح واحدا من المشاهير في مجال إكساء الرياضيين ونجوم الساحرة المستديرة، غير أن عزيمته كانت دافعا أساسيا في أن يطور مشاريعه وينجح في ابتكار قبعات رياضية أصبحت من الماركات العالمية المميزة قبل أن ينجح في تصميم البدلات الرياضية.
وأطلق زياد بن أحمد اسم “الأفضل أو لا شيء” (ذي بست أور نثينغ) على الماركة الخاصة بمنتجاته، مؤكدا أن ذلك الاسم كان مستوحى من عزيمته الكبيرة في أن يحول حلما بسيطا ومجرد مزحة في البداية، إلى مشروع رائد يشمل قرابة 28 فرعا في مختلف أنحاء العالم وفق قول صاحبه.
وقال الشباب التونسي في تصريحات لموقع سكاي نيوز عربية: “لا بد من الإشارة إلى أنني مولع بتصميم القبعات الرياضية، وانطلقت في البداية بتصميم قبعة خلال وقت فراغي، وتحديت في شكل مزحة عددا من أصدقائي الذين سخروا مني في البداية بأني سأتمكن من أن أصبح مصمما خاصا لنجوم كرة القدم(…) كنت عازما على المضي إلى الأمام في إطلاق الماركة الخاصة بي وكانت البداية صعبة إذ أني لم أكن أملك مالا كافيا لتصميم وتصنيع تلك المنتجات.”
وصمم بن أحمد 100 قبعة رياضية وقام بصنعها وخياطتها، ومن ثمة تولى بيعها لأصدقائه في تونس بعد أن أطلق إسم “ذي بست أور نثينغ” على تلك المنتجات لتبدأ رحلته نحو النجاح وبلوغ العالمية.
ويقر بأنه عاش الكثير من الصعوبات المالية في مستهل مسيرته، إذ لم يكن يملك حتى رسوم إيجار الشقة التي يقطن بها في فرنسا، بل كان في حسابه ما يناهز 1200 يورو (نحو 1300 دولار)، لكنه استطاع بفضل علاقاته المميزة بالرياضيين ولاعبي الدوري الفرنسي أن يحول ماركة “الأفضل أو لا شيء” إلى واحدة من الماركات التي اكتسحت الأسواق في ظرف سنوات قليلة.
من بالوتيلي إلى مبابي ونيمار
ويضيف المصمم في حديث لسكاي نيوز عربية: “علي أن أعترف أيضا أن صلة القرابة التي تجمعني باللاعب التونسي لنادي نيس الفرنسي ومنتخب نسور قرطاج معز حسن ساعدتني في التعريف بالماركة الخاصة بمنتجاتي، قبل 6 سنوات تقريبا، اتصلت بحارس مرمى نيس ومنتخب تونس معز حسن وعرضت عليه تصميمي الخاص للقبعات الرياضية فارتداها ونشرها عبر حسابه بمواقع التواصل، وكان أن أعجب بها اللاعب الإيطالي ماريو بالوتيلي الذي كان في ذلك الوقت يلعب في صفوف نيس.”
ونالت القبعات الخاصة بتلك الماركة رواجا كبيرا في أوساط الرياضيين في كبرى أندية العالم، إذ دخلت غرف ملابس باريس سان جرمان الفرنسي من خلال النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي بطل العالم 2022 والفرنسي كيليان مبابي والبرازيلي نيمار، ثم جاء الدور على كريم بنزيمة الذي أعجبه تصميم قبعات “الأفضل أو لا شيء” وغيره من نجوم المنتخبات العالمية الكبرى في كرة القدم.”
المال وحده لا يصنع النجاح
ويبدو طريق النجاح صعبا بالنسبة لزياد بن أحمد لكن الإرادة والثقة بالنفس كانت سلاحه بحسب قوله مضيفا: “قررت أن أحقق حلمي لا أن أكتفي بالتطلع إليه، أنصح الشبان بعدم التفكير في الربح المادي في بداية طريقهم في أي مجال يطرقون غماره، الأفضل أن تكون الأفكار والابتكارات هي التي تجلب الأموال لا العكس.”
وفي تونس حققت القبعات التي صممها زياد بن أحمد شهرة واسعة، إذ ارتداها قائد منتخب نسور قرطاج يوسف المساكني، وحارس المرمى معز حسن، فضلا عن الممثل السينمائي أحمد الاندلسي الذي كان وراء ترويجها والدعوة لاقتنائها عبر حسابه بمواقع التواصل.
وتملك ماركة “ذي بست أور نيثينغ” في الوقت الراهن أكثر من 28 محلا خاصا في عدد من دول العالم مثل فرنسا وتركيا وإنجلترا وقطر والإمارات العربية وإيطاليا، أما المصنع فيوجد في تركيا.
ويتطلع زياد بن أحمد حسب تصريحه لسكاي نيوز عربية إلى إنشاء مصنع خاص لتلك الماركة في تونس، مضيفا أن العزيمة والثقة بالنفس والصبر هي الأسلحة التي استلهم منها تجربته الرائدة.
ليليا رمضان – سكاي نيوز عربية