كتب الدكتور محمد الجبالي رئيس المجموعة الاقتصادية للتنمية ـ قطاع الأعمال:
ها هي الليرة السورية تبدأ باستعادة عافيتها بعد هبوط سريع ينم عن أنه فقاعة هدفها جني الأرباح على حساب قوت الشعب، إلا أن هذه الفقاعة للاسف انعكست بشكل مباشر وآني وسريع على أسواقنا، فارتفعت الأسعار بشكل آني وساعي، واختلفت من محل لأخر وليس من منطقة لأخرى.
العطلة التي مرت أثرت بشكل بالغ على الأوضاع المعيشية من حيث ارتفاع سعر السلع من جهة وارتفاع سعر صرف الدولار من جهة اخرى.. وترافق ذلك مع هدوء كبير من الجهات المسؤولة عن ضبط سعر الصرف وغياب أي توضيح ما جعل المواطن يعيش أزمة نفسية بالإضافة إلى أزمته المادية.
ومع انتهاء العطلة خرج المصرف المركزي عن صمته وبدأ التحسن يلمس طريقه إلى الليرة وبشكل متسارع، ليسأل مواطنون عن اسباب عدم ضبطه سابقه وكيف سمح المركزي لسعر الصرف أن يبلغ ما بلغه .. مع العلم أن اي تحرك لسعر الصرف لا يحصد أثاره السلبية إلا المواطن، لذا كان من الأفضل التحرك مبكرا لمنع جنون الأسعار الذي حصل ويحصل حتى الآن.
للاسف الكثير من البائعين والتجار يسعرون سلعهم على دولار مرتفع وقد بلغنا أنهم سعَّروا على دولار 8000 آلاف ليرة عندما ارتفع في الايام القليلة الماضية وتم الان تحسن ملحوظ بسعر الصرف فهل يتم تنزيلهم بالاسعار ..؟!
لنسأل أيضا: اين هو دور غرف التجارة في حث التجار على تخفيض أسعارهم… فلم نسمع لهم صوتا أبدا.. بل تركوا الأمر وكأن ذلك لا يعنيهم..ولنسأل أيضا عن دور وزارة حماية المستهلك.. أين هي مما يحدث في أسواقنا.. الدولار انخفض فلماذا لم تنخفض الأسعار آنيا ولماذا يترك البائعون على هواهم في التسعير.. أين هي الفواتير .. وأين التكاليف وأين نشرات الأسعار من التطبيق..
هذا السيناريو للأسف يتكرر دائما في كل عام وبذات التوقيت دون حلول.. بل المستهلك هو من يحصد كل الآثار السلبية لهذا السيناريو المرعب اقتصاديا.
لا شك ان كل جهة هي معنية في عملها، ولكن نحن نكتب ونتكلم كوننا مواطنون في هذه البلد ونعاني مما يعانيه المعظم من الغلاء .. ونسأل كما يسأل الكثيرون.. ونعتقد أن السؤال مشروع وليس محرم .. ولكن تبقى الإجاية عن الأسئلة التي طرحناها.. فهل سنحصل عليها.. ام ستبقى مجهولة؟
المصدر: الاقتصاد المباشر
اقرأ أيضا: التجارة الداخلية تكشف عن خطتها وأهدافها لعام 2023