هل تغيّر الخطاب الإعلامي السوري تجاه تركيا؟
أحدث الاجتماع الثلاثي الذي جمع وزراء الدفاع السوري والروسي والتركي في “موسكو” الشهر الماضي تحوّلاً في الخطاب والنظرة بين “سوريا” و”تركيا” بعد سنوات من القطيعة.
تغيير اللهجة بدأ تركياً مع أواخر العام الماضي، وعبر لسان المسؤولين الأتراك، ابتداءً من الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” وصولاً إلى وزراء خارجيته ودفاعه ما انعكس كذلك على الخطاب الإعلامي التركي تجاه “سوريا”.
أما على الضفة السورية، فقد اقتصر التعليق الرسمي على الاجتماع الثلاثي بوصف اللقاء بكلمة واحدة وهي أنه كان “إيجابياً”، في بيان رسمي صادر عن وزارة الدفاع السورية وحرصت كافة وسائل الإعلام المحلية بطبيعة الحال على نشره بحرفيته دون زيادة أو نقصان ودون تعليق على الأمر.
لكن اللافت في الأمر كان أن صحيفة “الوطن” المحلية، وهي صحيفة خاصة توصف بأنها “شبه رسمية” نظراً لقربها من الحكومة، سارعت إلى تغيير في مفرداتها تجاه “تركيا”، فاستعاضت عن مصطلح “النظام التركي” بعبارة “الإدارة التركية”، ولم تعد تسمِّ “أردوغان” رئيساً للنظام التركي كما كانت تفعل خلال عدة سنوات ماضية، بل باتت تسمّيه “رئيس الإدارة التركية”.
تغيير الخطاب لدى الصحيفة اشتمل على تسمية “قسد” فبالرغم من أن الصحيفة والإعلام السوري الرسمي استمر بوصف “قسد” بأنها “ميليشيا” وألحق بها صفاتٍ عدة في بعض الأحيان مثل أنها “انفصالية” أو “عميلة” وما إلى ذلك، إلا أن صحيفة “الوطن” استخدمت بعد التغيير مصطلح “ميليشيا بي كي كي/pkk” وهو ما يستخدمه الإعلام التركي الرسمي للإشارة إلى “حزب العمال الكردستاني” والذي تقول “أنقرة” أن “قسد” هي واحدة من أجنحته الممتدة إلى “سوريا”.
في الوقت ذاته فإن وكالة سانا الرسمية وخلال نقلها اليوم خبراً عن الاتصال بين الرئيسين الروسي “فلاديمير بوتين” والتركي “رجب طيب أردوغان”، حافظت على وصف الأخير بأنه “رئيس النظام التركي”، كما أن التلفزيون السوري الرسمي كذلك واصل استعمال عبارة “الاحتلال التركي” لوصف الوجود العسكري التركي شمال البلاد وممارسته للعدوان على الأراضي السورية.
الإعلام السوري الرسمي لا يبدو متعجّلاً في تغيير خطابه ومفرداته تجاه “تركيا” قبل حدوث انعطاف ملموس في العلاقات بين البلدين، لا سيما وأن السردية الرسمية تقول بأن العلاقات مع “تركيا” لن تتحسن قبل انسحاب ميداني كامل من الأراضي السورية.
في حين بدت صحيفة “الوطن” متسرعة في تغيير مفرداتها حيث ذهبت بعيداً في ذلك، علماً أن خطابها لا يعبّر عن الموقف الرسمي لـ”دمشق” وإن كان موقفها يحمل رسائل ضمنية بين السطور دون ضرورة أن تتبنّاه السلطات السورية بشكل مباشر.
سناك