استقبل السوريون عامهم الجديد بأماني الخير والتي يبدو بأن بعيدة التحقق مع ما تطالعنا به القرارات الحكومية الجديدة يومياً من رفع لأسعار كل يمس المعيشة وليس أخرها كما يبدو هو قرار رفع أسعار تعرفة الركوب.
هذا القرار الذي مس الشريحة الكبرى من المواطنين وأضر بهم لاقى استنكاراً. كون رفع تكاليف النقل على المواطن لا يقابله أي زيادة في الدخل. فلم ترتفع الأجور والرواتب بمقابل زيادة أسعار كافة السلع تقريباً، ومن أكثر المتضررين هم الموظفون.
صحيفة سنسيريا الإلكترونية أجرت استطلاع رأي حول تكلفة المواصلات للموظف الحكومي السوري. حيث تحدث العديد بأنهم يعانون للوصول إلى وظائفهم في ظل شح وسائل النقل العام. قبل الحديث عن ارتفاع سعر تعرفة الركوب. والتي باتت هماً كبيراً لا يستهان به كون يقتطع جزء كبير من الراتب.
محمد شكيب وهو موظف في مديرية صحة ريف دمشق تحدث لسنسيريا بأنه يحتاج يومياً أجرة ذهاب وإياب إلى وظيفته لا تقل عن 3000 ل.س. مع العلم أنه يقطن في جرمانا. وبالتالي هو يحتاج شهرياً ما يقارب 66 ألف ل.س. وذلك في حال استقل (ميكرو باص). كون الشهر يتضمن 22 يوم دوام فعلي و8 أيام عطلة. أي ما يعادل قرابة نصف راتبه الشهري. والبالغ قرابة 130 ألف ليرة سورية في حين بينّ أنه لو استقل تكسي ركاب سيتكلف 14 ألف ل.س يومياً. أي 228 ألف ل.س شهريا وهو يعادل أضعاف راتبه.
بدورها سمر حلقوم وهي موظفة في محافظة دمشق قالت إنها تحتاج يومياً بدل مواصلات من منزلها في الميدان إلى مبنى المحافظة في شارع بغداد حوالي 2000 ل.س. أي ما يصل إلى 44 ألف ل.س شهرياً. في حين أن أجرها الشهري يبلغ 110 آلاف ليرة.
أما عن نور شهاب والتي تقطن في منطقة دمر وتعمل في مديرية المالية تحتاج يومياً 8000 ل.س. كبدل مواصلات يومي، مبينة أنها تستقل (الفان) وذلك لصعوبة توفر الباصات العاملة على خط دمر، وهذا يكلفها أكثر من 170 ألف ليرة سورية. وهي تكلفة تتجاوز مردودها الشهري. مما يدفعها إلى العمل بدوامين صباحي ومسائي لكي تستطيع تغطية احتياجاتها. والتي من ضمنها تكاليف النقل.
تعرفة الركوب
وكانت محافظة دمشق قد حددت تعرفة الركوب الجديدة لوسائل النقل العامة لتصبح /400/ ليرة للخطوط القصيرة. لغاية /10/ كيلومترات للباصات والميكروباصات السرافيس للراكب الواحد و/500/ ليرة للخطوط الطويلة فوق /10/ كيلومترات للباصات والميكروباصات السرافيس.
كما تم تحديد بدل خدمة سيارات الأجرة “التكاسي” العاملة ضمن المدينة بحيث أصبحت /790/ ليرة للكيلومتر الواحد. و/9,658/ ليرة للساعة الزمنية. و/660/ لفتحة العداد و/110/ ليرة قيمة الضربة.
ويذكر أنه قبل صدور رفع تسعيرة الركوب الجديدة كان الموظف السوري يحتاج من 1000 ل 1500 ل.س يومياً كأجرة مواصلات. وبالمحصلة فقد تضاعفت أجرة النقل اليومي على الموظف في حين دخله ما يزال ثابتاً.
سنسيريا – جوليانا الكويفي
اقرأ أيضا: المغرمون بالرفاهية