لربما تفاءل السوريون بعام جديد يبدأ بانفراجات اقتصادية ومعيشية وخاصة لناحية انخفاض الأسعار. ولكن كما يبدو عليهم الانتظار لعام آخر، بعدما استقبلوا عامهم الجديد بحزمة رفع أسعار جديدة كان من أهمها ما يمس غذاء الأطفال. حيث صدرت نشرة سعرية جديدة لحليب الأطفال من قبل وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك.
ولكن قبل التسعيرة الجديدة شهدت الصيدليات إقبال مكثف من العائلات الباحثة عن حليب لأطفالها ولكن دون جدوى. وعلى ما يبدو لم تتغير الأحوال لناحية توفر المادة ما بعد رفع الأسعار.
الصيادلة ينتظرون
سنسيريا توجهت إلى عدد من الصيدليات في أحياء دمشق للاطلاع على واقع توفر مادة حليب الأطفال بعدما صدرت التسعيرة الجديدة. وبحسب ما تحدث غالبية الصيادلة بأنه حتى تاريخه لم تتوفر المادة ولم تتواصل معهم المستودعات لاستلام طلباتهم المسجلة لديهم من قبل. في حين لفت البعض بأنهم تبلغوا بقرب استلامهم لطلباتهم من حليب الأطفال. بينما تحدث أحد الصيادلة بأن الخلاف ما يزال مستمراً على التسعيرة. وبحسب ما وصل إليه من الموزعين فإن الشركات المستوردة لماركات محددة ما تزال غير راضية عن التسعيرة وتريد رفعها أكثر.
وقد علمت سنسيريا عن قرب توفر ماركة حليب أطفال (نيوتري بيبي) قريباً في الصيدليات بعد الانتهاء من إجراءات دخولها من الميناء إلى الأسواق.
تباين الأسعار
ووفق حسابات الصيادلة فإن الطفل الرَّضيع دون السنتين يحتاج إلى علبة حليب مجفف كاملة كل ثلاثة أيام. حيث أن زجاجة الرضاعة الواحدة تحتاج إلى ثلاثة مكاييل. وهذا ما يعادل عشر علب حليب شهرياً، وعليه فإن تكلفة توفير حليب الأطفال لعائلة لديها طفل رضيع مع الأسعار الجديدة ستتراوح ما بين 153 ألف ل.س و188 ألف ل.س في حال كانت ماركة الحليب هي من نوع (نان أو كيكوز).
أما في حالة حليب الأطفال من ماركة (بيو ميل) فإن سعر العلبة الواحدة 30 ألف ل.س. وبالتالي 10 علب شهرياً يبلغ سعرها 300 ألف ليرة، ويتم توزيعها بمعدل 4 علب كل أسبوعين للصيدلية الواحدة. ومن المحتمل توفرها بشكل كبير في حال عدم توفير الحليب التابع لماركة نسله.
أما في حال تجاوز الطفل عمر السنتين، سيحتاج إلى حليب (نيدو 1 بلس) وهو غير متوفر ضمن الصيدليات حالياً (بحسب ما صرحوا لنا). ولكن بعض المتاجر تقوم ببيع علبة 400 غ بسعر 55 ألف ل.س.
وبزيارتنا لإحدى الصيدليات، علمنا بأن سبب رفع سعر الحليب المجفف من ماركة نسله، كان من أجل استيراد دفعات جديدة وبيعها على سعر الصرف الجديد. وعلى هذا الأساس ترتفع الأسعار. مع العلم بأن مادة حليب الأطفال بالتحديد لا تتعرض للتلف لأن الطلب عليها دائم.
ولدى سؤالنا عن الكميات المباعة في بعض الصيدليات بأحياء دمشق خلال الأيام المعتادة كان الجواب أنه يتم بيع ما يقارب من 6 إلى 10 علب يومياً. وتقديراً في الأسبوع الواحد تباع من 50 إلى 70 علبة حليب بما يعادل طرد كامل، ويكرر الطلب من جديد.
وكان نقيب صيادلة دمشق حسن ديروان قد صرح خلال الفترة الماضية، بأن هناك تقنين بتوزيع حليب الأطفال على الصيدليات لعدم توفر كميات كبيرة منه. لكن حالياً وصلت شحنة كبيرة منه (رقم 1-2)، لافتاً إلى أنه سيتم توزيع حصص محددة عن طريق نقابة الصيادلة للصيدليات التابعة لها والخاصة، وخلال أيام قليلة سيكون متوافراً في كافة الصيدليات. في حين كانت قد وصلت شحنة حليب أطفال إلى ميناء اللاذقية بحسب مصدر في مؤسسة التجارة الخارجية. وقد تم شحنها إلى المحافظات ليتم توزيعها لاحقاً على الصيدليات.
وبعد كل هذه التصريحات الرسمية وقرار رفع الأسعار هل سنشهد توفر مادة حليب الأطفال قريباً في الأسواق؟.
اقرأ أيضا: الوزير سالم: ارتفاع سعر الصرف الجمركي من أسباب ارتفاع أسعار السلع