بعد مشاحنات طويلة خرجت هديل من محل فساتين الأعراس. وهي تندب حظها على ما وصلت إليه الحالة الاقتصادية بنا. والتي منعت الفتيات من تحقيق حلمهن في تنظيم عرس لائق وارتداء فستان فاخر.
تقول هديل : “لم يبق لحفل زفافي إلا بضع أسابيع وأنا من محل لآخر لانتقاء بدلة عرس (الأسعار مُلتهبة) وليس بمقدورنا دفع هذه المبالغ. إيجار الفستان لبضع ساعات (500 ألف ليرة) وشرائه بالملايين. وأنا محتارة بين أن أرتدي فستان لأخذ صورة تذكارية أو تنظيم العرس بتكاليف معقولة. فَ بكلا الحالتين الأسعار مرتفعة جداً وليس بمقدورنا لا شراء فستان ولا حتى استئجاره”.
بدورها هناء والدة هديل قالت: “تفاجأت بالأسعار ولم أتوقع أن تكون بهذا الرقم الخيالي”. واقترحت على ابنتها ألا تشتري الفستان وتحتفظ بثمنه لنفسها لتشتري به أشياء أخرى أكثر فائدة.
العائدات المستحدثة
بدوره أبو فهد، وهو أحد البائعين والتجار في فساتين الأعراس بسوق الحميدية، قال: “العادات المستحدثة والرغبة في تقليد كل جديد في الحفلات وتفاصيلها تحمّل المقبلين على الزواج تكاليف تفوق طاقتهم. لذلك تراجعت نسبة الإقبال على شراء فساتين الأفراح نظراً لغلاء سعرها”. شارحاً: “على سبيل المثال كنا قبل الغلاء والأزمة الاقتصادية نبيع ما يقارب 15 بدلة عرس وخطبة يومياً. أما اليوم (يادوب تدخل زبونتين) يلقون نظرة ويخرجوا من دون شراء”.
هذه هي الحال فالتكاليف الباهظة للأعراس التي تبدأ من مبلغ المُقدّم الذي يدفعه العريس، بحسب العادات والتقاليد. مروراً بتجهيز المنزل وانتهاءً بالذهب وتكاليف حفلات الخطوبة والزواج، التي تكلف الملايين وهذا رقم لا يستطيع شبان كثيرون تأمينه. في ظل تراجع القدرة الشرائية، وانخفاض الأجور جعل الكثيرين يعدون للعشرة قبل المخاطرة بكل ما يملكون من أموال.
وفي السياق ذاته، رئيس الجمعية الحرفية للمطرزات محمد رفيق اللحام، أرجع سبب غلاء فساتين الأعراس إلى “الحظر الاقتصادي الجائر على سوريا”. قائلاً : “الحظر والعقوبات لعبت دوراً كبيراً فيما يخص هذه المواضيع. إضافة إلى هجرة العمال وموضوع ارتفاع كلفة اليد العاملة”.
أسعار الفساتين
ولفت اللحام إلى أن أسعار الفساتين تبدأ من 500 ألف وحتى مليونين أو ثلاثة بحسب طلب العروس فكلفة المواد الداخلة في التصميم هي المرتفعة لا أكثر ولا أقل.
اليد العاملة ارتفعت بنسبة 20%
وأضاف رئيس الجمعية الحرفية للمطرزات محمد رفيق اللحام: “بالرغم من قلة اليد العاملة وهجرتها للعمل إلا أنه لدينا يد عاملة تعمل في المعامل حسب التطريزات المطلوبة آلي (أوتوماتيك) -نصف آلي-أغباني-ويتم التنفيذ حسب الرسومات والأشكال المطلوبة. والعاملات يتقاضين أجورهن حسب الطلب فكل بدلة لها ترتيب. وكلما كانت الرسمة كبيرة يزداد سعرها هناك شغل باليد وشك الألماس والسيلان والتلزيق كل ذلك يحتاج إلى جهد وتعب. علماً أن أجرة اليد العاملة ارتفعت بنسبة 20%”.
وتابع “ولدى نقص اليد العاملة فإن السيدات يحضرن مباشرة للعمل نظراً لحبهم وتعلقهم بهذا الفن. فحتى نحافظ على هذه المهنة علينا مزاولتها للاستمرار”.
اثر برس
اقرأ أيضا: اللحوم الحمراء أسعارها كاوية وفروقات كبيرة خلال أسبوع