لا تنتهي المشكلة عند ارتفاع أسعار قطع غيار السيارات فقط، بل المشكلة الأهم هي في قلة توافرها في الأسواق وسوء الأنواع المتوافرة.
يؤكد نائب رئيس الجمعية الحرفية لصناعة السيارات محمد سالم زرقاوي أن أسعار قطع الغيار ارتفعت خلال قرار فتح الإجازة بما يتراوح بين 40 – 45%.
توقيف الشحن الجزئي
ويشير زرقاوي إلى أن عدم توافر قطع الغيار بالشكل المطلوب يعود لسببين رئيسيين هما: توقف الشحن الجزئي الذي كان يخفض الكثير من التكاليف، ويساهم في توفير قطع غيار السيارات من دول مختلفة وبأنواع مختلفة أيضاً.
ولكن ما حصل مؤخراً هو أن أي قطعة يريد المستورد استيرادها تحتاج إلى معاملة، كفتح إجازة استيراد التي أصبحت شروطها مكلفة كثيراً، سواء من حيث تجميد سعرها في البنك المركزي لمدة تتراوح بين 4- 5 أشهر ، أو من حيث إعادة دفع سعر البضاعة مرة ثانية عند تحويل الأموال، أو من حيث طريقة احتساب سعر الصرف للمبلغ المجمد، وكل هذا تسبب بنقص الكميات المستوردة بما لا يقل عن 60% خلال عام بعد توقف معظم العاملين في هذا المجال عن ذلك.
في حين أن السبب الثاني يعود للوضع العام وارتفاع سعر الصرف أمام الليرة السورية.
عدد محدود
وبين زرقاوي أن آلية العمل الحالية قلصت عدد الأشخاص الذين يستوردون قطع الغيار بما لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة وهذا يعني مزيداً من الاحتكار وغياب المنافسة وبالتالي ارتفاع أسعار القطع حسب زرقاوي.
وأضاف: إن آلية العمل السابقة قبل إلغاء الشحن الجزئي وفتح الإجازة كانت تتم بتكاليف أقل، حيث يمكن لطالب قطع الغيار أن يحجز مساحة محدودة في حاوية من يستورد بكميات أكبر وتصل البضاعة خلال أيام بعد اتصال هاتفي من البلد الذي سيتم الاستيراد منه سواء كان دبي أو كوريا أو الصين…الخ..بشكل يزيد العرض ومن نوعيات أفضل، ولكن ما يحصل الآن أن هنالك شحاً كبيراً في كل أنواع القطع والمواطن مجبر على القبول بالأنواع المتاحة.
حاجة كبيرة
وعن أنواع قطع الغيار التي يكثر طلبها بين زرقاوي أن هنالك طلباً كبيراً على الكثير من القطع بسبب الواقع الحالي، حيث يزداد الطلب على قطع الدوزان بسبب سوء وضع الطرقات وكثرة الحفر، وكذلك الميكانيك بسبب أنواع الزيوت المستخدمة، والصاج والطبون بسبب كثرة الحوادث.
وبين أن أكثر الأنواع المتوافرة هي الكوري والصيني وهنالك كميات بنسب أقل من الياباني والألماني.
وأشار إلى أن هنالك استيراد قطع غيار مستعملة وجديدة، وأن الطلب أكبر على المستعملة لأن تكاليفها أقل، في حين أغلب أصحاب السيارات أصبحوا يحجمون عن التصليح ويستعيضون عنه بأي طريقة بسبب تكاليفه المرتفعة.
وأن الاستيراد من دبي يأتي في الدرجة الأولى للقطع الجديدة وبما لا يقل عن 60% من المستوردات، وأن هذه الأنواع لها شريحة محدودة خاصة بعدما ارتفعت أسعارها بما لا يقل عن 100%.
وأشار زرقاوي إلى أن حل مشاكل قطع الغيار يتطلب السماح بالشحن الجزئي و إلغاء شرط التمويل، وأن أياً من الإجراءين سينعكس على تخفيض أسعار قطع الغيار بشكل لافت.
تشرين
اقرأ أيضا: صناعي: المساواة بالتقنين الكهربائي خطأ كارثي لأنه يحمّل الفقير والغني الأعباء ذاتها