سباق أمريكي – روسي شمالي سوريا.. وجولات “قسد” في دمشق من دون نتائج
أنهى وفد كردي من “الإدارة الذاتية” زيارته إلى دمشق بعد ثلاثة أيام من المباحثات مع ممثلين عن الحكومة السورية من دون تسجيل أي نتائج يمكن التأسيس عليها للوصول إلى اتّفاق بين الطرفين، في وقتٍ تكثف فيه موسكو جهودها الميدانية بما يلائم دمشق وأنقرة و”قسد”، وسط سعي واشنطن إلى إيجاد مخرج يعرقل المبادرة الروسيّة في قطع مسار المصالحة التركي – السوري.
وفي اجماعٍ بين “قسد” ودمشق على ضرورة الحفاظ على مسار الحوار بينهما، وصل وفد كردي برئاسة رئيس “هيئة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية” بدران جيا كرد، إلى دمشق قادماً من القامشلي، ووفقاً لما نقلته مصادر صحيفة “الأخبار” اللبنانية، فإن “الاجتماع كان إيجابياً بالنسبة إلى “قسد”على الأقلّ، خاصة في ظلّ التوجّه السوري الرسمي القاضي بعدم اتّخاذ خطوات إضافية في مسار التقارب مع تركيا، قبل انتزاع تعهّد بانسحاب الأخيرة من المناطق التي تحتلّها”.
وأشارت المصادر إلى أنه “على الرغم من أن اللقاءات انتهت من دون تسجيل أي خروقات جدّية يمكن التأسيس عليها، فإنه تم تأكيد تفاهمات مبدئية من مثل وحدة الأراضي السوريّة والعلم الوطني”.
ويأتي ذلك بعد تصريحات أطلقها القائد العام لـ “قسد” مظلوم عبدي، مؤكداً لموقع “المونيتور” الأمريكي أن “قسد ستوقف تنسيقها مع الأمريكيين في ملفّ قتال تنظيم “داعش”، في حال حصول هجوم تركي على أيّ منطقة من مناطق شمالي وشرقي سوريا”، متوقّعاً أن “يشن الأتراك هجوماً برّياً جديداً انطلاقاً من عين العرب شمالي حلب”.
وفي هذا الإطار، أفادت مصادر كرديّة لصحيفة “الأخبار” بعقد اجتماعٍ في مدينة عين العرب بين وفد من القوّات الروسية، وآخر من “الإدارة الذاتية”، “ناقش عدداً من الملفّات المتعلّقة بتأمين المدينة الواقعة في أقصى ريف حلب الشمالي الشرقي، والتي تقع ضمن خريطة التهديدات التركية للشمال السوري”.
وكشفت المصادر أن الجنرال ألكسندر الكوس الذي ترأّس الوفد الروسي، أبلغ ممثّلي “الذاتية” استعداد بلاده لدعم عين العرب في قطاعات الصحّة والتربية والتعليم والخدمات الأساسية، على حين ركّز الأكراد على الواقع الأمني والتهديدات التركية المستمرّة.”
كما كثّفت قوّات المراقبة الروسية المنتشرة في بلدة عين عيسى في ريف الرقة الشمالي الغربي، من تحرّكاتها اليومية على خطوط التماس، في وقتٍ يدرك فيه الروس أهمية “عين عيسى”، وضرورة حمايتها من التهديدات التركية للحفاظ على إمكانية إعادة تشغيل “M4” بما يربط “معبر اليعربية” في شرقي محافظة الحسكة بميناء اللاذقية، وكذلك تؤمّن ربط مدينة “عين العرب” ببقيّة مناطق “قسد”، وإمكانية الوصول إلى المناطق الواقعة إلى الغرب من نهر الفرات من خلال جسر “قراه قوزاك” الوحيد الذي يربط بين ضفّتَي النهر”، بحسب ما نقلته صحيفة “الأخبار”.
التحرّكات الروسيّة جاءت تزامناً مع حراك دبلوماسي أمريكي، أجراه منسّق البيت الأبيض للشؤون الأمنية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا بريت ماكغورك، في زيارة شملت الأردن والعراق، ناقش فيها مع “أربيل” سُبل التنشيط الاقتصادي لمناطق “الإدارة الذاتية”، والاستفادة من استثناءات “قانون قيصر”، على حين رجحت مصادر لموقع “آدار برس” الكردي أن يُجري ماكغورك وفريقه، زيارة لمناطق “قسد” عقب انتهاء الاجتماعات التي يعقدها المسؤول الأمريكي مع الأطراف العراقية.
وتستمر الجهود الأمريكية في إعادة تركيا إلى تفاهماتها، بعد أن لمست انخراط أنقرة في المسار الروسي عبر التقرّب من دمشق، وفي هذا السياق أشار المراقبون إلى أن اللقاء الذي جمع وزيري خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو، والولايات المتحدة أنتوني بلينكن، لم يخرج بأيّ نتائج واضحة عن الملف السوري.
وفي المقابل، نفى وزير الخارجية التركي أن تكون الولايات المتحدة فرضت أيّ شروط على أنقرة مقابل الموافقة على العملية البرّية، وذلك في معرض ردّه على أسئلة الصحافيين عن إذا ما كانت واشنطن ربطت موافقتها على تلك العملية ببيع أنقرة مقاتلات أميركية من طراز “إف 16”.
أثر برس