برنامج جديد يسهّل هجرة السوريين إلى أمريكا
أعلنت الإدارة الأمريكية في خطوة جديدة لم تشهدها البلاد منذ أربعة عقود، إطلاق برنامج لإعادة توطين اللاجئين والنازحين من جميع أنحاء العالم بالاستعانة، والذي بموجبه سيتولى مواطنون عاديون المسؤولية اللوجستية والمالية لمساعدة آلاف اللاجئين على الانتقال إلى الحياة في الولايات المتحدة.
وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية فإن إدارة بايدن دعت الأمريكيين العاديين للمساعدة في توطين اللاجئين (ومنهم السوريون) عبر برنامج جديد يُدعى “هيئة الترحيب”، حيث إن هذه المبادرة مشابهة للنموذج المستخدم في نحو 15 دولة بما في ذلك كندا والذي تم تطبيقه لسنوات عديدة واعتبره خبراء ناجحاً على نطاق واسع.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في هذا القانون يمكن أن تؤدي الاستعانة بالأمريكيين العاديين للمساعدة في توطين اللاجئين إلى زيادة كبيرة في عدد النازحين الذين أعيد توطينهم من إفريقيا والشرق الأوسط ومناطق مضطربة أخرى إضافة إلى تخفيف التكلفة على الحكومة.
وبينت أنه في عهد الإدارة السابقة (إدارة ترامب) انخفض عدد اللاجئين الذين تم الترحيب بهم في البلاد، ولم يُسمح بقبولهم سواء داخل الولايات المتحدة أو خارجها، في حين ذكر مسؤولون كبار في وزارة الخارجية أن تعزيز برنامج اللاجئين الأمريكي وتحديثه وتوسيعه جزء من الأجندة الأوسع للإدارة.
البرنامج الجديد الذي أعلن عنه أيضاً وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن سيمكّن الأمريكيين من رعاية اللاجئين ودعم إعادة توطينهم بشكل مباشر، كما سيُحدث فرقاً من خلال الترحيب بهم ومساعدتهم على تحقيق إمكاناتهم الكاملة واصفاً إيّاه بأنه “أجرأ ابتكار في مجال إعادة توطين اللاجئين منذ أربعة عقود”.
تفاصيل البرنامج الجديد
من ناحيتها قالت مساعدة وزيرة الخارجية لمكتب السكان واللاجئين والهجرة في وزارة الخارجية “جوليتا فالس نويز”: إن إدارة الرئيس الأمريكي “جو بايدن” ستعيد بناء الدعم العام الواسع لبرنامج إعادة توطين اللاجئين وتسريع وصولهم، حيث يجب على المجموعات المكوّنة من 5 أشخاص على الأقل ممن يرغبون في رعاية عائلة لاجئة جمع ما لا يقل ألفين و275 دولاراً لكل لاجئ للمشاركة في البرنامج.
وتابعت أنه في السنة الأولى يهدف البرنامج لحشد ما لا يقل عن 10 آلاف أمريكي لمساعدة ما لا يقل عن 5 آلاف لاجئ، ثم سيتم توسيع نطاق البرنامج لجعله سمة دائمة لنظام اللاجئين حيث من المتوقع وصول الدفعة الأولى الذين سيساعدهم كفيل خاص في شهر نيسان / أبريل العام الحالي.
إلى ذلك أكد “ساشا تشانوف” الرئيس التنفيذي لمؤسسة ريفيوج بوينت، (منظمة غير ربحية تساعد اللاجئين لإعادة توطينهم)، أن هذا البرنامج ليس حلاً سحرياً لكن وضع الرعاية في أيدي الأمريكيين بشكل مباشر يمكن أن يزيد بشكل كبير من القدرة على الترحيب باللاجئين.
وأضاف أن برنامج إعادة التوطين للاجئين يمكّنهم من التقدم للحصول على الجنسية بعد خمس سنوات، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة جلبت أكثر من 3.2 ملايين شخص منذ إقرار قانون اللاجئين عام 1980، وأغلبهم أصبحوا مواطنين الآن.
شروط التقدّم
وفق البرنامج الجديد يُشترط وجود (5) كفلاء على الأقل يحملون الجنسية الأمريكية ومبلغ 2275 دولاراً لكل لاجئ، كما يتم التقدم في الإنترنت عبر موقع “welcomeecorps.org”، إضافة إلى ذلك لن يحصل الكفلاء على أموال حكومية.
وفي حال توفر الشروط فيهم سيكونون مسؤولين عن تقديم المساعدة الأساسية للاجئين خلال الأشهر الثلاثة الأولى لهم بأمريكا في حين تتضمن المساعدة العثور على سكن وعمل وتسجيل الأطفال في المدارس وربط اللاجئين بالخدمات الأساسية في المجتمع الأمريكي.