“المهمة الأصعب في العالم”.. من يقود منتخب البرازيل؟
حسن زين الدين
في الوقت الذي عادت فيه المنافسات إلى ملاعب كرة القدم العالمية بعد نهائيات كأس العالم 2022، فإن منتخب البرازيل لا يزال حتى الآن من دون مدرب.
بعد خروج “السيليساو” من ربع نهائي المونديال بخسارته أمام منتخب كرواتيا بركلات الترجيح استقال المدرب السابق تيتي من منصبه. جاءت هذه الاستقالة كنتيجة غير مفاجئة للهدف الذي كان يضعه المنتخب البرازيلي بالتتويج بلقب كأس العالم للمرة الأولى منذ عام 2002 أو على الأقل الوصول إلى المباراة النهائية.
هكذا طوت البرازيل صفحة تيتي الذي كان وصل أيضاً إلى ربع نهائي كأس العالم 2018 في روسيا كما خسر في ملعب “ماراكانا” التاريخي في ريو دي جانيرو نهائي بطولة “كوبا أميركا” 2021 أمام منتخب الأرجنتين بنتيجة 0-1، وها هي تستعد لبدء صفحة جديدة مع مدرب جديد.
مدرب من خارج البرازيل
وبعد الاستقالة قرر الاتحاد البرازيلي لكرة القدم تعيين مدرب لـ “السيليساو” من خارج البرازيل للمرة الأولى في تاريخ البلاد. بالتأكيد فإن اتخاذ هذا القرار لم يكن سهلاً في بلاد الكرة الأولى في العالم والتي أنجبت الأساطير، لكن غياب الأسماء التدريبية البارزة في البرازيل فرض نفسه، بالإضافة إلى السعي للاستفادة من أفكار مدربين معروفين عالمياً بعد فشل تجربة تيتي لأعوام؛ وهذا الأمر ليس استثنائياً إذ سابقاً، على سبيل المثال، فإن الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم قام بالاستعانة باسم كبير هو الإيطالي فابيو كابيللو لتدريب منتخب إنكلترا.
أسماء عديدة
بعد قرار الاتحاد البرازيلي بدأ الحديث عن الكثير من الأسماء بين مدربين لا يقودون أي فرق أو منتخبات حالياً أو آخرين يشرفون على فرق. حُكي بالدرجة الأولى عن الإيطالي كارلو أنشيلوتي والبرتغالي جوزيه مورينيو والألماني توماس توخيل والأرجنتينيين ماوريتسيو بوكيتينو ومارسيلو بييلسا ومارسيلو غاياردو والإسباني لويس إنريكيه.
اللافت أنه رغم أن هذا المنصب هو لتدريب منتخب مثل البرازيل فإن البعض لم يوافق فيما تبدو أن ثمة عوائق أمام آخرين.
بالتأكيد هنا فإن مسألة تدريب منتخب مثل البرازيل تبدو غير سهلة بتاتاً نظراً لتاريخ هذا المنتخب وطموحاته الكبيرة بالتتويج بالألقاب خصوصاً أنه لا يزال من دون لقب في المونديال منذ عام 2002.
بالنسلة لأنشيلوتي، فإنه لم يوافق على الحصول على هذا المنصب معتبراً أنه يريد إكمال مشواره مع ريال مدريد الإسباني، وكذا الحال مع مورينيو وفريقه روما الإيطالي.
أما بالنسبة لتوخيل فإن هذا المدرب لم يخف رغبته في تدريب الفرق وخصوصاً في إسبانيا سواء برشلونة أو ريال مدريد وهو بالفعل يتعلم اللغة الإسبانية حالياً.
أما مسألة تدريب مدرب أرجنتيني منتخب البرازيل فتبدو صعبة لناحية المنافسة الأزلية بين الكرتَين البرازيلية والأرجنتينية في أميركا الجنوبية.
هل إنريكيه “الأوفر حظاً”؟
يبقى هنا خيار لويس إنريكيه الذي تحدثت تقارير صحافية في الآونة الأخيرة أن حظوظه تبدو كبيرة لتدريب منتخب البرازيل، وهي مسألة لا تبدو مستبعدة وذلك لاعتبارات عديدة منها أن الكرة الإسبانية تبدو قريبة للكرة البرازيلية كما أن اللغة يمكن أن تسهل مهمة إنريكيه في البرازيل، أضف إلى أن الكثير من اللاعبين البرازيليين عرفوا التألق في الكرة الإسبانية على غرار روماريو ورونالدو وريفالدو وروبرتو كارلوس ونيمار، وحالياً فينيسيوس جونيو ورودريغو أي أنه من السهولة أن يتأقلم هؤلاء مع أفكار مدرب إسباني على غرار نيمار الذي عمل سابقاً مع إنريكيه نفسه وقادا مع النجمَين الأرجنتيني ليونيل ميسي والأوروغوياني لويس سواريز برشلونة للتتويج بلقب دوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني، فضلاً عن أن إنريكيه يعتمد أسلوب اللعب الهجومي القريب لأسلوب البرازيل.
يبقى إذاً معرفة أي مدرب سيقود المنتخب البرازيلي في الفترة المقبلة وإن كان هذا المدرب سيكون إنريكيه، لكن بالتأكيد فإن الشخص المعني والمعيّن سيكون أمام مهمة كبرى وحمل ثقيل.. فهذا منتخب البرازيل.
الميادين