الجمعة , نوفمبر 22 2024
الجلالي: سوق العقارات في سورية يتميز بظاهرة خاصة عن دول الجوار

الجلالي: سوق العقارات في سورية يتميز بظاهرة خاصة عن دول الجوار

كثيرٌ منا يلاحظ وجود أبنية قيد الإنشاء أو مناطق عقارية داخل المحافظات يتم الاستعداد والتخطيط لوضع حجر الأساس لها من أجل تنظيم سكني جديد يبدأ ولا يحدد موعد لانتهائه. في حين أن هذه العملية تغيب عن المناطق التي تعرضت للدمار خلال فترة الحرب

وفي كل بناء على الهيكل أو العظم نجد عدد من الأسر التي تقطن في شقة ضمن البناء، وإلى هذا اليوم لم يتم العمل على ترميمها أو إعادة بنائها.

ظاهرة خاصة بسورية

صحيفة سنسيريا توجهت بالسؤال للخبير الاقتصادي في المجال الهندسي محمد الجلالي حول وجود إحصائيات وأرقام واضحة ودقيقة لحجم العقارات سواء كانت بيوت منفردة أو أبنية ما تزال على الهيكل أو العضم منذ سنوات ولا يوجد معلومات عن موعد الانتهاء منها؟ حيث قال “لا أعتقد بوجود بيانات دقيقة وتفصيلية حول عدد هذه العقارات وحجم هذه الظاهرة، حيث أن سوق العقارات السوري يتميز عن غيره من الأسواق في الدول المجاورة وفي العالم بهذه الظاهرة، ويمكن إعادتها لعوامل اقتصادية عامة، وعوامل تتعلق بسوق العقار بشكلٍ خاص”.

وفي جميع الحالات فإن هذه الظاهرة تشير إلى مشكلة تتعلق بتراكم الموارد الاقتصادية دون توجيهها إلى استثمارات أكثر جدوى، وإلى مشكلات بيئية تتعلق بتراجع الغطاء الأخضر النباتي دون عائد اقتصادي ملموس منها كونها موارد معطلة. والعقارات الفارغة في سورية ليست حكراً على العقارات التي هي على الهيكل وإنما هناك عقارات جاهزة للسكن مغلقة وغير مستثمرة.

صعوبات التمويل

واستكمالاً لما سبق، نجد أن الكثير من الأبنية السكنية لم تنتهي إلى هذا اليوم سواء كانت في القطاع العام أو الخاص، حيث أوضح الجلالي أن هناك عدة أسباب في تأخر إنهاء تلك المشاريع، ويمكن في الظروف الحالية القول أن السبب هو التضخم وانخفاض القدرة الشرائية لليرة السورية، وهذا يؤدي إلى ارتفاع تكاليف البناء، ويجعل تمويلها أكثر صعوبة، حيث يتجه المستثمرون إلى زيادة الإنفاق على الاستهلاك، وتعاني الجمعيات السكنية من زيادة المبالغ المطلوبة من المشتركين فيها، مع ثبات دخولهم، وهذا يؤدي بالضرورة إلى تأخر مشروعات البناء والتشييد.

أزمةٌ واضحة

ويشير الخبير العقاري إلى أن تحسن السوق العقاري مرتبط بتحسن الوضع الاقتصادي العام وهذا ما نأمله جميعنا، إذ تتصف صناعة البناء والتشييد بأَّنها من أكثر الصناعات تأثراً بالمتغيرات الاقتصادية، وهذه المشروعات تحتاج لفترات زمنية تطلبها الطبيعة الخاصة لها، فإن تم الانتهاء من تشييدها في وقت قريب سنحصل على نتيجة مذهلة، أما في حال طالت المدة الزمنية في تنفيذها، فبرأيي سنحصل على المزيد من العقارات الفارغة.

للهرب من الإيجارات

وبات ملاحظاً وبكثرة وجود أعداد من العائلات المقيمة في بيوت أو أبنية قيد الإنشاء وغير مجهزة، حيث يقومون بوضع الأغطية على المداخل والنوافذ واستخدام أقل المواد تكلفة وذلك هرباً من الأرقام المرتفعة للإيجارات، وهنا يبينّ الجلالي بأنه لو كانت هذه الأبنية ضمن القطاع العام فيمكن إيجاد نسبة متباينة لعدد هذه الأسر، ولكن في حال كانت في القطاع الخاص، فمن الصعب جداً إحصاء رقم لهذه العائلات وما تشكله من نسبة الأبنية الغير جاهزة ولكنها مسكونة!.

نغم زاهر حمدان – سنسيريا

اقرأ أيضا: حتى لا يصبح ستر الحال من المُحال