إذا سألت أي موقع للتصفح بالإنترنت، خصوصاً Google الشهير، عن صخرة الروشة الشهيرة كمعلم سياحي في بحر بيروت، فستقرأ أنها ظهرت للوجود “بسبب عدة زلازل قوية ضربت بحر بيروت الغربي في القرن الثالث عشر”، بحسب ما تذكر معظم الكتابات عن الصخرة من دون مصدر واضح.
وعبارة “بسبب عدة زلازل قوية” هي كلام غير دقيق تماماً، لأن ما حدث في العاصمة اللبنانية قبل 8 قرون، كان “تسوناميات” واجتياحات أمواج عملاقة وعنيفة، مرت على جزر صغيرة ودمرتها مع ما كان قرب الشاطئ من صخور، ولم تصمد إلا بقية، هي ما أصبح “صخرة الروشة” حالياً.
وامتدت ضربات ذلك المد “التسونامي” البحري، إلى أجزاء واسعة من سواحل سوريا وقبرص ولبنان وفلسطين، وشملت قسماً من ساحل الشمال المصري على المتوسط، وفقاً لما تلخص “العربية.نت” مقتطفات قرأتها متناثرة بتقارير عدة، عن يوم زلزلت الأرض زلزالها بواحد هائل حدث في 20 مايو عام 1202 ميلادية بسوريا.
وقدرت بعض المصادر قوة ذلك الزلزال “بنحو 9 درجات على مقياس ريختر” وبأنه قتل مع مجاعات وأوبئة خلفها أكثر من مليون و100 ألف إنسان في سوريا الحالية ولبنان وفلسطين والأردن ومصر، مسجلاً بفظاعته أكبر وأشرس مجزرة طبيعية حلت بالعرب طوال تاريخهم المدوّن للآن، فيما لو صحت المعلومات الواردة بشأنه، برغم أن زلازل أخرى قتلت مئات الآلاف، إلا أن العلماء مجمعون بأن زلزال 1202 بالذات هو الأشد والمسبب أكثر من سواه بالموت.
أكثر من 30 ألف قتيل مرة واحدة
كانت كارثة “ليس لها مثيل، وتمثلت بوقوع الزلزال متمركزاً إلى الجنوب الغربي من سوريا حالياً” طبقاً لما ورد بموقع ArabiaWeather المتتبع سجلات تاريخية، ورد فيها أن مدينة صور في أقصى الجنوب الساحلي اللبناني، إضافة لمدينتي عكا ونابلس بفلسطين، شهدت دماراً شديداً ذلك الوقت، حيث تذكر عدد من المصادر أن الزلازل استمرت تحدث باستمرار بين 1201 إلى 1202 ميلادي” وشمل تأثيرها بلاد الشام ومصر، وشعر بها سكان أرمينيا وتركيا وجزيرة صقلية الإيطالية في البحر الأبيض المتوسط.
أما قتلى الزلزال الذي حدث فجراً، وسبقه اثنان في صيف 1201 بسوريا أيضاً، فكان أكثر من 30 ألفاً مباشرة. إلا أن ما تبعه من حدوث مجاعات مرفقة بانتشار أمراض وأوبئة في المناطق المنكوبة، إضافة لتزامن حدوثه مع فيضان نهر النيل في مصر، حيث دمر المحاصيل الزراعية وتسبب بفشل أنظمة إيصال الغذاء للناس، تسبب بموت مئات الآلاف على مراحل.
يذكر داني عازار، أستاذ علم الجيولوجيا في كلية العلوم بالجامعة اللبنانية، أن ما يسميه العلماء “فالق اليمونة” الممتد على طول سلسلة جبال لبنان الغربية، كان المسؤول عن زلزال 1202 ببلاد الشام، كما وزلزال 1759 فيها أيضاً، والذي دمر 3 أعمدة من أصل 9 من معبد “جوبيتير” في قلعة بعلبك” على حد ما نقلت عنه وسائل إعلام لبنانية في اليومين الماضيين.
العربية نت
اقرأ أيضا: طرطوس: رافعة عائمة سعرها 10 ملايين يورو تغرق و المحاولات مستمرة لتعويمها