الخميس , نوفمبر 21 2024

تحقيق دولي: قراصنة إسرائيليون تدخّلوا في انتخابات عشرات من دول العالم

تحقيق دولي: قراصنة إسرائيليون تدخّلوا في انتخابات عشرات من دول العالم

كشف تحقيق صحافي دولي شاركت فيه عدة صحف عالمية، عن مجموعة قرصنة إلكترونية إسرائيلية، مهمتها التدخّل في حملات الانتخابات السياسية في عشرات من دول العالم.

وبحسب التحقيق، الذي نشر في “الغارديان” البريطانية، فإنّ “المجموعة المعروفة باسم “فريق خورخي” تعمل بالخفاء منذ أكثر من عقدين”، وشمل التحقيق تصوير محادثات بكاميرا سرية، تحدّث خلالها ضابط الأمن الإسرائيلي السابق تال حنان أنّ خدماته، التي وصفها بأنها “عمليات خاصة”، أعطيت لوكالات استخبارات، وحملات سياسية وشركات خاصة في كل أنحاء العالم، وكانت بهدف واحد وهو التأثير في الرأي العام.

إضافة إلى ذلك، يتضح من التحقيق أن “حنان” يقدم خدماته عن طريق شركة إسرائيلية يطلق عليها “دمو-من”، وهي مسجلة في موقع تديره وزارة الأمن الإسرائيلية، بهدف تعزيز تصدير المنتجات الأمنية إلى العالم، بينما رفضت وزارة الأمن الإسرائيلية التعقيب على التحقيق.

المحادثات مع “حنان”، التي تمّ تسجيلها من خلال الكاميرا الخفية، جرت خلال الأشهر ما بين تموز/يوليو حتى كانون الثاني/ديسمبر من العام الماضي، بينها كان في مكتب الفريق في المنطقة الصناعية في مستوطنة “موديعين عيليت”.

ووصف “حنان” أنّ طاقمه “يضمّ أشخاصاً عملوا في وكالات أمنية إسرائيلية مع خبرة في الاقتصاد، في شبكات التواصل والحملات وكذلك الحرب النفسية”، وقال إنّ “الفريق يمتلك 6 مكاتب في أنحاء العالم”، مشيراً في محادثاته إلى شقيقه زوهار ودوره في العمل.

وأضاف، للصحافي الذي كان يتحدث معه ويحمل كاميرا خفية، أنّ فريقه “هذه الأيام يشارك في حملة انتخابية في أفريقيا”، مؤكداً أنه “استكمل حتى الآن 33 حملة انتخابية، 27 منها كانت ناجحة”.

ومع ذلك، قال حنان إنّ طاقمه “لم يكن متورطاً بصورة مباشرة في السياسة الأميركية”، وأوضح أنّ “الدفع كان عن طريق العملات المشفرة”، وقال إنّ “تكلفة تشغيل فريق لمصلحة حملة انتخابية يتراوح بين 6 حتى 15 مليون يورو”.

كما يشير التحقيق إلى كيفية عمل “فريق خورخي”، إذ يتفاخر “حنان” بأنّه “يسيطر على أكثر من 30 ألف صورة حساب”.

وعرض “حنان” للمحققين طريقة إنشائه حساباً باسم شخصية امرأة تدعى “صوفيا وايلد”، وقال “أنا أحب هذا الاسم.. بريطاني.. لديها بالفعل حساب بريد إلكتروني، وتاريخ ميلاد. كل شيء”، وكلّ العملية يقوم بها برنامج يعتمد الذكاء الاصطناعي بإشراف المتحكم فيه.

وكشف التحقيق أنّ الفريق استخدم صوراً لأشخاص حقيقيين لإنشاء حسابات مزيفة، وفي حالة “صوفيا وايلد” تلك، اتضح أنّ المرأة التي استخدمت صورتها هي من أصل روسي وتعيش بالفعل في مدينة ليدز في المملكة المتحدة.

ورداً على سؤال أحد المحققين عن كيفية حصوله على كل تلك الصور لأشخاص حقيقيين، ردّ “حنان” بأنّه “لا يستطيع أن يكشف له عن مصدر تلك الصور”، قائلاً له إنه “سيصبح من الواجب أن يقتله إن أخبره بذلك”.

الغارديان