بعد حادث الزلزال الكارثي الأخير الذي حصل في سوريا، مخلفاً عدداً من الأرواح والخسائر المادية والبشرية في 4 محافظات؛ لم ترَ بعض الأسر ملجأ لها إلا أن تأتي إلى دمشق بحثاً عن الأمان والاستقرار من جهة؛ ولأن مراكز الإيواء مزدحمة فبعضهم لم يتعودوا على ذلك من جهة أخرى.
أبو أحمد من محافظة جبلة قال لـ”أثر”: “وصلت البارحة مساءً أنا وعائلتي إلى دمشق، وبدأت صباحاً مع أحد أقاربي بالبحث عن منزل يأوينا أنا وعائلتي المكونة من أربعة أبناء وزوجتي وأمي العجوز؛ فبعد الزلزال لم نعد نملك شيئاً سوى الملابس التي نرتديها (تَعبنا راح بلمح البصر) لذلك نحن مضطرين لاستئجار منزل ولو كان نصف مفروش وليس بفرش كامل لكني تفاجأت بالأسعار التي لم أكن أتوقعها، فإيجار المنزل بنصف كسوة يصل إلى 350 ألف ليرة سورية (والمقصود بنصف كسوة) أي سرير واحد و”صوفاية” واحدة وفرشة وأدوات مطبخ بسيطة، والمنطقة في المزة 86 (مخالفات وليس نظامي)”، مضيفاً: “جئنا من تحت الدلف لتحت المزراب”.
لذلك وبحسب أبو أحمد فإنه مضطر للبقاء عند أقاربه ريثما يتم تأمين مسكن يناسب دخله ويبحث عن عملٍ إضافة لراتبه التقاعدي ليتمكن من دفع إيجار المنزل الذي سيأويه.
أما أبو خليل الذي اضطر أيضاً هو الآخر القدوم إلى مدينة دمشق بعد أن خسر بيته الذي كان يأويه، قال لـ”أثر”: “فترة إقامتي ستكون مؤقتة؛ لأنني لا أحب أن أترك مدينتي (جبلة) فروحي معلقة بها”، متفائلاً بأنه سيعيد بناء منزله وسيعود إليه في أقرب وقت.
أبو خليل الذي فقد زوجته في الزلزال وبقي مع أبنائه الثلاثة يعيش ألم الفراق ولمة الأسرة، أضاف لـ “أثر”: “الحمد لله على كل حال ولا اعتراض على حكمه، أستأجر منزلاً صغيراً في منطقة (عش الورور) بـ150 ألفاً؛ فصاحب المنزل ترأف بأحوالي وخفض لي الإيجار علماً أن أرخص سعر للإيجار هو 200 ألف ل.س”.
من جانبه، أبو جهاد صاحب مكتب عقاري وصف حالة الأسر التي تأتي بـ”المنكوبة”، مضيفاً لـ”أثر”: “عدداً من أصحاب المنازل أجّرت بيوتها بأسعار رمزية وأسر أخرى تبرعت بمنزلها للأسر المنكوبة لمدة ثلاثة أشهر من دون مقابل؛ ولكن جميعنا يعرف الأوضاع الحالية فمن لديه منزل للإيجار معنى ذلك أنه بانتظار دخل آخر يعيش به”.
ويرى أبو جهاد أن الأسر التي تأتي من جبلة واللاذقية وحلب هي عائلات منكوبة يجب أن نتعامل معها بخصوصية.
وفي السياق نفسه، أوضح عضو المكتب التنفيذي في محافظة دمشق قيس رمضان لـ”أثر” أن عدداً كبيراً من الأسر جاؤوا إلى دمشق ومناطق أخرى بحثاً عن الأمان لمن تبقى من أسرهم بعد أن فقدت نصف العائلات أبنائها في هذا الزلزال.
وأشار إلى أن المحافظة مستعدة للتعاون مع هذه الأسر، قائلاً: “من لا يستطيع الإيجار أو بصورة أدق من وجد إيجار المنزل مرتفعاً في منطقة معينة يمكن أن نرسله إلى منطقة تكون أرخص نوعاً ما، أما أن نفرض على صاحب العقار تخفيض مبلغ الإيجار فليس لنا سلطة؛ لأنه صاحب العقار والملكية له”.
وختم رمضان كلامه قائلاً لـ”أثر”: “كل حالة من الحالات التي يمكن أن تُراجع المحافظة من المحتمل أن يكون لها تعامل خاص كالمرض أو عدم توفر السيولة النقدية كل هذه الحالات وما سواها سيتم معالجتها والتعامل معها بخصوصية تامة”.
المصدر: اثر برس
اقرأ أيضا: لجنة السلامة العامة بريف دمشق ترصد 27 بناءً متصدعاً في حرستا حتى الآن