الذخيرة الأوكرانية في طريق النفاذ.. الناتو يستنجد للمساعدة!
بعد قرابة عام على الحرب الأوكرانية، خلط الأوراق العسكرية وضبطها مستمر بين الجانبين الروسي والأوكراني، أن كان على مستوى المخزون أو على مستوى خارطة السيطرة، مع محاولات دولية لجلوس الطرفين على طاولة المفاوضات، وأخرى غربية ترفد الجانب الأوكراني بالأسلحة النوعية مع رغبة أوكرانية بالمزيد والنوعي بشكل منقطع النظير.
ويطلب الأوكرانيون باستمرار ذخائر وأسلحة من الغرب، لكن هذا الدعم قد يصل بسرعة إلى حدوده القصوى، وهذا ما يبدو أنه حصل واستنبطنه إعلان واشنطن، تخصيص مليار دولار لزيادة إنتاج القذائف المدفعية المخصصة للحرب الأوكرانية.
وكشفت الولايات المتحدة الأمريكية، عن خطط لتعزيز إنتاجها من القذائف المدفعية، خصوصاً تلك التي تستخدمها القوات الأوكرانية حالياً في مواجهة القوات الروسية.
وقال الجيش الأمريكي: إن شركتين ستتنافسان للفوز بالعقد الذي تبلغ قيمته 993.7 مليون دولار، لإنتاج ما بين 12 إلى 20 ألف قذيفة إضافية شهرياً.
ولا يعتبر العقد الأول من نوعه المخصص للحرب الأوكرانية، فلقد سبق أن منحت واشنطن عقداً بقيمة 522 مليون دولار لشركتين لإنتاج الذخائر نفسها، في صفقة ممولة من “مبادرة المساعدة الأمنية لأوكرانيا” التابعة لوزارة الدفاع “البنتاغون”.
من جانبه، حذر ينس ستولتنبرغ، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، من خطر نفاد الذخيرة وقطع غيار الأسلحة لدى كييف والغرب في الحرب الأوكرانية، وذلك في وقت قال فيه إن موسكو تتأهب لـ”جولات أخرى من الحرب”.
ودعا ستولتنبرغ الدول الأعضاء بالحلف، إلى تزويد كييف بالأسلحة التي تحتاجها “للفوز بهذه الحرب”، معتبراً أنه “لا بوادر على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستعد للسلام، ما نراه أنه يستعد لهجمات وجولات جديدة من الحرب”.
وأضاف: “أصبحت هذه الحرب حرب استنزاف طاحنة، وبالتالي فهي أيضا معركة لوجيستية، أمام الحلفاء مهمة كبيرة ليتمكنوا من توفير الذخيرة والوقود وقطع الغيار اللازمة”.
ولفت إلى أن “الحرب في أوكرانيا تستهلك كميات مهولة من الذخيرة وتستنزف مخزونات أعضاء الحلف”، موضحاً أن “المعدل الحالي لاستهلاك الذخيرة في أوكرانيا أعلى بمراحل من معدل إنتاجنا الحالي”.
وجاءت تحذيرات المسؤول العسكري بالتزامن مع تعهد ألماني ورد حينها على لسان وزير الدفاع بوريس بيستوريوس، بزيادة إنتاج الذخيرة لمدافع غيبارد المضادة للطائرات والتي سبق أن سلمتها برلين لأوكرانيا.
وبحسب قراءات خبراء، تواجه أوكرانيا خطر نفاد ذخيرتها من ذلك قذائف المدفعية عيار 155 ملم، في نتيجة تعتبر بديهية بالنسبة لبلد تطلق قواتها بمعدل 5 آلاف قذيفة في اليوم.
كما أن زيادة وقت انتظار طلبيات الذخيرة من عام إلى 28 شهراً فاقم الضغوط لدى كييف، خصوصاً في ظل صعوبات تواجهها شركات الأسلحة لمواكبة الطلب، ما يعني أن الحل الوحيد يكمن حالياً فيما يمكن أن يوفره الحلفاء.
لكن حتى دعم الحلفاء قد يصل حدوده القصوى مع ارتفاع جرس الإنذار من الضغط الذي يمثله الدعم لكييف على مخزونات جيوش الدول الأعضاء بالناتو، وهذا ما فجر الغضب والاستياء.