الجمعة , نوفمبر 22 2024
متى ستتوقف الهزات الارتدادية في تركيا وسوريا؟

متى ستتوقف الهزات الارتدادية في تركيا وسوريا؟

الهزات الارتدادية هي عبارة عن سلسلة زلازل صغيرة أو لاحقة تعقب الزلزال الرئيس، وفقًا لخبراء، حيث أصبحت حديث الناس في تركيا وسوريا، متسائلين متى ستتوقف هذه الهزات؟

وتتعرض المناطق التركية والسورية المنكوبة التي ضربها الزلزال المدمر في السادس من فبراير الجاري، لهزات ارتدادية بشكل يومي، إلا أن أعنفها كان مساء الاثنين، في محافظة هاتاي التركية بقوة 6,4 درجة، فضلاً عن بضع مدن سورية أخرى منها اللاذقية وحلب وحمص وغيرها، أدت لخسائر بشرية ومادية باهظة.

ولكن تُثار تساؤلات كثيرة بشأن تحديد مكان الهزات الارتدادية، وكيفية حدوثها، ومدى خطورتها في سوريا وتركيا، اللتين تتعرضان حاليًّا لسلسلة من الزلازل والهزات الارتدادية مخلّفة عشرات الآلاف من الضحايا في البلدين.

ويحاول متخصصون في رصد الكوارث الطبيعية تحديد المدة التي تستغرقها الهزات الارتدادية، وما إذا كانت ستتوقف في وقت محدد أم لا، مقدمين نصائح لتجنب هذه الهزات، قدر الإمكان، رغم أنه من الصعوبة بمكان التكهن بالكيفية الحقيقية التي تسير بمقتضاها هذه الكوارث.

ما الهزات الارتدادية؟

يقول الدكتور محمد داود، رئيس قسم الزلازل في “المعهد العالي للبحوث والدراسات الزلزالية” بجامعة دمشق، إن “الزلازل اللاحقة أو كما تُسمى الارتدادية، هي زلازل تأتي بعد الزلازل التي يتجاوز قدرها 6 درجات”.

ويضيف الاختصاصي في علم الزلازل لـ”إرم نيوز”: “تتصف هذه الزلازل اللاحقة دائمًا بأنها أقل قيمة من الزلزال الرئيس، إلا أنها تثير انتباه الباحثين بشكل متزايد كلما كان الزلزال الرئيس ذا قدرة تدميرية أكبر وأقل عمقًا، لأنها تعتبر المؤشر الأهم على تراجع قيمة الطاقة المختزنة في البنية الجيولوجية المولدة للزلزال الرئيس، وبالتالي تعطي نوعًا من الاطمئنان بأن الحدث الأسوأ قد مرّ بسلام وانتهى”.

وتشير إحصائيات مراكز رصد الزلازل إلى أن المنطقة شهدت نحو 4000 هزة ارتدادية منذ وقوع الزلزال في تركيا سوريا.

الدكتور محمد داودرئيس قسم الزلازل في المعهد العالي للبحوث والدراسات الزلزالية بجامعة دمشق

كيف تحدث الهزات الارتدادية؟

ووفقًا للدكتور محمد داود، “تحدث الزلازل الارتدادية كنوع من إعادة التوازن المختل نتيجة حدوث الزلزال المدمر، وتكون قيمة القدر الزلزالي المحسوبة لها في تناقص مع الزمن، ويمكن أن تستمر لعدة أسابيع بعد الزلزال الرئيس”.

ويؤكد أن هذه الهزات “يمتد انتشارها على مساحات واسعة، خاصة إذا كان الزلزال الرئيس يقع على حدود بضع صفائح تكتونية، كما هي الحال في زلزال تركيا”.

ما خطورة الهزات الارتدادية في سوريا وتركيا؟

وتتمثل خطورة الزلازل اللاحقة أو الهزات الارتدادية في “كونها تصيب المنشآت من جديد، بعد أن تعرضت للاهتزاز العنيف وتصدعت أو تشققت من الزلزال الرئيس ولكنها لم تنهر، لذلك قد يكون ضررها كبيرًا جدًّا على تلك المنشآت، عندها يجب ألا يعود الناس إلى منازلهم قبل أن يتم الكشف الهندسي عليها وتأكيد إمكانية العودة لتلك المنازل”.

متى ستتوقف الهزات الارتدادية؟

وهذا السؤال هو من أكثر الأسئلة ورودًا في تركيا وسوريا، فيما لم يعد المنزل مأوى آمنًا لهم على الإطلاق.

ويقول الدكتور محمد داود: “لا تتوقف الزلازل الارتدادية حتى يعود مستوى النشاط الزلزالي في المنطقة المدروسة إلى مستواه الاعتيادي لما قبل حدوث الزلزال الرئيس، ويتم تأكيد ذلك من خلال مراكز الرصد الزلزالي، كما تستخدم قياسات الأقمار الصناعية لتغيرات سرعة الحركة الدائمة للقشرة الأرضية والتأكد من عودتها لما كانت عليه قبل الكارثة”.

وتشير مراكز رصد إلى أن بعض الزلازل تخلّف هزات قد تستمر لعدة أسابيع، أو شهور لا يمكن تحديدها على وجه الدقة.

نصائح لتجنب الهزات الارتدادية

عادة ما تنصح مراكز رصد الزلازل ووزارات الصحة والجهات المعنية المواطنين باتباع إجراءات وتدابير معينة للحد من الزلازل أو للحماية منها، قدر الإمكان، مثل: الاستلقاء والتحصن بأجسام قوية أو الهروب إلى ساحات فارغة وعدم استخدام المصاعد الكهربائية، وغيرها، ويقول رئيس قسم الزلازل في جامعة دمشق محمد داود إنه “لا توجد طريقة لتجنب الأثر التدميري للزلازل الارتدادية إلا من خلال الكشف الهندسي الدقيق للمنشآت وتحديد درجة ثباتها، وعدم السماح للعامة بالعودة إليها إلا إذا كانت آمنة هندسيًّا”.

اقرأ أيضا: هزات في بيروت ونينوى وجنوب تركيا و زلزال في إيران