الخميس , نوفمبر 21 2024

ضياع ٣٠٠٠ طن سكر في شركة سكر تل سلحب.. تقرير تفتيشي يتهم الأرض والمُزارع والمعمل !!

ضياع ٣٠٠٠ طن سكر في شركة سكر تل سلحب.. تقرير تفتيشي يتهم الأرض والمُزارع والمعمل !!

إسماعيل عبد الحي:
دخان أسود دلَّ على كلِّ ذلك الخلل في تصنيع الشوندر السكري في معمل شركة سكر تل سلحب للموسم الزراعي 2021/2022 ، وإنّ تسرعاً في اتخاذ قرار التشغيل أدى إلى فاقد قدره ثلاثة آلاف طن سكر كان يمكن أن تسهم في سدّ فجوة من حاجة السوق المحلية.
يبدو أن تأخر الزراعة نتيجة تأخر وصول البذار وما أصاب المحصول من فطريات وعفونة عدا عن الصقيع لمساحات مزروعة، له دور في مشكلة الفاقد وسوء التصنيع، وهو ما أكده التقرير التفتيشي الأخير للجهاز المركزي للرقابة المالية بهذا الخصوص.

وكشف التقرير الخلل الحاصل بدءاً من الدورة التشغيلية للمعمل في الشركة وكل ما يتعلق بأعمال الصيانة وتجهيز المعمل مروراً بتأمين كادر التشغيل والعمال بعد توقف سبع سنوات للمعمل وانتهاء بالعملية الإنتاجية وتدني مردودية الشوندر السكري وانخفاض كميات السكر المنتجة التي بلغت 2029 طناً، بتكلفة 6 ملايين و237 ألف ليرة للطن الواحد، وبعدها بيعت الكمية كلها بمبلغ 7 مليارات و 744 مليون ليرة، ما يبيّن ارتفاع تكلفة الإنتاج كنتيجة لانخفاض كميات الشوندر الموردة مع ارتفاع لتكاليف الخامات المساعدة وتردي وضع الآلات الصناعية .
وأشار التقرير إلى أن أسباب تدني المردود تعود إلى عوامل ذات منشأ زراعي كانخفاض المساحة المزروعة فعلياً عن المساحة المخططة للزراعة والبالغة 6700 هكتار، ولكن تم التعاقد مع المزارعين على 4385 هكتاراً فقط بكمية متوقعة من الشوندر السكري بلغت حوالي 263 طناً وبمعدل 60 طناً للهكتار الواحد.
إلّا إنّ ما حدث، فقد تمت زراعة 3122 هكتاراً فقط وكانت كمية الشوندر المستلمة 59 طناً، ووفقاً لكتاب الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب بلغت الأراضي المتضررة 1283 هكتاراً، أما الأراضي السليمة للزراعة فقد بلغت 1836 هكتاراً، ومن ملاحظة التوريد الفعلي فإن 27% فقط من المساحة المخططة تمت زراعتها وهذا مؤشر إلى أن دورة التشغيل للعام 2022 خاسرة بكل المقاييس.
ناهيك بأن متوسط الحلاوة في الكميات الموردة للشركة من الشوندر السكري بلغت 11,9 وهو مخالف للنسبة المعتمدة عدا عن تأخر الفلاحين في الزراعة إلى ما بعد الفترة المحددة لزراعة العروة الخريفية بسبب التأخر الحاصل في تسليم البذار للمزارعين، وتم تمديد المدة بطلب من الفلاحين بعد أخذ موافقة البحوث العلمية على ذلك إلى 30/11/2021 وتعرض المحصول بعدها لموجة من الصقيع أثرت بدورها في الإنتاج كمّاً ونوعاً.
التقرير يؤكد أن الفطام المبكر لمحصول الشوندر نتيجة العوامل الجوية السيئة والأمراض الفطرية التي أصابته وتعذر تأمين الأسمدة النوعية والكافية إضافة لتعفن واهتراء جذور الشوندر المورد لشركة سكر سلحب كانت سبباً في ضعف مرودية السكر المستخرج .

أما البذار، فقد تم التعاقد عليها من المؤسسة العامة لإكثار البذار مع الشركة البلجيكية لصالح وزارة الصناعة وفقاً للجنة القرار رقم 584 وتقديرها للاحتياج من المساحة المتعاقد عليها بـ 47 طناً متضمنة كمية 10% احتياطية، وبناء على البيانات والتجارب والنتائج تم تحديد الأنواع المطلوبة ودرجات حلاوة تتراوح بين 15,42 و16,600 وافقت عليها وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي، حيث وصلت بذار الشوندر السكري إلى مرفأ اللاذقية في 9/11/2021 وتم التأكد من مطابقتها للمواصفات الفنية، وسلّمت إلى مندوبي شركة تل سلحب، وبعدها ثبتت سلامتها من الناحية الصحية وخلو العينات من أي أمراض محمولة بعد إجراء التحليل المخبري لها.

وانتهى التقرير إلى توصيات أهمها تشكيل لجنة فنية من الوزارة والجهات التابعة لإعادة تقييم وضع شركة تل سلحب من ناحية خط الإنتاج والصيانة المطلوبة ولاسيما المدرجة بالخطة الاستثمارية وكل ما تحتاجه الشركة بغية تلافي النتائج السلبية للدورة التشغيلية الخاصة بالشركة للعام 2021/2022 للوصول إلى الطاقة الإنتاجية التي تحقق الجدوى الاقتصادية والعمل على رفد الشركة بالعمالة.
تشرين