الذهب من بين أكبر الفائزين في تجارة و تداول السلع

من الكاكاو إلى الذهب والنفط، مكنت السلع صناديق التحوط من زيادة وتنويع أرباحها في الأسواق الدولية في عام 2024. فهي توفر الحماية ضد التضخم الذي ينخفض ​​ببطء.
إن ارتفاع أسعار السلع الأساسية في عام 2024 يذكر الأسواق بأنها ليست خارجة تماماً عن البيئة التضخمية المضطربة التي بشرت بها الحرب في أوكرانيا. ومن الممكن أن تؤدي التوترات الجيوسياسية إلى تجاوز سعر برميل النفط (+17% هذا العام)، والذي يبلغ حاليًا 89 دولارًا ، بسرعة سيصل الى 100 دولار. بالنسبة للصناديق والمتداولين، المشترين الهائلين للذهب الأسود منذ أسابيع، لم يحن الوقت بعد لجني الأرباح. في الربع الأول، حققت صناديق التحوط المتنوعة في السلع مكاسب بنسبة 5.5٪، أي ما يقرب من أربعة أضعاف نظيراتها المتعاملة بالعملات وفقًا لأبحاث صناديق التحوط
ومن الدلائل على هذا الحماس لجميع المواد الخام، في بورصة شيكاغو التجارية (CME)، سجلت أحجام التداول على المنتجات الزراعية (العقود الآجلة والخيارات) زيادة في الأحجام بنسبة 14٪ في الربع الأول، وهي زيادة مماثلة لتلك الخاصة بالطاقة. وأكثر أهمية بـ 7 مرات من النشاط على المعادن. وفي هذه الأثناء، يخاطر عدد قليل من المتداولين بالمراهنة على تصحيح مستقبلي فيما يخص تداول الذهب، مرتفعًا بنسبة 14٪ ويسجل أرقامًا قياسية هذا العام.

إذًا، هل لا يزال الذهب ملاذًا آمنًا ضد التضخم؟
هل تداول الاتجاه مربح؟ يعمل الذهب عمومًا كتحوط ضد التضخم على المدى الطويل (جدًا)، ولكن مع بعض الاستثناءات اعتمادًا على السياق الاقتصادي العام والمرحلة التي تمر بها السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكي
وفي كل الأحوال، فإن أداءه في الأمد القريب لا يعكس حقاً مكانتها كملاذ آمن ضد التضخم للأسباب التي ذكرناها للتو. ومن ناحية أخرى، يمكن أن يتغير الوضع إذا زادت مخاطر الركود بشكل حاد أو إذا أبطأ بنك الاحتياطي الفيدرالي وتيرة زيادات أسعار الفائدة.
لماذا ارتفع سعر الذهب في الأشهر الأخيرة؟
غالبًا ما يُعتبر الذهب أحد الأصول الآمنة للاستثمار فيه خلال أوقات الاضطراب والتقلبات في الأسواق المالية، وكذلك في أوقات التوترات الجيوسياسية الكبيرة.
في أكتوبر 2023، شهد الذهب حركة تصاعدية كبيرة من حوالي 1825 دولارًا أمريكيًا إلى ما يزيد قليلاً عن 2000 دولار أمريكي لأونصة الذهب وسط التوترات في الشرق الأوسط بين إسرائيل وحماس والتي قد تؤثر سلبًا على النمو العالمي.
ما هي آفاق الذهب في عام 2024؟
لا بد من أخذ عدة عناصر بعين الاعتبار لتوقع تطور الذهب في عام 2024، مثل الأحداث السياسية، وتطور النمو الاقتصادي العالمي، وكذلك قرارات البنوك المركزية.
بالنسبة للكثيرين، فإن الارتفاع المذهل في أسعار الفائدة الذي لوحظ في البلدان المتقدمة والشعار الشهير “الارتفاع لفترة أطول”، حيث تتوقع البنوك المركزية ترك أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول من المتوقع، يمكن أن يكون له عواقب سلبية على الاقتصاد العالمي.
في هذه الحالة، يمكن أن يتأثر تقييم الأسهم، وكذلك الأصول الخطرة، والتي يمكن أن تفيد المعدن الأصفر كمخزن للقيمة. من ناحية أخرى، فإن الزيادة في عوائد السندات وقوة الدولار الأمريكي مع السياسة النقدية التقييدية في الولايات المتحدة يمكن أن تؤثر على سعر الذهب.
ومن الممكن أيضًا أن تشتد التوترات في الشرق الأوسط وأوكرانيا، والتي تفضل عمومًا الذهب كأصل ملاذ آمن.
كما يمكن أن تدعم الانتخابات الأمريكية وبرامج الإنفاق الخاصة بها التضخم، وهو ما قد يدعم الذهب أيضًا.
وسيكون من الضروري أيضًا مراقبة تطور مشتريات البنوك المركزية العالمية من الذهب، حيث من الممكن أن تظل عند وتيرة تاريخية معروفة في عامي 2022 و2023.

كيف تستثمر وتتاجر بالذهب؟
عندما يرغب المستثمرون في الاستثمار في الذهب، هناك طريقتان رئيسيتان للقيام بذلك: الذهب المادي والذهب الورقي.
في حين يشير الذهب المادي إلى شراء الذهب المادي في شكل ملموس مثل السبائك أو العملات المعدنية أو المجوهرات، بينما يشير الذهب الورقي إلى المنتجات المالية المستخدمة للحصول على الذهب مثل الخيارات أو الصناديق المتداولة في البورصة (ETFs).
الميزة الرئيسية للذهب المادي هي تنوع أشكاله، ومقاومته للتآكل والأكسدة مع مرور الوقت، وقدرته على التخزين بشكل آمن.
من ناحية أخرى، يمكن أن تكون تكاليف تخزين وتأمين الذهب المادي مرتفعة (ناهيك عن إمكانية سرقته). بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما يكون منتجًا صلبا، مما يعني أنه قد يكون من الصعب بيعه. وأخيرا، هناك خطر الاحتيال نظرا لصعوبة ضمان صحة ونقاء الذهب المادي.
من جانبه، من السهل إدارة الذهب الورقي ، والتكاليف المرتبطة بشراء وبيع العقود المالية للذهب منخفضة جدًا بشكل عام. بالإضافة إلى ذلك، ليست هناك حاجة لتخزين المعدن الأصفر.
من ناحية أخرى، تتطلب المنتجات المالية الورقية المصنوعة من الذهب معرفة معينة بديناميكيات السوق وغالبًا ما تنطوي أيضًا على مخاطر الطرف المقابل. ولذلك فإن مخاطر الخسارة تكون كبيرة عندما تكون الأسواق متقلبة أو إذا تخلف المصدر عن السداد.
بالنسبة لأولئك الذين يرغبون في الاستفادة من التغيرات قصيرة الأجل في الذهب، هناك أدوات مالية مضاربة مثل عقود توربو أو العقود الآجلة.
عقود توربو هي منتجات سوق الأوراق المالية ذات الرافعة المالية مع تاريخ النضج، مما يسمح للمتداولين بالمضاربة على ارتفاع (طلب توربو) أو انخفاض (وضع توربو) لأسعار الذهب.
وهي تشمل أيضًا حاجز الضربة القاضية أو عتبة التعطيل، والتي يمكن الوصول إليها في أي وقت، مما يؤدي إلى خسارة للمتداول تتوافق مع رأس المال المستثمر.
تُلزم عقود الذهب الآجلة، أو العقود الآجلة، المشتري بالشراء أو البائع ببيع كمية محددة من الذهب في تاريخ مستقبلي بسعر متفق عليه مسبقًا.
ويمكن للمتداول بعد ذلك أن يسجل ربحًا أو خسارة اعتمادًا على تحقيق السيناريو الرئيسي الخاص به (توقع ارتفاع أو انخفاض الأسعار)