جحيم القارات يسقط بصاروخ”سارمات”على خط موسكو – دمشق
كنت في جحيم دان براون أبحث عن أبجدية الوطن السوري الذي لم يجد أمه في رواية مكسيم غوركي و لم يلتقط بؤساءه المشردين في أصقاع العالم في رواية البؤساء ل فيكتور هوكو و لربما كنت و ما زلت أبلهاً في روايات دوستوي فسكي أبحث عن الجريمة و العقاب في زحمة هذه الروايات التي لم تخرج من قاعة مجلس الأمن على هيئة نهايات سعيدة بل على شكل إرهاصات لا معنى لها سوى زيادة الفوضى لأن برنار هيري ليفي يبعث الجريمة حيث لا عقاب و يبعث الحكماء
في ظل بلاهة السياسات و القائمين عليها في الشرق العربي الإسلامي الذي لا نعرف ما نحن فيه هل نحن مساكين أم مقامرين أم شياطين و وحده دوستويفسكي سيجيبنا إذا ما أخرجنا دان براون من علة الجحيم لكن ليس جحيم الغوطة الدمشقية الذي يدَّعونه بل جحيم الأغبياء الذين لا يرون من مذابح أميركا إلا إنسانية رعاة بقرها مَن لا يوفرون ضرعاً للأحقاد إلا و يشربون منه في جسدٍ تنزف منه المصالح كي يشرب من دمه الجميع و لا يرون من مصاصي دمائها و دماء العالم إلا رومانسيتهم الزائفة التي تسقط أقنعتها و الأنكى من ذلك أن كاراكوزات أو أصنام المعارضات السياسية لا تسمع منهم إلا تناقضات يقذفون غيرهم بها و يبررون لأنفسهم بيعها للشيطان الأميركي الذي ما هو بشيطان غواية بل هو شيطان فوضى مدمرة لا تبقي و لا تذر و أول ما ستأخذ هؤلاء ممن ورثوا الخيانة و العمالة و لا شيء سوى الخيانة و العمالة !
لسنا هنا في جولة حشرنا فيها كتاب صدام الحضارات ل صاموئيل هنتنغتون بل نحن في طور ولادة مخلوق يعيد توازن الحضارات اسمه “سارمات” تحدّث عنه رجل الحضارات الأول في العالم فلادي مير بوتين الذي لم يعلن نهاية العالم مع فوكويوما أو نهاية التاريخ بل أعلن عن إطلاق مدار جديد للتاريخ تحميه رؤوس نووية إنسانية إذا ما لزم الأمر و لا تمطره رؤوس منوية يتكاثر فيها الشر لتضرب الجنين قبل أن يولد و هو في زحفه المسرع إلى التاريخ و لكن ليس ذاك الشر الذي تحت شمس أغاثا كريستي المظلمة بل ذاك الشر الأكثر ظلمة بكثير من صدام الحضارات و نهاية التاريخ الذي سيحميه بوتين و حلفاؤه من نزعة القوة الضاربة و هي تنغمس بالشرور أكثر و أكثر !…
بدأت ملامح الغوطة تتغير لأن سلسلتها الجينية قد مرت بتركيب دخيل كان لا بدّ من استئصاله و كلنا نعرف بأن العقدة الجينية التي لا تتلاءم مع الكيان ستتلف كل معاني العيش الحقيقي الذي انكشفت سوءاته بعد هذا الاختراق الجيني الذي يهدف إلى تدمير كل سلاسل الإنسان بعد أن فرّ التعايش من أكذوبة الوطن للجميع حتى يعود الأمن إلى نفوس الجميع و لن يعود إلا باجتثاث الإرهاب من ألفه إلى يائه !…
ما سهيل الحسن إلا ذراع لن تنكسر و هي تعيد ألق سورية و ما لونا الشبل إلا رواية أحسن توجيه قراءتها الرئيس الأسد الذي لم يركن لخيانات روايات كثيرة على مسمعه و على مرآه بل أطلق يد سورية و جيشها مع الحلفاء ليجتث وجه الإرهاب الأسود و على الإعلام الذي تعايش مع الجحيم أن يخرجنا من جحيم دان براون إلى جنان “أطلق نيرانك لا ترحم” و إلى أيقونة الشعب التي لا تعرف
الصمت “زيوان البلد و لا حنطة جلب ” فهل لهذا الإعلام أن يستفيق على صاروخ سارمات يجعل رأس الحقيقة في مبتدى صدام الحضارات و ذيلها في منتهى التاريخ ؟!!
سارمات بوتين في جعبة الرئيس بشار الأسد الذي وصفه الخمنئي بالرجل المقاوم الشجاع و نَصفه نحن شعبه بأنه رجل القرن الذي سيقاوم صفقات القرن التي لا تحصى و لن يعبر بسورية من مجلس الأمن إلى مجلس حقوق الإنسان إلا على متن صاروخ عابر للقارات قاهر للسياسات اسمه بشار الجعفري فهل من بشارة إلا أن تصدق من بشارين قاوما و ما زالا يقاومان في أقبية السياسات الضالة و ما خفي أعظم
ياسين الرزوق زيوس