لأول مرة منذ انهيار الاتحاد السوفييتي.. روسيا تهدد أميركا بإسقاط طائراتها في سوريا
على مدار الأسبوع الماضي، تكررت التحذيرات الأميركية باحتمالية توجيه ضربة عسكرية للجيش السوري بذريعة استخدامه للاسلحة الكيماوية.
وقال رئيس الأركان الروسي، فاليري غيراسيموف، إن بلاده على استعداد للرد على الهجمات الأميركية ضد دمشق، في حال قامت واشنطن بتوجيه ضرب لمقرات يوجد بها جنود روس.
وأضاف غيراسيموف أنه “مما لا شك فيه، أن القوات الروسية ستتخذ التدابير اللازمة في حال تم تهديد حياة جنودنا في سوريا”، بحسب تقرير لصحيفة svabodnaya pressa الروسية
استهداف للقوات الروسية
وبحسب الصحيفة، فإنه “في الغالب، سيكون أي هجوم من قِبل الولايات المتحدة ضد سوريا بمثابة استهداف للروس؛ بسبب وجود مستشارين عسكريين روس، في مناطق سيطرة الجيش السوري، فضلاً عن ممثلي مركز المصالحة الروسي بين الأطراف المتحاربة والعسكريين الروس”.
ومن جهته، أعلن مسؤول روسي عسكري رفيع المستوى عن احتمال تصدي روسيا، من خلال اعتماد القوة العسكرية، للتحركات الأميركية. ويعتبر هذا الإعلان هو الأول من نوعه بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، فهل يحيل ذلك إلى أن روسيا على أبواب الانتقال لمواجهة مع الغرب في حرب مفتوحة؟
أمر لا يمكن التبؤ به
وحول ما إذا كان تصريح غيراسيموف سيسهم في منع الأميركيين من مهاجمة دمشق أم العكس، أو سيحفزهم أكثر للقيام بذلك، قال الخبير الروسي ميخائيل ألكسندروف: “في حقيقة الأمر، لا يمكن التنبؤ برد فعل الأميركيين بعد هذا التصريح الغامض لرئيس الأركان العامة الروسية. لكن، من الممكن القول إن الولايات المتحدة لن تخاطر بقصف مناطق نفوذ الرئيس الاسد التي يتواجد فيها جنود روس. في الأثناء، سيكون لواشنطن حرية المناورة لتحذير القيادة الروسية مسبقاً، أي إنه قد تستهدف المناطق الحكومية في دمشق، حيث لا يوجد عناصر من جيشنا”.
وأضاف: “يمكننا أن نسترجع حيثيات حرب فيتنام، حيث لم نعلن رسمياً مشاركتنا في الحرب. لكننا دعمنا الشيوعيين الفيتناميين، الذين عمدوا إلى إسقاط طائرات أميركية. وفي سوريا أيضاً، يمكن إسقاط الطائرات الأميركية بالطريقة ذاتها، وربط ذلك بالدفاع الجوي التابع للجيش السوري. في الحقيقة، تعد هذه هي الطريقة الوحيدة لكبح جماح الأميركيين قبل أن يتمادوا في سياستهم المتغطرسة ويجرونا إلى سلسلة من المتاعب”، بحسب الصحيفة الروسية.
في سياق متصل، أورد سيمون باغداساروف، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، أنه “على الرغم من جدية البيان الذي أصدرته هيئة الأركان العامة الروسية، لا أستبعد أن يقْدم الأميركيون على ضرب دمشق”. ومن الواضح أن العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا أصبحت حادة للغاية في الآونة الأخيرة، حيث لم تتوانَ واشنطن عن تبنِّي سياسات تُبرز مدى تحدّيها لروسيا”، بحسب الصحيفة الروسية.
وتابع باغداساروف: “سيكون عليها إسقاط الطائرات والطائرات دون طيار وصواريخ كروز الأميركية، ثم تنفيذ هجوم ضد القوات الأميركية”.
كما اعتبر أن دخول الولايات المتحدة وروسيا في صراع مفتوح بسوريا أمر وارد، وأنه عاجلاً أو آجلاً سيحدث ذلك.
وكالات