الكشف عن تفاصيل مفاوضات فيلق الرحمن مع الروس منذ صيف 2017..وكيف سقطت ؟
نضال حمادة
ينشر “موقع العهد الاخباري” تفاصيل المفاوضات بين “فيلق الرحمن” في سوريا والجانب الروسي حول إدخال الغوطة الشرقية ضمن اتفاقات خفض التصعيد، وقد بدأت المفاوضات في صيف عام 2017 حتى توقفها في شهر كانون الأول من العام نفسه بعد تفجير نفق حرستا. وقد حصل “موقع العهد الأخباري” على تفاصيل تلك المفاوضات من بعض المعنيين بهذا الملف من “فيلق الرحمن”. ونتحفظ عن نشر أي اسم باستثناء الشخص المفاوض، كما سننشر بعض التفاصيل وليس كلها وهي كافية لمعرفة الذي حصل حفاظا على مصادرنا وسلامة عائلاتهم.
تقول المصادر العارفة بملف التفاوض بين “فيلق الرحمن” التابع لـ”جماعة الإخوان المسلمين” والجانب الروسي حول إدخال الغوطة الشرقية من دمشق تحت مظلة خفض التصعيد، أن مسؤولين في “فيلق الرحمن” تواصلوا مع قاعدة حميميم الروسية عارضين إدخال الغوطة الشرقية لدمشق في اتفاق خفض التصعيد. وتضيف المصادر أن “اجتماعا حصل في جنيف بسويسرا في منتصف شهر آب عام 2017 بين الجانب الروسي ومعتصم شمير وهو شقيق قائد “فيلق الرحمن” في الغوطة الشرقية عبد الناصر شمير، عرض فيه معتصم رغبة “جماعة الإخوان المسلمين” و”فيلق الرحمن” التابع لها بإدخال الغوطة الشرقية تحت مظلة مناطق خفض التصعيد التي تديرها روسيا في سوريا”.
وتقول المصادر أن “الجانب الروسي طلب من معتصم شمير إيصال شروطه لقيادة “فيلق الرحمن” وأولها إجلاء مسلحي جبهة النصرة من الغوطة”، وتشير المصادر الى أن “الرد أتى بعد عدة أيام من قيادة “فيلق الرحمن” في الغوطة تقول فيه ان عدد مقاتلي “جبهة النصرة” هناك قليل جداً ويمكن لـ”فيلق الرحمن” (تكنيسهم) ـ بحسب التعبير الذي استخدم ـ خلال ساعات وهم لا يشكلون أي عائق في دخول الغوطة في مناطق خفض التصعيد”.
وتشير المصادر نفسها أن “هذا الجواب لم يقبل به الجانب الروسي الذي قدم لائحة إسمية تضم (735) اسمًا هم مقاتلون في “جبهة النصرة” و”لواء فجر الأمة” و”حركة أحرار الشام” وهؤلاء المقاتلون متواجدون في الغوطة الشرقية ويمكن لهم عرقلة الإتفاق في حال لم يتم إخراجهم من الغوطة قبل إدخالها في مناطق خفض التصعيد، وتم الإتفاق على الإستمرار بالتواصل لحل الموضوع حيث وعدت قيادة “فيلق الرحمن” بحل هذه العقدة استمرت حالة المرواحة حتى شهر تشرين الثاني عام 2017 تاريخ حصول اجتماع آخر بين معتصم الشمير والجانب الروسي وقدم الشمير أربعة أسماء سوف يرسلهم “فيلق الرحمن” للتفاوض”.
وتؤكد المصادر أن “الجانب الروسي وافق على الأسماء الأربعة وسأل الشمير عن كيفية خروج الوفد من الغوطة فأجاب الوفد الروسي أنه سوف يكون تحت حماية الشرطة العسكرية الروسية وسوف يتم نقل أعضاء الوفد إلى مطار حميميم العسكري ومن هناك سوف يتم نقلهم على متن طائرة روسية إلى جنيف وعد معتصم الشمير بإتمام الإتفاق وعرض زيادة أعضاء الوفد إلى خمسة وافق الروسي وتم الاتفاق على تحديد موعد لخروج وفد “فيلق الرحمن” من الغوطة، غير أن كل شيء إنهار نهاية شهر كانون أول2017 عندما حصل انفجار النفق في حرستا وبدأ هجوم المسلحين على مباني إدارة المركبات هناك وهذا ما أثار غضب الروسي الذي إتهم “فيلق الرحمن” بحفر النفق. لكن قيادة “الفيلق” قالت أن “لواء فجر الأمة” هو من حفره وليس بإمكان الفيلق ضبطهم أو السيطرة عليهم أتى جواب الروس جازما بمسؤولية “فيلق الرحمن” عن حفر النفق”.
ونقلت المصادر أن “الجانب الروسي قال للمعتصم شمير: “قلتم لنا في بداية المفاوضات أن “النصرة” و”لواء فجر الأمة” يمثلان حالة ضعيفة في الغوطة وأن بإمكانكم القضاء عليهما خلال ساعات معدودة والآن تقولون العكس تماما، أنتم غير جديرين بثقتنا ولدينا كامل الأدلة على مسؤوليتكم عن حفر النفق وتفجيره”.
كان هذا اخر اتصال بين الطرفين، “انتهت المفاوضات حينها وقرر الروس أن الوقت حان للانتهاء من جيب الغوطة”، تختم المصادر حديثها.
العهد