ثلاثة سيناريوات متتالية كان يأمل العدو حدوثها في الغوطة الشرقية, ما هي ؟
ثلاثة سيناريوات متتالية كان يأمل العدو حدوثها, أولها هو أن تصمد خطوط الدفاع الحصينة
التي أنشأها ثوار القاعدة على خط الجبهة الشرقي أمام هجمات الجيش فتبقى المعارك رهينة المكان فيما يمر الوقت على القيادة السورية و حلفائها ثقيلاً و هم يواجهون حملات الضغوط الإعلامية و السياسية من كل حدب و صوب دون قدرة على حسم المعركة بسرعة.
أما إذا ما تمكن الجيش من كسر خطوط الدفاع, فالسيناريو الأمثل الثاني هو تراجع المقاتلين نحو المدن و البلدات المكتظة بالسكان و تحويل المعركة إلى حرب استنزاف للجميع بما فيهم المدنيين الذين أكثر ما يسعد ” الثوار” و ماكينتهم الإعلامية هو تصوير دمائهم و بكائهم و دموعهم ليبثوها في الأرجاء مثلما تبث شبكات التسول الأطفال البؤساء في الشوارع بثيابهم الرثة لينتزعوا أموال المارّة الذين لن يصمد إدراكهم المسبق أن أموالهم ستذهب إلى جيوب أصحاب الشبكة أمام سطوة الإنسانية.
و لكم أن تتخيلوا حينها حجم التهويل و العويل و الصراخ و التهديد الذي سيبلغ مع مرور الوقت حداً غير مسبوق و لم نشهد له مثيلاً من قبل.
أما السيناريو الثالث فهو أقل تفضيلاً و لكنه الأكثر خطورة على المدى الطويل, و هو أن تصل العملية العسكرية في نهاية المطاف إلى مرحلة التفاوض حول خروج المجموعات المسلحة على أن يرافقها عشرات ألوف المدنيين نحو إدلب لتكون أكبر عملية ( تهجير قسري ) في التاريخ, فيتحول الانتصار الساحق الذي كانت تسعى إليه سورية و حلفاؤها إلى هزيمة ( أخلاقية ) و إعلامية و سياسية مدوية و لن يبق لدى أحد شك حول صدق رواية ( المعارضة) حول النظام الذي يفتك بالمدنيين و يكرههم أكثر مما يكره المسلحين, لذلك كان من الطبيعي أن يبادلوه الكراهية و يفضلوا ( الهجرة ) على البقاء في ظله!!.
كل هذه السيناريوات الخبيثة سقطت في طرفة عين, ففي حين تكفل الجيش العربي السوري باسقاط الاول و الثاني جاء سقوط الثالث على يد سكان الغوطة أنفسهم الذين انطلقوا نحو مواقع الجيش كطفل كان تائهاً عن أهله ثم وجدهم.
أقدام آلاف من العابرين نحو الأمل كانت تدوس إلى جانب الأرض أكبر كذبة في التاريخ المعاصر و معها أحلام ( الثورجيين ) و أماني مشغليهم, تماماً كما داس رجال الجيش العربي السوري رقاب مقاتلي جيش الإسلام و فيلق الرحمن و النصرة و أحرار الشام في مزارع الريحان و بيت سوى و مسرابا و حمورية و جسرين و حرستا, و قريباً في درعا و إدلب, و بعدهما الشمال.
سن تسو السوري